"أسطول الظل" يتحرك.. "الأورال" الروسي يبحر بعيدا عن العقوبات
قبل حرب روسيا وأوكرانيا في فبراير/شباط 2022، كانت أوروبا أكبر زبون لمبيعات النفط التي تمنح موسكو ثروتها، حتى أكبر من السوق المحلية لروسيا.
لكن منذ أن حظرت الدول الأوروبية معظم واردات النفط الروسية العام الماضي، اضطرت روسيا إلى بيع المزيد منه إلى أماكن أخرى مثل الصين والهند.
وتواجه روسيا معضلة، فهي لا يمكنها نقل نفطها إلى تلك الأماكن كما فعلت في أوروبا، ولا يمكن لأسطول ناقلات النفط الخاص بها أن يحمل كل ذلك، فهي تحتاج المزيد من السفن.
لكن الولايات المتحدة وحلفاءها فرضوا أيضا قيودا لمنع الناقلات وخدمات الشحن من نقل النفط الروسي، ما لم يتم بيعه بسعر 60 دولارا للبرميل أو أقل.
في الوقت الحالي، يباع "الأورال" الروسي، لذلك سيتعين على روسيا اللجوء إلى أسطول من الناقلات المستعدة للالتفاف على العقوبات لنقل نفطها الخام إلى مواقع أبعد في آسيا أو في أي مكان آخر، وهو يُعرف في صناعة النفط باسم "أسطول الظل".
يقول إريك بروخويزن، المحلل في Poten & Partners، وهي شركة وساطة واستشارات متخصصة في الطاقة والنقل البحري، إن أسطول الظل يتكون من 200 إلى 300 سفينة.
ويقول: "تم شراء الكثير من هذه السفن في الأشهر الأخيرة تحسبا لهذا الحظر من الاتحاد الأوروبي.. الغرض الوحيد من هذه السفن هو نقل النفط الخام الروسي فقط في حال كان من غير القانوني لنوع من المالكين العاديين القيام بذلك".
وفقا لـ"NPR"، يقول إريك بروخويزن إن استخدام أساطيل الظل هو ممارسة شائعة وتستخدمها إيران وفنزويلا منذ فترة طويلة لتجنب عقوبات النفط الغربية.
معظم السفن في أساطيل الظل مملوكة لشركات خارجية في بلدان ذات قواعد شحن أكثر تساهلاً، مثل بنما وليبيريا وجزر مارشال، كما يقول باسيل كاراتزاس، الرئيس التنفيذي لشركة Karatzas Marine Advisors في نيويورك، وهي شركة استشارية لتمويل الشحن.
ويقول: "يمكن للسفينة تغيير اسمها، ويمكنها تغيير ملكيتها أثناء العبور.. لذلك يمكن أن تصل سفينة إلى ميناء باسم معين، وبحلول الوقت الذي تصل فيه إلى ميناء آخر، يمكن أن تكون في نفس السفينة باسم مختلف ومالك مختلف".
بهذه الطريقة يمكن لروسيا أكبر مصدر للنفط في العالم، نقل خام "الأورال" من خلال عمليات النقل من سفينة إلى أخرى في وسط المحيط.
ويقول إن أصحاب ناقلات أسطول الظل لديهم معاملات محدودة لحكومات أو بنوك الولايات المتحدة أو الاتحاد الأوروبي، وبالتالي فإن خوفهم من التعرض للعقوبات محدود.
لذلك تبدو المخاطرة مربحة لأصحاب هذه السفن، إذا علمنا أنه يمكنها تحقيق ربح يتراوح بين 10 و20 دولارا للبرميل الواحد المنقول، فإذا كانت السفينة تحتوي على مليون برميل من النفط، فيمكن لمالكها تحقيق ربح يتراوح بين 5 و10 ملايين دولار في الرحلة الواحدة.. وإذا كان بإمكان السفينة القيام بـ5 رحلات في العام، فهي بذلك تسجل أفضل المكاسب".
وتميل ناقلات أسطول الظل إلى أن تكون قديمة ومدمرة، لكن منذ بداية حرب أوكرانيا، أصبحت ذات قيمة عالية بسبب الشحنات الكبيرة عالية الثمن.
يقول باسيل كاراتزاس، كانت قيمة السفينة البالغة من العمر 20 عاما قريبة إلى حد ما من الخردة، لكن الآن تبلغ قيمة هذه السفن 40 مليون دولار في السنة.
يقول كريج كينيدي، من مركز ديفيس للدراسات الروسية الأوراسية بجامعة هارفارد، إنه في الوقت الحالي، من القانوني لأي سفينة أن تنقل النفط الروسي لأنها تبيع بأسعار أقل من الحد الأقصى الذي تفرضه الدول الغربية، ولكن إذا ارتفع السعر فوق 60 دولارا للبرميل، سيتعين على الناقلات التفكير مرتين.
وأكد أن روسيا لديها أسطول ضخم ولكن يمكنها أن تحمل أقل من 20% من صادراتها من النفط الخام المنقولة بحرا، كما أن أسطول الظل لا يكفي تقريبا للحفاظ على الصادرات الروسية كاملة، وهنا سيتعين على الكرملين اتخاذ القرار الصعب، هل يخفض الإنتاج أم يخفض الأسعار؟
aXA6IDE4LjExNi4xNC4xMiA= جزيرة ام اند امز