ريم الهاشمي: الإمارات نموذج مشرق لسياسات احتضان الشباب
جلسة حوار تناقش نتائج استطلاع أصداء بيرسون– مارستيلر السنوي العاشر لرأي الشباب العربي، وتؤكد أهميتها في فهم الحكومات لآمال الشباب.
ناقش نخبة من الخبراء نتائج استطلاع أصداء بيرسون– مارستيلر السنوي العاشر لرأي الشباب العربي، الذي تم إطلاقه رسميا، اليوم، مؤكدين أهمية النتائج التي توصل إليها الاستطلاع بالنسبة للحكومات وصناع القرار ورواد الأعمال في المنطقة.
ورحبت ريم إبراهيم الهاشمي، وزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولي بالإمارات، مدير عام مكتب "إكسبو 2020 دبي"، بالنتائج التي توصل إليها الاستطلاع، وفي مقدمتها النتيجة التي تؤكد أن "الإمارات نموذج مشرق لسياسات احتضان الشباب وتحقيق أحلامهم ولا تزال البلد المفضل الذي يرنو الشباب العربي للعيش فيه ويريدون لبلدانهم أن تقتدي به".
وأشارت إلى أن إحدى أهم نتائج استطلاع هذا العام تتمثل في مستوى الدعم الذي يحظى به ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بين الشباب العرب (63% ممن شملهم الاستطلاع)، وخاصة في المملكة العربية السعودية (91%) وبرنامجه الرامي إلى دفع عجلة التقدم الاقتصادي والاجتماعي.
وتأكيدا على أهمية طموحات الشباب العربي، أضافت: "أطلقت دولة الإمارات العربية المتحدة العديد من المبادرات التي توقد شعلة الأمل في نفوس الشباب؛ ما يؤكد عزم الحكومة على فتح آفاق جديدة من الفرص أمام هؤلاء الشباب من خلال التنسيق والعمل معهم بشكل مباشر".
وقالت إن استراتيجية دولة الإمارات تأخذ في حسبانها دمج الشباب وتمكينهم من المشاركة الفاعلة في بناء مستقبلهم، وخير مثال على ذلك الأهمية التي يوليها "إكسبو 2020 دبي" لمشاركة الفئة الشابة. وأوضحت: "أكثر من 30% من موظفي ’إكسبو 2020 دبي‘ هم من الشباب دون سن الثلاثين عاما، كما أن مكتبنا يضم قسم ’منصة تواصل الشباب‘ المتخصص بشؤون الشباب والترويج لإكسبو في المدارس والجامعات. ويعتبر العمل التطوعي جزءا مهما آخر من إكسبو، إذ تمثل فئة الشباب محور تركيز رئيسيا بالنسبة لبرنامجنا التطوعي".
من جهته، أشار تركي بن عبدالله الدخيل، مدير عام قناة العربية، إلى أن نتيجة الاستطلاع التي تفيد بأن "الشباب العربي يرى محمد بن سلمان قائدا قويا من شأنه أن يرسم ملامح العقد المقبل" تكتسب أهمية كبرى كونها تعكس "إيمان الشباب العربي بدورهم في محاربة التطرف، وهم يرونه واحدا منهم، شابا يفكر مثلهم، وشخصية قيادية كسرت النمطية الجامدة التي تقولب القائد السياسي التقليدي عادة.
وأضاف الدخيل: "ليس وحده فكر ولي العهد السعودي هو ما يلهم الشباب، بل أيضا رغبته الصادقة في أن يقدم للعالم الصورة السمحة للإسلام الحقيقي، خاصة أن العديد من الشباب العربي وجدوا حرجا في الإفصاح عن دينهم بسبب الصورة المشوهة التي أعطاها "داعش" عن الإسلام".
وحول النتيجة القائلة إن أعدادا متزايدة من الشباب العربي ترى أن "الربيع العربي" ترك تأثيرا سلبيا على المنطقة، قالت داليا خورشيد، وزيرة الاستثمار السابقة في مصر، إن "الربيع العربي" كان موجة تغيير و"تعبيرا عن رغبة الشباب في صوغ مستقبلهم بأنفسهم وإيجاد البيئة التي يريدون".
وأضافت: "كرست مصر عام 2016 عاما للشباب؛ إذ ركزت الحكومة على الإصغاء إلى الشباب ومناقشة مختلف القضايا المتصلة بهم. ومن الطبيعي أن تكون هناك اختلافات دوما؛ لأن الاختلاف أمر صحي. ولكن الجانب الأهم يكمن في فهم حقيقة أن الشباب يتطلعون إلى إحداث فرق ملموس. ومع وجود التقنيات الرقمية، فلا شك أن التغيير سيكون أسرع".
بدوره، قال البروفيسور توم فليتشر، الأستاذ الزائر في العلاقات الدولية بجامعة نيويورك أبوظبي والأستاذ الزائر والمستشار الخاص في أكاديمية الإمارات الدبلوماسية، إن التغيير الحقيقي بالنسبة إلى الحكومات في أي مكان يتمثل في أن الشباب عالميا يجدون صعوبة متزايدة في أن يعهدوا إلى الجيل الحالي من المسؤولين الحكوميين بمهمة تغيير عالمنا ليصبح أفضل- مع استثناءات قليلة في بعض البلدان، مثل الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية.
وأضاف: "قدرة الإمارات العربية المتحدة على جذب الناس ناجمة عن الفرص التي توجدها الدولة. وأكد وجود حاجة ماسة إلى "وضع نظام تعليمي سليم" يضمن للمرأة أن "تقود مجالس إدارة الشركات، وليس السيارات فقط".
وخلص البروفيسور فليتشر إلى القول "نستخلص من العصر الرقمي درسا مفاده أن الشهرة أمر يسهل الحصول عليه، ولكن تصعب المحافظة عليه، ويسهل أكثر فقدانه"، وأنه من المهم جدا بالنسبة للقادة أن "يواصلوا تحقيق نتائج ترقى إلى آمال الشعوب وتحمل هذه الشعوب معها إلى المستقبل البعيد".