ترحيب حار.. ما موقف ليز تراس من إسرائيل ويهود بريطانيا؟
منذ بداية مشوارها نحو رئاسة وزراء بريطانيا، لم تخف ليز تراس دعمها القوي لإسرائيل بل وتنصب نفسها حليفا للجالية اليهودية.
لكن منتقدي تراس، التي انتخبت زعيمة لحزب المحافظين وستخلف بوريس جونسون وتلقت دعوة رسمية من الملكة إليزابيث الثانية لتشكيل الحكومة، قالت إنها تتعامل مع مبادئها باستخفاف.
وبعيدا عن "انتهازيتها المزعومة"، على حد وصف تحليل لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، أثارت المعركة الضارية التي اندلعت في الصيف بين تراس والمستشار السابق ريشي سوناك على قيادة حزب المحافظين تساؤلات بشأن افتقارها الواضح إلى العمق والنضج السياسي.
وواجهت مساعي تراس لإظهار دعمها ليهود بريطانيا، المحددة في سلسلة تعهدات الشهر الماضي، على سبيل المثال، هجوما من جانب بعض قطاعات الجالية ووصفها برلماني يهودي مخضرم بـ"هراء حرب ثقافية مسببة للشقاق".
ووفقا لتحليل الصحيفة الإسرائيلية فإن صعود تراس إلى قمة هرم السياسة البريطانية كمنافس محتمل لخلافة جونسون، ترسخ في سبتمبر/أيلول 2021 عندما تم تعيينها وزيرة للخارجية.
حينها، رحب مؤيدو إسرائيل في بريطانيا بهذه الترقية ترحيبا حارا حينها.
وقال إيان أوستن، النائب السابق عن حزب العمال والذي يخدم الآن كعضو مستقل بمجلس اللوردات والمبعوث التجاري لرئيس الوزراء لدى إسرائيل: "أي شخص يؤمن بتعزيز العلاقات بين بريطانيا وإسرائيل يجب أن يسعد بتعيين ليز تراس بمنصب وزير الخارجية الجديد. لا شك في دعمها لإسرائيل وحقها في الدفاع عن نفسها".
شراكة فريدة
وفي أول خطاب لها أمام المؤتمر السنوي لحزب المحافظين بعد توليها وزارة الخارجية، أكدت شهادة تأييدها لإسرائيل بذكرها اسم الدولة اليهودية إلى جانب مجموعة صغيرة من الديمقراطيات الليبرالية، مثل أستراليا والناتو ومجموعة السبع، عندما وصفت "شبكة حرية" لمواجهة الدول الاستبدادية "والجهات الخبيثة".
وبعدها بأيام عززت مكانة إسرائيل أكثر بزعم أن بريطانيا "ليس لديها صديق وحليف أقرب" منها. وفي حين أن الفترة التي قضتها بوزارة الخارجية بالكاد استمرت لعام، نادرًا ما أخطأت تراس فيما يتعلق بعلاقات البلدين.
وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، على سبيل المثال، وقعت "مذكرة تفاهم" مع وزير الخارجية -آنذاك- ورئيس الوزراء في المستقبل يائير لابيد، والتي ألزمت بريطانيا وإسرائيل بتعاون أوثق في مجالات الأمن السيبراني، والتكنولوجيا، والدفاع، والتجارة، والعلوم. كما تحدثت بعد ذلك عن وجود "شراكة فريدة" بينهما.
وقالت في مقال رأي منشور بأحد المواقع الإخبارية اليهودية البريطانية: "كل من المملكة المتحدة وإسرائيل دولتان منفتحتان وقوميتان، وشريكتان متقاربتا الفكر"، مضيفة أنها "تتطلع للعمل من كثب مع صديقي يائير لابيد بمنصبه رئيس الوزراء".
وقال لابيد وتراس أيضًا الخريف الماضي إنهما سيعملان "ليلا ونهارا" لوقف البرنامج النووي الإيراني – وهو التزام قد تطلب إسرائيل من المملكة المتحدة قريبا احترامه مع وصول مفاوضات إحياء الاتفاق النووي لعام 2015 إلى ذروتها.
ومع ذلك، لم تكشف تراس الكثير عن المدى الذي قد تذهب إليه لوقف طموحات طهران، واكتفت بإخبار مجلة "جويش كرونيكل" الشهر الماضي أنها، بصفتها رئيسة للوزراء، "ستبذل قصارى جهدها" مع حلفاء المملكة المتحدة العالميين والإقليميين لمنع حدوث ذلك.
وقبل تعيينها بوزارة الخارجية، قادت تراس وزارة التجارة الدولية البريطانية –التي أنشئت بعد بريكست– ودفعت بقوة من أجل اتفاقية تجارة حرة مع إسرائيل.
ولأول مرة، زارت تراس إسرائيل العام الماضي للترويج للمفاوضات المستمرة، حيث جاءت بعد فترة قصيرة من استئناف الوزراء البريطانيين للرحلات الدولية بعد جائحة "كوفيد-19".
وقالت تراس مؤخرًا إنها، وبصفتها رئيسة للوزراء، ستسعى لإزالة الحواجز التجارية بين إسرائيل وبريطانيا والعمل من أجل "اتفاقية تجارة حرة متقدمة تدعم الوظائف وتحفز النمو".
واستخدمت تراس أيضًا حملة القيادة للإشارة إلى انفصال عن سياسة الحكومة البريطانية الحالية، قائلة إنها ستراجع ما إذا كان يجب على المملكة المتحدة أن تحذو حذو الولايات المتحدة في نقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس.
وعندما أمر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بنقل سفارة واشنطن عام 2017، انتقدت رئيسة وزراء بريطانيا –آنذاك- تيريزا ماي الخطوة. ومع ذلك، قالت تراس لمجموعة "أصدقاء إسرائيل المحافظين" الشهر الماضي إنها، وبينما تدرك "أهمية وحساسية" المسألة، ستنظر في قرار المملكة المتحدة بالبقاء في تل أبيب مرة أخرى.
وتقول تراس إن صلاتها بالجالية اليهودية تعود إلى شبابها؛ حيث أمضت فترة من نشأتها في ليدز، وهي مدينة في شمال المملكة المتحدة بها عدد كبير من السكان اليهود، وتزعم أنها حظيت بـ"كثير" من الأصدقاء اليهود في المدرسة. وقالت تراس الشهر الماضي: "قوة الجالية اليهودية هي منارة في بريطانيا. لكن لفترة طويلة كانت الجالية اليهودية ضحية الاضطهاد".
aXA6IDE4LjIyMS4xMi42MSA= جزيرة ام اند امز