سو جراي.. طوق نجاة أم دوامة غرق لبوريس جونسون؟
باتت سو جراي، كبيرة موظفي الخدمة المدنية، أشهر شخص في بريطانيا دون أن تنبس ببنت شفة، حيث تحولت إلى نجمة وسائل التواصل الاجتماعي.
ووفقا لصحيفة "واشنطن بوست" تقود "جراي" تحقيقا رسميا في فضيحة "بارتيجيت" التي يمكن أن تعرض رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون لفقد وظيفته، إذا كانت النتائج ملزمة بما يكفي لإجباره على الاستقالة.
انضمت سو جراي، وهي في الستينيات من عمرها، إلى الجهاز الإداري البريطاني، بعد تخرجها في الجامعة وتمكنت من الالتحاق بالعمل في مكتب رئيس الحكومة.
وقادت فريق الانضباط الأخلاقي، الذي يقدم المشورة بشأن المعايير لجميع الدوائر الحكومية، لمدة ست سنوات.
وبحسب الصحيفة: " اكتسبت سمعة طيبة بأسلوبها الجاد وقيادتها القوية للشؤون الحكومية، لدرجة أن أحد الوزراء السابقين يتذكر مقولة إن المملكة المتحدة العظيمة تديرها بالكامل سيدة تدعى سو جراي".
كما أن هناك مستشارا سابقا لمكتب مجلس الوزراء البريطاني، قال أيضًا في عام 2017، إن "سو كانت هناك لفترة طويلة، إنها تعرف كل هفوة ارتكبها كل من عمل هناك".
وتشغل جراي حالياً منصب السكرتير الدائم الثاني في وزارة التسوية والإسكان والمجتمعات. وتجري تحقيقها، بتكليف من رئيس الوزراء بوريس جونسون، في مزاعم خرقه أو موظفو الحكومة تدابير كورونا ما بين عامي 2020 و2021 بتنظيم سهرات وحفلات صاخبة.
تشير اختصاصات التحقيق إلى أنها ستراجع كل ما يخص التجمعات التي جرت في أواخر عام 2020 في 10 داونينج ستريت، حيث يعيش جونسون ويعمل.
ويضمن تكليفها بالتحقيق تمكينها من الاطلاع على جميع السجلات ذات الصلة، بما فيها رسائل البريد الإلكتروني، والتحدث إلى الموظفين كشهود عيان.
وحال كشف التقرير أن رئيس الوزراء انتهك القانون الوزاري بحضوره التجمعات، وسيكون بحكم المؤكد أنه سيقدم استقالته، أو قيام مجلس النواب البريطاني بالتصويت لحجب الثقة عنه.
وتم التأكيد بالفعل على أن الأحداث التي تحقق فيها "سو جراي" تشمل حدثا جرى فيه تناول مشروبات في حديقة مقر رئيس الوزراء في مايو/أيار 2020، وحضره جونسون.
كما يشمل التحقيق تجمعا للموظفين للاحتفال بعيد ميلاده في يونيو/حزيران 2020، حيث أشارت تقارير إلى تجمع موظفي داونينج ستريت لتبادل الهدايا واحتساء النبيذ وتناول الجبن.
وقالت صحيفة "إيفينينج ستاندرد" اللندنية المحلية إن سو جراي، كبيرة موظفي الخدمة المدنية الذين تم تكليفهم بمهمة التحقيق، أصبحت الآن أشهر شخص في بريطانيا "دون أن تنبس ببنت شفة".
وأضاف: "باتت نجمة على وسائل التواصل الاجتماعي".
ولعلها المرة الأولى في التاريخ التي يجلس فيها الكثير من الرجال على حافة مقاعدهم، ترقباً لكلمتها، حسب وصف الصحيفة.
كما حيكت حولها النكات. أحدهم قال: "زوجتي تعتقد أنني أغشها.. أخبرتها انتظري لتَرَي تقرير سو جراي". أخرى قالت: "لا لم أغسل الصحون، ولم أضع القمامة بالخارج.. فأنا بانتظار تقرير سو جراي".
هل يمكن لتقرير سو جراي بشأن خرق قواعد الإغلاق الإطاحة ببوريس جونسون؟
ويُنظر إلى التقرير على أنه سوف يحسم مستقبل جونسون السياسي. وقدم عدد قليل من نواب حزب جونسون بالفعل خطابات بسحب الثقة منه. لكن الكثيرين قالوا إنهم سينتظرون التقرير قبل اتخاذ القرار النهائي بشأن الإطاحة به.