محاولة بريطانية لحل لغز كورونا.. لماذا يقتل البعض ويترك آخرين؟
باحثون من مختلف أرجاء بريطانيا سيقومون بتتبع تسلسل الشفرة الجينية لمرضى "كوفيد-19" الذين دخلوا في حالات حرجة
يعكف باحثون بريطانيون على دراسة جينات آلاف المرضى بـ"كوفيد-19"، من أجل حل أحد الألغاز المحيرة للمرض الناجم عن الإصابة بفيروس كورونا المستجد للإجابة على سؤال لماذا يقتل البعض ويترك آخرين دون حتى أن يصيبهم بصداع خفيف؟
وذكرت صحيفة "جارديان" البريطانية أن نحو 2000 من مرضى "كوفيد-19" تبرعوا بالفعل بحمضهم النووي من أجل الدراسة التي تجريها جامعة إدنبرة والعديد من مستشفيات هيئة الخدمات الصحية البريطانية، وتدعمها الحكومة البريطانية.
وسيقوم باحثون من مختلف أرجاء بريطانيا بتتبع تسلسل الشفرة الجينية لمرضى "كوفيد-19" الذين دخلوا في حالات حرجة ومقارنتها بالجينوم (الشريط الوراثي) للذين أصيبوا بالمرض وظهرت عليهم أعراض بسيطة أو لم تظهر أعراض على الإطلاق.
وستشمل الدراسة، التي تبحث عن جينات وراثية معينة ربما تتسبب في تدهور الحالة الصحية لمرضى "كوفيد-19"، ما يصل إلى 20 ألف شخص يعالجون في الوقت الراهن أو تلقوا العلاج من المرض في وحدات العناية المركزة، ونحو 15 ألفا لم تظهر عليهم سوى أعراض بسيطة.
ويعتزم الأطباء جمع عينات الحمض النووي من المرضى بـ170 وحدة عناية مركزة، ويأملون في النهاية جميع عينات وراثية من جميع المرضى الذين دخلوا العناية المشددة في المملكة المتحدة، شريطة منح موافقتهم.
وفي حين أن الأكبر سنًا ومن يعانون مشاكل صحية أكثر عرضة لخطر الإصابة بحالة مرضية شديد جراء فيروس كورونا المستجد عن الشباب والأصحاء، ربما تسلط الجينات الضوء على السبب في ارتفاع معدلات الوفيات بين الرجال، والسبب وراء وفيات بعض الأصحاء نتيجة للمرض.
ويحذر العلماء من أن المعلومات المتوفرة لديهم عن الفيروس الذي ظهر في الصين العام الماضي ما زالت محدودة، لكنهم يقولون إن من المذهل كيف يكون المرض قاتلا للبعض ولا يصيب البعض الآخر سوى بأعراض طفيفة، ولم يتضح بعد سبب ذلك.
وقال كينيث بيلي طبيب العناية المركزة الذي يقود الدراسة بجامعة ادنبره لوكالة رويترز: "نعتقد أن مؤشرات ستظهر في الشريط الوراثي وستساعدنا على فهم كيف يقتل هذا المرض مصابين".
وأضاف "أراهن على أن هناك مكونا جينيا قويا يتعلق بمدى خطورة المرض على المرء".
وأوضح أن فهم أي الجينات أكثر أهمية، وكيفية تفاعلها مع العدوى، يمكنه المساعدة في تسريع إجراء التجارب السريرية على الأدوية التجريبية.
ودعا وزير الصحة البريطاني مات هانكوك الناس للدخول في برنامج البحث.
وقال "إذا طُلب منكم التوقيع على المشاركة في التجارب الجينية التي تجريها جينوميكس إنجلند فافعلوا ذلك رجاء، لأنه سيمكننا من فهم الروابط الجينية وهو جزء من بناء صورة علمية للفيروس".
وسيعمل بيلي مع وحدات العناية المركزة في مختلف أرجاء البلاد ومع شركة جينوميكس إنجلند وكونسورتيوم دولي للأبحاث الجينية يُعرف باسم جينوميك.