بين ترحيب وقلق.. تباين ردود الأفعال بشأن استقالة تيريزا ماي
ميركل تحترم القرار وماكرون يريد توضيحا
ماي أعلنت من أمام مقر الحكومة البريطانية: "سأستقيل من زعامة الحزب في 7 يونيو، ليبدأ الأسبوع المقبل السباق لاختيار زعيم حزب المحافظين".
مع إعلان رئيسة وزراء بريطانيا، تيريزا ماي، عزمها الاستقالة من منصبها في السابع من يونيو/حزيران المقبل، تباينت ردود الأفعال على مستوى كبار قادة دول الاتحاد الأوروبي بالإضافة إلى روسيا، وذلك بين "محترم" للقرار، ومن رحب به، وآخر أراد توضيحا لمستقبل بريكست.
- "المحافظين البريطاني": الإعلان عن خليفة تيريزا ماي قبل 20 يوليو
- الاتحاد الأوروبي: استقالة ماي لن تغير شيئا في محادثات "بريكست
فمن جانبها، أعلنت مارتينا فيتز المتحدثة باسم أنجيلا ميركل أن المستشارة الألمانية "تحترم" قرار نظيرتها البريطانية تيريزا ماي بالاستقالة، إثر فشلها في إقناع النواب البريطانيين بالمصادقة على خطتها للخروج من الاتحاد الأوروبي.
وقالت فيتز في تصريح صحفي "تحرص ميركل على أن تحافظ الحكومة الألمانية على تعاونها الوثيق مع الحكومة البريطانية، وهذا الأمر سيبقى على هذا".
من ناحيته، أشاد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بما وصفه "العمل الشجاع" الذي قامت به تيريزا ماي، لكنه دعا إلى "توضيح سريع" لملف "بريكست" إثر إعلان رئيسة الوزراء البريطانية استقالتها.
وذكرت الرئاسة الفرنسية، في بيان، أن ماكرون اعتبر "هذا القرار ينبغي أن يذكر في لحظة خيار مهمة بأن التصويت بالرفض من دون مشروع بديل يؤدي إلى مأزق"، في إشارة إلى الانتخابات الأوروبية وإلى ملف بريكست، وأن ماي قامت بعمل شجاع لتنفيذ بريكست لما فيه مصلحة بلادها واحترام شركائها الأوروبيين، موجها إليها رسالة دعم وشكر شخصية.
وتابع بيان الرئاسة الفرنسية: "يعود إلى المملكة المتحدة، وفق آلياتها، أن تسمي رئيسا جديدا للوزراء.. إن فرنسا مستعدة للعمل مع رئيس الوزراء البريطاني الجديد حول كل الموضوعات الأوروبية والثنائية.. علاقتنا مع المملكة المتحدة أساسية في كل المجالات".
من جانبه، أكد الكرملين أن رئاسة تيريزا ماي للحكومة البريطانية كانت فترة صعبة جدا في العلاقات الثنائية بين البلدين.
وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في تصريحات صحفية، إن رئاسة ماي للحكومة جاءت خلال فترة صعبة جدا في علاقاتنا الثنائية.
وعلى صعيد متصل، أعلنت المفوضية الأوروبية الجمعة أن استقالة رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي "لا تغير شيئا" في موقف الدول الـ27 الأعضاء بشأن الاتفاق المبرم حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وقالت المتحدثة باسم رئيس المفوضية الأوروبية مينا اندريفا: "سنحترم رئيس الوزراء الجديد لكن ذلك لا يغير شيئا في الموقف الذي اعتمده المجلس الأوروبي حول اتفاق خروج بريطانيا من الاتحاد".
وأضافت أن رئيس المفوضية جان كلود يونكر علم باستقالة ماي ولم يبدِ أي سرور.. لقد قدّر العمل معها وهو يحترمها ويعدها امرأة شجاعة.
كانت ماي أعلنت من أمام مقر الحكومة البريطانية بالعاصمة لندن، وبنبرة مشحونة حزنا "سأستقيل من زعامة الحزب في 7 يونيو المقبل، ليبدأ الأسبوع القادم السباق لاختيار زعيم حزب المحافظين الجديد".
وبتصريحها، تعطي ماي، رسميا، شارة انطلاق سباق لاختيار زعيم جديد للمحافظين خلفا لها.
وأضافت ماي أنها أبلغت الملكة إليزابيث الثانية باستمرارها في منصب رئاسة الوزراء لحين اختيار رئيس وزراء جديد للمملكة، معتبرة أنه «من مصلحة البلاد أن يقودها رئيس وزراء جديد»، قبل أن تختم والدموع في عينيها بالإعراب عن امتنانها الكبير لـ«خدمة هذا البلد الذي أحبه».
ويأتي قرار ماي تحت وطأة الضغوط المسلطة عليها من حزبها الذي طالبها بالاستقالة عقب فشلها في تنفيذ اتفاق خروج المملكة من الاتحاد الأوروبي.
وفشلت ماي في الحصول على تأييد برلمان بلادها لتفعيل خروج بريطانيا من التكتل، حيث كان من المقرر تنفيذ الخطوة في 29 مارس/آذار الماضي، غير أنه تم إرجاء الموعد إلى 31 أكتوبر/تشرين الأول المقبل، جراء الأزمة التي أثارها اتفاق الخروج بصفوف الطبقة السياسية بالبلاد.