"النجم الساطع".. مناورات "تضيء " علاقة القاهرة وواشنطن

تستعد مصر لاستضافة مناورات التدريب العسكري المشترك والأكبر مع الولايات المتحدة، والمعروفة باسم "النجم الساطع" وذلك بعد غياب 8 سنوات

بعد غياب دام 8 سنوات، تستعد مصر لاستضافة فاعليات التدريب العسكري المشترك والأكبر مع الولايات المتحدة، والمعروفة باسم "النجم الساطع"، خلال الفترة من 10-20 سبتمبر/أيلول الجاري، حيث توقفت منذ عام 2011 بسبب الاضطرابات السياسية التي أعقبت الإطاحة بالرئيس الأسبق حسني مبارك.

وقال مسؤولون وخبراء عسكريون، لـ"بوابة العين"، إن مصر تتطلع لدعم أمريكي أوسع في حربها الشرسة ضد الجماعات الإرهابية، وتعول على عودة مناورات "النجم الساطع"، في استعادة زخم التعاون العسكري مع واشنطن، الذي تجمد خلال عهد الرئيس السابق باراك أوباما، لـ"تضيء" تلك المناورة العلاقات العسكرية بين البلدين. 

ومنذ أكثر من 4 أعوام، يخوض الجيش المصري معركة شرسة ضد جماعات إرهابية موالية لتنظيم داعش الإرهابي في شمال سيناء الحدودية، قتل خلالها المئات من الجانبين.

وسبق أن شكا الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي من أن مصر تحارب الإرهاب بمفردها نيابة عن العالم، مطالباً وبشكل مباشر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بـ"مساعدة مصر في حربها ضد الإرهاب".

ووفقا لبيان أصدرته القوات المسلحة المصرية، الإثنين، فإن تدريبات النجم الساطع ستقام بقاعدة "محمد نجيب" العسكرية التي تم افتتاحها قبل عدة أشهر، غرب الإسكندرية، وستتناول موضوعات "التعاون الأمني ومكافحة الإرهاب والتطرف والتدريب على سيناريوهات التهديدات المختلفة في القرن الـ21 في ظل الحرب التقليدية وغير النظامية".

وقال الخبير العسكري والأمني، اللواء جمال مظلوم، إن "تلك المناورات مهمة جدا لكلا الطرفين، خاصة مصر التي تسعى بدورها إلى الاستفادة منها في الاطلاع على أحدث الطرق القتالية في مواجهة الجماعات الإرهابية، والتعامل مع عمليات خطف الرهائن وإرهاب المدن، وكذلك الأساليب الجديدة في الحصول على المعلومات، كما أنه يتم التدريب على الأسلحة الأمريكية الحديثة، التي ربما تطلب مصر الاستعانة بها في مرحلة لاحقة بعد التمرين عليها".

وأشار اللواء مظلوم إلى أن "تلك المناورات تُحدث ما يشبه الانتعاشة للعسكريين المشاركين بها، خاصة أنها تشمل دولا عدة بالإضافة إلى الولايات المتحدة ومصر، ما يتيح كم أكبر من الاستفادة بها".

ونوه إلى أن واشنطن بإجراء تلك المناورات تريد التأكيد على أهمية علاقتها الإستراتيجية مع مصر، والتي شهدت نوعا من التوتر في الفترة الأخيرة عقب قرار تخفيض المعونة الأمريكية المقدمة إلى مصر.

وتوقع أن تحدث عودة المناورات زخما كبيرا في العلاقات العسكرية بين البلدين في الفترة المقبلة، خاصة أن الولايات المتحدة تنظر بعين من الريبة والقلق للتعاون العسكري المصري المزايد في السنوات الأخيرة مع روسيا والصين، واتجاه القاهرة لتنويع مصادر السلاح التي تعتمد عليها.

من جانبه، أكد اللواء كمال عامر، رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب، أن الولايات المتحدة تهتم بهذه المناورات بشكل كبير كما تهتم بها مصر، وأن توقفها جاء بسبب ظروف سياسية غير مستقرة، مشيرا إلى أن واشنطن تنظر إليها باعتبارها تمثل تدريبا حقيقيا وعمليا في إحدى الساحات المهمة من العالم وهي منطقة الشرق الأوسط.

وأضاف أن النجم الساطع تستخدم فيها أحدث أنواع الأسلحة والأساليب القتالية، ما يشكل فرصة للجيش المصري في الاطلاع عليها والاستفادة بها، وقد سبق أن طبقت بالفعل مثل هذه التدريبات عمليا في حرب الخليج الثانية، والتي شهدت تعاونا كبيرا بين مصر والولايات المتحدة.

ومناورات "النجم الساطع" هي من أكبر التدريبات العسكرية الأمريكية، وتقام في مصر بصفة دورية كل عامين؛ إذ بدأت للمرة الأولى في أكتوبر/تشرين الأول 1980 واستمرت بشكل شبه دوري حتى عام 2009، حيث أعلن عن إلغاء تدريبات 2011 في ضوء الوضع الانتقالي بمصر.