مداولات بلا رضّع.. قواعد جديدة تحاصر نائبات بريطانيا
برلمان بريطانيا لم يعد يرحب بأبناء نائباته في مراجعة مثيرة للجدل للقواعد أثارها تعرض نائبة للتوبيخ إثر إحضارها رضيعها إلى إحدى الجلسات.
وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن بعض الساسة البريطانيين دعوا إلى تغيير في اللوائح بعدما تلقت النائبة العمالية ستيلا كريسي رسالة رسمية بسبب حملها وليدها النائم باستخدام "حمالة كتف" في قاعة وستمنستر العام الماضي.
وخلال تقرير برلماني نشر، الخميس، قالت اللجنة القائمة على الإجراء إن "الممارسة طويلة الأمد" لإبقاء الأطفال بالخارج خلال المناقشات يجب أن تظل سارية المفعول.
وقالت كريسي إن الحظر يتحدى الجهود التي ترمي إلى السماح بـ"الخلط بين السياسة والأبوة"، لا سيما للأمهات الجدد.
وأضافت كريسي في رسالة بالبريد الإلكتروني إلى "واشنطن بوست": "لا يدركون من الذي يؤخر البرلمان بسبب قواعده ونهجه القديم تجاه النساء اللواتي لديهن أطفال والحاجة إلى التحديث".
وطلب رئيس مجلس العموم البريطاني، المجلس الأدنى، مراجعة بعد احتجاج كريسي وأنصارها، في حين شكا البعض من أن الرضع يشتتون الانتباه. وقال مشرع محافظ إنه "لا مكان" للأطفال بالمجلس.
وأشارت "واشنطن بوست" إلى أن بريطانيا ليست الدولة الوحيدة التي تعيد النظر في الاجتماعات خلال السنوات الأخيرة، حيث تناقش العديد من الدول كيف يمكن للمؤسسات التي تتخذ قرارات تؤثر على العائلات اتباع نهج ودي تجاههم والترحيب بالأمهات في عالم السياسة الذي لطالما سيطر عليه الرجال.
تساؤلات مشابهة
وظهرت تساؤلات مشابهة بعدما قيل لنائبة دنماركية إن ابنتها الوليدة "غير مرحب بها" في البرلمان عام 2019، وعندما طردت نائبة ألمانية من البرلمان بسبب إحضار طفلها ذي الستة أسابيع معها عام 2018.
ولفتت رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أرديرن -ثاني زعيمة منتخبة في العالم تضع طفلا أثناء وجودها بالمنصب بعد رئيسة وزراء باكستان بنظير بوتو في 1990- الأنظار عندما أحضرت طفلتها الوليدة إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2018.
وفي 2018 أيضًا، أدلت السيناتورة الديمقراطية تامي دوكوورث بصوتها بينما تحمل طفلها ذي العشرة أيام، لتصبح المرة الأولى التي يسمح فيها بدخول رضيع إلى المجلس. وكان مجلس الشيوخ قد وافق لتوه على قانون يسمح بدخول الأطفال دون عام إلى قاعته.
وتفيد الإرشادات الصادرة عن سلطات الصحة، بما في ذلك مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، بأن الأطفال الرضع يحتاجون للرضاعة كل ساعتين إلى أربع ساعات، في حين يحتاج بعضهم إلى الرضاعة كل ساعة.
وأعربت كريسي عن خيبة أملها إزاء المراجعة، حيث ضغطت من أجل توفير مزيد من تغطية استحقاق الأمومة لعضوات البرلمان لتشجيع النساء على المشاركة في صناعة السياسات.
ويضم مجلس العموم حاليا 225 نائبة، أي ما يمثل حوالي 35 من نوابه.
وبعد نشر التوجيه الجديد، قالت كريسي: "لا يتحقق التغيير إلا عندما نستمع لمن هم خارج الموضوع".