بالصور.. بريطانيا تسلم وثيقة "طلاقها" من أوروبا بسعادة بالغة
السفير البريطاني لدى الاتحاد الأوروبي سلم رسالة الإبلاغ ببريكست لرئيس المجلس الأوروبي لتنطلق بذلك رسميا آلية الخروج من الاتحاد الأوروبي
سلم السفير البريطاني لدى الاتحاد الأوروبي، تيم بارو، الأربعاء، رسالة الإبلاغ ببريكست لرئيس المجلس الأوروبي، دونالد توسك، لتنطلق بذلك رسميا آلية الخروج من الاتحاد الأوروبي، والمسماة "بريكست".
وجاء هذا بعد 9 أشهر من إجراء بريطانيا استفتاء على الخروج من الاتحاد، أسفر عن ميل الشعب البريطاني إلى الانفصال عنه بنسبة 52% من المصوتين.
وسلم بارو الرسالة التي وقعتها رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، مساء الثلاثاء، لتوسك شخصيا في مكتبه في مجلس الاتحاد الأوروبي في بروكسل.
وهذا الإبلاغ يفتح فترة مفاوضات قد تمتد لعامين لتحديد سبل الخروج من الاتحاد الأوروبي الذي انضمت له بريطانيا قبل 44 عاما.
وعلق توسك عبر تويتر: "بعد 9 أشهر، وفت بريطانيا بتعهدها".
ووفقًا للمادة 50 من معاهدة لشبونة، فإن خروج دولة عضو من الاتحاد الأوروبي يعتبر ساريا اعتبارا من اللحظة التي تسلم فيها توسك الرسالة باليد.
ولا يزال مضمون الرسالة سريا؛ إذ تحرص بريطانيا على عدم الكشف عن الحجج التي ستستخدمها في المفاوضات التي تدوم عامين.
من ناحيتها قالت ماي أنه "لا عودة إلى الوراء" بعد إطلاق آلية بريكست، وذلك في إشارة إلى المظاهرات التي ما زالت تخرج من حين لآخر في بريطانيا من مؤيدي الاتحاد الأوروبي وتطالب بالرجوع عن الاستفتاء.
وفي هذا الاتجاه دعت ماي بلدها إلى "الوحدة" بعد إطلاق بريكست، وذلك خلال كلمة لها أمام النواب في برلمان ويستمنستر.
ونشرت الحكومة البريطانية مساء الثلاثاء صورة للحظة توقيع ماي على الرسالة التي ستغير مصير بريطانيا.
وتبدو فيها رئيسة الحكومة جالسة أمام طاولة بالقرب من مدفأة تعلوها صورة لروبرت والبول، رئيس الوزراء بين 1721 و1742.
وتصدرت الصورة الصفحات الأولى لعدة صحف اليوم الأربعاء، والتي كتبت رؤوس عناوين تشي بالقلق الذي يجتاح نظرة البريطانيين للمستقبل بعد هذه الخطوة الموصوفة بالتاريخية.
فقد كتبت "ذي تايمز" أن "التاريخ يراقبنا"، بينما عبرت "ذي جارديان" عن الخوف من "قفزة في المجهول"، وكتبت "ديلي ميرور" من جهتها "أيها الاتحاد الأوروبي العزيز، حان وقت الرحيل".
أما الصحف المشككة في جدوى الاتحاد الأوروبي فكانت سعيدة بالحدث وعنونت "ديلي ميل" "الحرية!" وكتبت "ذي صن" على صفحتها الأولى "وداعا دوفر".
لكن المحللين يرون أن مدة العامين المتوقع أن تستغرقها مفاوضات الخروج من الاتحاد لن تكفي لفك الروابط التي نسجت على مدى 4 عقود والملفات المعقدة التي سيتم التباحث بشأنها سواء على صعيد التجارة أو القضاء أو القضايا الإنسانية أو وضع ملايين المواطنين الأوروبيين المقيمين في بريطانيا.
وترفض ماي ضمان حقوق نحو 3 ملايين أوروبي يقيمون في بريطانيا؛ حيث إن هدفها الحد من هجرة الأوروبيين إلى بلادها.
وقال مسؤول أوروبي كبير إن المفوضية الأوروبية قدرت قيمة الفاتورة التي قد تتكلفها بريطانيا للخروج من الاتحاد بين 55 و60 مليار يورو.
وعلى صعيد الردود الأوروبية إزاء الخطوة البريطانية الأخيرة فقد أعلنت متحدثة باسم المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، أن بريطانيا ستبقى شريكا لأوروبا والحلف الأطلسي.
وقالت اولريكي ديمر في مؤتمر صحفي بعد دقائق من بدء لندن عملية الخروج من الاتحاد: "يجب ألا ننسى أن المملكة المتحدة تبقى شريكا في الحلف الأطلسي وفي أوروبا".
ويأتي هذا تماشيا مع سياسة ميركل التي تؤيد الوحدة الأوروبية بكافة الطرق، وتكافح ضد تصدع القارة.
كما أشارت مسودة وثيقة قبل ساعات من إخطار لندن الرسمي للاتحاد الأوروبي بخروجها منه إلى أن زعماء الاتحاج سيتعهدون اليوم الأربعاء بالوحدة في محادثات "بناءة" مع بريطانيا بشأن خروجها من الاتحاد للحد من الغموض لدى المواطنين والشركات.