شاحنة الموت.. بريطانيا تحاكم متهمي الرحلة الأبدية
في مثل هذا الشهر من العام الماضي، عُثر على جثث 31 رجلا و8 نساء جميعهم فيتناميون، داخل حاوية تبريد شرق لندن
تبدأ، اليوم الإثنين، في لندن محاكمة المتهمين في قضية "شاحنة الموت" المروعة التي هزت بريطانيا قبل عام، بمقتل 39 مهاجرا قضوا من شدة البرودة.
وتعود الواقعة إلى الـ23 من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حين تم العثور على جثث 31 رجلا و8 نساء جميعهم فيتناميون، داخل حاوية تبريد كانت قادمة من مرفأ زيبروج البلجيكي، شرق لندن.
ويمثل أربعة متهمين أمام محكمة "أولد بايلي" للجنايات في لندن، بتهمة القتل غير العمد ومساعدة الهجرة غير القانونية، وهي التهم التي ينفونها.
ومن بين الضحايا "بان تي ترا مي" (26 عاما) الذي كتب لعائلته رسالة نصية، قبل ساعات قليلة من وفاته، قائلا: "أمي، أبي، أحبكما كثيرا. إنني أموت، لم يعد بوسعي أن أتنفس".
وينحدر أغلب ضحايا ثلاجة الموت من منطقة فقيرة في وسط فيتنام، إذ تقترض العائلات هناك مبالغ طائلة لإرسال أبنائها إلى بريطانيا عبر شبكات التهريب السرية، على أمل وظيفة تؤمن لهم عيشة لائقة، لكنهم كثيرا ما يمضوا في رحلة أبدية.
المانش يتدفق بشرا
وبريطانيا التي جعلت من موضوع ضبط الهجرة بعد بركست شعارها الرئيسي، تواجه موجة هجرة مع تسجيل عدد قياسي من محاولات عبور نهر الماش انطلاقا من فرنسا.
ووفق أرقام رسمية صادرة عن السلطات الفرنسية، فقد حاول 6200 مهاجر عبور نهر المانش، خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام الجاري.
وأمام هذا الزحف، تعهدت وزيرة الداخلية بريتي باتل، أمس الأحد، بالقيام بأكبر إصلاح لنظام طلبات اللجوء الذي عرفته بريطانيا، العام المقبل، دون أن تعطي مزيدا من التفاصيل.
لكن تقارير إعلامية تحدثت عن بعض الخيارات التي يمكن أن تلجأ لها الحكومة البريطانية لثني المهاجرين عن القدوم إليها، بينها إرسال طالبي اللجوء الى إحدى أراضيها في وسط المحيط الأطلسي.