بريطانيا تفرض أكبر عقوبة على «أسطول الشبح» الروسي
فرضت المملكة المتحدة عقوبات على 18 ناقلة نفط روسية و4 ناقلات غاز طبيعي مسال، وفقا لوزارة الخارجية البريطانية.
وذكر البيان الصحفي الرسمي أن "المملكة المتحدة أطلقت اليوم أكبر حزمة من العقوبات حتى الآن ضد أسطول من ناقلات النفط الروسية".
وتشمل أحدث العقوبات من جانب الحكومة البريطانية منع 18 سفينة من الرسو في الموانئ البريطانية أو تقديم الخدمات البحرية لها، ليصل العدد الإجمالي للسفن التي تم فرض عقوبات عليها إلى 43.
كما فُرضت العقوبات على مجموعة "روسغازدوبيتشا" (RGD)، التي تسيطر مع "غازبروم" على شركة "روسجازاليانس" المشغلة لثلاثة حقول للغاز في منطقة يامال-نينيتس ذاتية الحكم، باحتياطيات تتجاوز 450 مليار متر مكعب.
كان أركادي روتنبرغ، رجل الأعمال والصديق المقرب لبوتين، في السابق أحد المالكين المشاركين لشركة RGD.
وتشمل العقوبات فرض حظر على تأمين الناقلات ودخولها إلى الموانئ البريطانية. بالإضافة إلى ذلك، تواجه RGD تجميد الأصول إذا كانت الشركة تمتلك حسابات في المملكة المتحدة.
يشير "أسطول الظل" إلى السفن التي تتحايل على العقوبات المفروضة على النفط والمنتجات النفطية الروسية، وخاصة تلك التي تنتهك الحد الأقصى لسعر مجموعة السبع البالغ 60 دولارا للبرميل.
وسلطت وزارة الخارجية البريطانية الضوء على المخاطر التي يشكلها أسطول الظل، بما في ذلك المخاطر البيئية مثل الانسكابات النفطية الناجمة عن الانتهاكات الصارخة لمعايير السلامة الأساسية، والمخاطر التي تهدد أمن التجارة العالمية.
ووفقا لوزارة الخارجية، فقد حققت ناقلات النفط الخاضعة للعقوبات حوالي 4.9 مليار دولار لروسيا خلال العام الماضي. ووفقا لتقديرات مركز أبحاث الطاقة والهواء النظيف (CREA) فإن أسطول الظل أصبح الآن مسؤولا عن نقل 80% من النفط والمنتجات النفطية الروسية.
ويقول خبراء إن ما يسمى بـ"الأسطول الشبح" المكون من سفن ملكيتها غامضة الملكية أو بدون تأمين مناسب، أتاح لروسيا مواصلة تصدير نفطها رغم العقوبات والسقف الأقصى المفروض على سعر برميل النفط لمبيعاته العالمية.
واتهمت بريطانيا هذا الأسطول بتهديد البيئة والسواحل "نتيجة انتهاكه الصارخ لمعايير السلامة الأساسية"، وفقا لفرانس برس.
وأضافت في بيان "عدد كبير من السفن التي استهدفتها المملكة المتحدة حتى الآن أجبرت على الرسو خارج الموانئ".
وتوصل تقرير صادر هذا الأسبوع عن كلية كييف للاقتصاد إلى أن كمية النفط الروسي الذي يتم تصديره عبر "أسطول الشبح" تضاعف تقريبا إلى 4.1 مليون برميل يوميا في العام حتى يونيو/حزيران 2024.
وعلى الرغم من العقوبات الغربية، فإن 80% من صادرات النفط الروسية عن طريق البحر أجريت بواسطة "ناقلات أشباح"، وفقا للتقرير.
وتشمل السفن المستهدفة في حزمة العقوبات البريطانية الجديدة بعض الناقلات المملوكة لشركة سوفكومفلوت، أكبر شركة شحن في روسيا.
كما أعلنت الخارجية البريطانية عن عقوبات ضد أربع ناقلات للغاز الطبيعي المسال وشركة الغاز الروسية "روسغازدوبيتشا".
في السابق، كانت العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة قد أدت إلى خروج 53 ناقلة، أو حوالي 7.5% من أسطول نقل النفط الخام الروسي، عن الخدمة.
وبحلول نهاية سبتمبر/أيلول، استأنفت 17 من هذه السفن على الأقل نقل النفط الخام أو المنتجات النفطية. وقد توقفت العديد من هذه السفن عن إخفاء وجهاتها، وهي الآن تعلن صراحة أن الصين أو الهند، الدولتين الأكثر شراء للنفط.
أعربت وزارة الخارجية الروسية عن انتقادات شديدة بعد فرض المملكة المتحدة مؤخرًا عقوبات على ناقلات النفط والغاز الروسية، مفسرةً ذلك على أنه علامة على أن وضع موسكو كمورد موثوق للطاقة لا يتوافق مع مصالح لندن.
وبحسب وكالة الإعلام الروسية، أعربت وزارة الخارجية عن أسفها للجهود الرامية إلى انتهاك الحقوق السيادية لروسيا.
aXA6IDMuMTQ0LjEyMy4yNCA= جزيرة ام اند امز