جيش بريطانيا و«التحرش».. شرخ وتعهد بالإصلاح
جرس إنذار دق داخل أحد أعرق الجيوش في العالم، بعد نتائج صادمة أظهرت، أن المؤسسة العسكرية البريطانية، تواجه أزمة «أخلاقية» داخل صفوفها.
فبحسب مسح ظهرت نتائجه الخميس، فإن ثلثي النساء في الخدمة تعرّضن خلال العام الماضي لأشكال من السلوك الجنسي غير اللائق، وسط دعوات عاجلة لإصلاح بيئة العمل العسكرية التي بدت مثقلة بثقافة ذكورية صلبة وموروثات سلوكية يصعب اقتلاعها.
ماذا نعرف عن نتائج المسح؟
كشف أول مسح شامل على مستوى الجيش البريطاني نُشر الخميس عن أن 67% من النساء العاملات في الجيش تعرضن لسلوكيات جنسية عامة مثل النكات أو التعليقات غير اللائقة، بينما أفادت 21% منهن بتعرضهن لسلوكيات مستهدفة شملت اللمس غير المرغوب فيه أو الإيحاءات الجنسية.
وبين صفوف الرجال، أبلغ 32% عن تعرضهم لسلوكيات عامة و6% عن سلوكيات مستهدفة.
ومع ذلك، كانت هناك نسبة عالية من أنواع أخرى من سوء السلوك، حيث قالت أقلية كبيرة إنهن واجهن تعليقات غير مرغوب فيها حول أجسادهن (41%)، أو الإيماءات الجنسية أو لغة الجسد (29%)، أو محاولات غير مرغوب فيها لإقامة علاقات (25%)، أو التعرض لمواد إباحية (19%)
وقالت ما يقرب من ثلث (32%) النساء اللاتي شملهن الاستطلاع إنهن تعرضن لملامسة غير مرغوب فيها، وأفادت 8% منهن بمطالبتهن بممارسة نشاط جنسي.
وبحسب أحدث البيانات، يبلغ عدد أفراد الجيش البريطاني نحو 137 ألف فرد نظامي منهم نحو 16300 امرأة يشكلن نحو 12% من إجمالي القوات.
كما واجه أفراد الخدمة الذكور التحرش الجنسي، حيث قال 34% منهم إنهم واجهوا سلوكا جنسيا، وكان معظمه لفظيا.
واستُهدف الموظفون المبتدئون بشكل غير متناسب، حيث تعرضت 71% من النساء دون رتب الضابطات لـ«سلوكيات جنسية»، مقارنةً بـ58% من الضابطات. وكانت النساء من كلتا الرتبتين أكثر عرضة لسلوكيات جنسية من نظرائهن من الرجال.
وأُجري المسح الذي شمل أكثر من 94 ألف فرد من أفراد الخدمة، عقب مراجعات سابقة أجراها قائد القوات الجوية المارشال مايكل ويجستون ولجنة الدفاع في مجلس العموم، حيث دعت كلتاهما إلى إجراء تحقيق أكثر شمولاً في حجم المشكلة.
ردود الأفعال
أعلنت وزارة الدفاع البريطانية أنها ستنشر فرق وقاية متخصصة في قواعد التدريب بشمال وجنوب غرب إنجلترا، مع خطط للتوسع لاحقا في قبرص وقاعدة للقوات الجوية الملكية بحلول عام 2026 قبل تعميم البرنامج على نطاق أوسع.
ويهدف البرنامج إلى توعية المجندين.
ووصفت وزيرة الدفاع لويز ساندر جونز النتائج بأنها «غير مقبولة على الإطلاق».
وأضافت أن المسح «يوفر قاعدة أساسية لا تعرف أي قيود لمواجهة الأسباب الجذرية لهذه المشكلة ومعالجتها بشكل كامل»، في حين «يتم وضع معايير جديدة للشفافية والمساءلة في جميع أنحاء قواتنا المسلحة».
وقال رئيس أركان الدفاع ريتشارد نايتون: «إن نتائج الاستطلاع تظهر مدى ما يتعين عليّ وعلى القادة على كافة المستويات القيام به للقضاء على السلوك الذي لا مكان له في القوات المسلحة البريطانية».
آليات جديدة
وسلط الضوء على آليات مستقلة جديدة للإبلاغ عن أخطر الحوادث خارج سلسلة القيادة وتطبيق الشكاوى، وكلاهما تم إطلاقهما مؤخرًا.
وتكافح القوات المسلحة منذ فترة طويلة للتعامل مع التقارير التي تتحدث عن السلوك غير اللائق والاعتداء، والتي عادت إلى الواجهة مرة أخرى هذا العام في التحقيق في وفاة الجندي المراهق في المدفعية الملكية جايسلي بيك.
وخلص التحقيق إلى أنها تعرضت لتحرشات جنسية غير مرغوب فيها ورسائل من ضابط أعلى منها مرتبة قبل أن تنتحر في عام 2021.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuNTAg
جزيرة ام اند امز