لبنان يبحث عن "الاستقلال" في ذكراه الـ78
أحيا لبنان اليوم الأحد ذكرى استقلاله الـ78 على وقع أزمة اقتصادية وسياسية تعصف بالبلاد دون أي مؤشرات بالأفق لحلها، في ظل استمرار "حزب الله" بفرض سيطرته وعرقلته عمل الحكومة.
عيد حزين شهده هذا الاستقلال حيث يرزح لبنان تحت أزمات مالية ومعيشية سيئة وضيقة اقتصادية لم يشهد مثلها سابقا، في ظل طيعة حكومية بسبب التشنجات السياسية بين أفرقاء السلطة.
وفي محاولة لإيجاد ثغرة في جدار الأزمة عقد الرئيس اللبناني ميشال عون ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري لقاء ثلاثيّاً في قصر الرئاسة بعبدا.
وأعلنت الرئاسة إلغاء الاستقبال الرسميّ بعيد الاستقلال، وذلك بـ"النظر إلى الأوضاع الراهنة والظروف الصحية في البلاد".
وفي مؤشر على عدم الاتفاق ردّ بري على سؤال خلال مغادرته للاجتماع "إذا كانت الأوضاع تحلحلت" بالقول: "إنشاء الله خير".
من جهته، أكد ميقاتي أنّه "ما كان الاستقلال لو ما اجتمع اللبنانيون جنباً إلى جنب في راشيا، لا نستطيع المحافظة على الاستقلال إن لم نكُن يداً واحدة".
وأشار ميقاتي، في تصريح مقتضب بعد انتهاء اللقاء الثلاثي في قصر بعبدا، إلى أنّ "التفاهم هو الأساس، والبعد جفا، واللقاء الذي حصل اليوم كان حواراً جدياً وبإذن الله سيؤدي إلى الخير".
ورغم كل المحاولات لا يزال "حزب الله" يشّل عمل الحكومة ويرفض اجتماعها إذا لم يأخذ تعهداً مسبقاً بالإطاحة بالمحقق العدلي في قضية انفجار مرفأ بيروت طارق البيطار عن القضية، وهو مر يرفضه رئيس الحكومة حيث يعكس ذلك تدخلا في الشأن القضائي.
وحضر رئيس الجمهورية العرض العسكري الرمزي الصامت الذي أقامته قيادة الجيش اللبناني في مقر وزارة الدفاع في اليرزة بمناسبة عيد الاستقلال الثامن والسبعين.
الحفل حضره أيضا رئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة وزير الدفاع الوطني موريس سليم والداخلية القاضي بسام مولوي، وقادة الأجهزة الأمنية وقائد القوات الدولية العاملة في الجنوب الجنرال ستيفانو ديل كول، وعدد من المديرين العامين، وكبار الضباط.
وشارك في الحفل وحدات مثلت كافة أفرع الجيش وحلقت طائرات هليكوبتر و"توكانو" من سلاح الجو فوق الموقع حاملة العلم اللبناني.
ويحتفل لبنان بالذكرى 78 لاستقلاله في خضم من الأحداث السياسية المتسارعة التي لحقت بالبلاد عقب انفجار مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس العام الماضي والذي خلف آلاف القتلى والمصابين وأدخل البلاد في نفق أكثر ظلمة من قبل.