«انقلاب» محتمل؟.. ستارمر في مواجهة ضغوط القيادة وتراجع الثقة
تتصاعد التكهنات حول مستقبل رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر وسط تراجع شعبية حزبه، في وقت تحاول الحكومة احتواء المخاوف من انقلاب محتمل
ووفق ما طالعته "العين الإخبارية" في وسائل إعلام بريطانية، بينها صحيفة "ذا إندبندنت"، تتزايد التكهنات داخل الأوساط السياسية في لندن حول مستقبل رئيس الوزراء وزعيم حزب العمال كير ستارمر.
تكهنات سرت بعد أن أظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة تراجعا حادا في شعبية الحزب، وعودة الحديث عن وجوه بديلة قادرة على استعادة الثقة العامة.
وأشارت تقارير إعلامية، أمس الثلاثاء، إلى احتمال أن يتعرض موقعه للاهتزاز بعد إعلان الموازنة هذا الشهر أو عقب الانتخابات المحلية المقررة في مايو/أيار المقبل.
وفي المقابل، تبذل الحكومة جهدا لاحتواء هذه التكهنات التي وصفتها مصادر في "داونينغ ستريت" بأنها "مبالغ فيها" و"محض تكهنات إعلامية".
بنك أسماء بديلة
وسط هذا الجدل، برزت أسماء عدد من الوزراء كخيارات محتملة في حال حدوث أي تغيير داخل الحزب، من بينهم:
وزير الدفاع جون هيلي الذي يُنظر إليه على أنه "المرشح الآمن" والممثل لخط الاستمرارية.
وزيرة الداخلية شابانا محمود.
نائبة رئيس الوزراء السابقة أنجيلا راينر.
وزير الطاقة إد ميليباند.
وزير الصحة ويس ستريتينغ الذي تصدر المشهد الإعلامي بعد تقارير تحدثت عن تحركات داخلية قد تمهد لقيادته الحزب مستقبلا.
ورغم نفي ستريتينغ هذه المزاعم، واصفا إياها بأنها "عارية تماما من الصحة"، إلا أن تقارير أخرى تحدثت عن تداول أسماء عدة شخصيات بديلة.
تراجع في شعبية "العمال"
وتزايدت التكهنات حول مستقبل ستارمر بعدما حلّ حزب العمال في أحد استطلاعات الرأي في المركز الخامس خلف حزب الخضر، وسط عجز الحزب عن استعادة شعبيته التي تراجعت سريعا بعد فوزه في الانتخابات.
وتشير أحدث الأرقام إلى أن الحزب لم يعد يتجاوز نسبة 20% من نيات التصويت، في حين يتقدم حزب "الإصلاح" بنسبة تتجاوز 30%.
ويُعزى هذا التراجع إلى استياء داخلي من سياسات الحكومة المتعلقة بتقليص ميزانية الرعاية الاجتماعية، والتباطؤ في إصلاح إعانات الأطفال، ومحاولة إلغاء مدفوعات وقود التدفئة الشتوية لأكثر من 10 ملايين متقاعد، وهو ما أدى إلى تمرد داخل صفوف الحزب قبل عطلة الصيف.
بلغ هذا الأمر ذروته بفوز الوزيرة المقالة لوسي باول بمنصب نائبة رئيس الوزراء في حملة انتقدت فيها بشدة قيادة كير.
وقال مسؤول بارز في الحزب: "يجري تداول أسماء عديدة. برز اسم جون هيلي كثيرا الأسبوع الماضي، لكننا نعلم أن شبانة محمود تتطلع إلى المنصب الأعلى. أما ويس "ستريتينغ"، فهو يجري مناورات بالتأكيد".
من جانبها، أوضحت إحدى المقربات من أنجيلا راينر أن الوقت الحالي "قد يكون مبكرا قليلا" لتقديم ترشحها بعد اضطرارها للاستقالة بسبب قضية تتعلق بضريبة العقارات في مقاطعة إيست ساسكس، لكنها لم تستبعد احتمال خوضها السباق "على أي حال".
أما المتحدث باسم ستريتينغ، فصرّح بأن الادعاءات حول تخطيطه لتولي القيادة "خاطئة تماما"، مشيرا إلى أنه "يركز حاليا على تقليص قوائم الانتظار للمرة الأولى منذ 15 عاما، وتوظيف 2,500 طبيب جديد، وإعادة بناء هيئة الخدمات الصحية الوطنية التي أنقذت حياته".
إلا أن توم بالدوين، الصحفي السابق وكاتب سيرة ستارمر، انتقد ما وصفه بـ"التسريبات العبثية" من داخل أروقة السلطة.
وكتب على وسائل التواصل الاجتماعي: "لا أفهم كيف يمكن لأي شخص أن يظن أن هذه التسريبات تخدم ستارمر أو الحكومة أو حتى مصالحهم الخاصة. البعض لا يستطيع المقاومة، على ما يبدو، لكن الأمر برمّته غير منطقي".
وفي خلفية هذا المشهد، تستعد الحكومة لإعلان موازنتها الجديدة نهاية الشهر الجاري، وسط توقعات بأنها قد تحدد ملامح المرحلة المقبلة داخل الحزب، سواء بتثبيت موقع ستارمر أو بفتح الباب أمام موجة جديدة من النقاش الداخلي حول القيادة والتوجه السياسي.
ويرى مراقبون أن الضغوط الحالية قد تمثل اختبارا حقيقيا لقدرة حزب العمال على إدارة التوازن بين الإصلاح الاقتصادي والحفاظ على تماسك صفوفه السياسية، في وقت تتجه فيه الأنظار إلى رئيس الوزراء الذي يسعى لتأكيد استمراريته في قيادة حكومة تواجه رياح النقد من الداخل والخارج على حد سواء.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuNTIg جزيرة ام اند امز