أدوية وسموم ومكتب رخامي.. جندي بريطاني يكشف أسرار مخبأ هتلر

في يوليو/تموز عام 1945، وبعد أشهر من انتحار الزعيم النازي أدولف هتلر دخل الجندي البريطاني هيو لونغي، إلى مخبأ هتلر في برلين.
وخلال وجود لونغي في برلين كمترجم لكل من رئيس الوزراء ونستون تشرشل وخليفته كليمنت أتلي في مؤتمر بوتسدام، سمحت له القوات السوفياتية التي كانت تسيطر على المنطقة بالدخول إلى المخبأ، بحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
هناك، أخبره أحد الضباط السوفيات أن كومة الرماد والمخلفات في الخارج تعود إلى هتلر وإيفا براون، ويبدو أن الضابط لم يكن يدرك أنه لا يجب أن يفصح عن هذه المعلومة.
في الداخل، شاهد لونغي عدة غرف، بينها غرفة طبية تحتوي على رف مليء بالقوارير الزجاجية التي يعتقد أنها كانت تحتوي على أدوية أو سموم، كما عثر على مكتبة صغيرة تضم موسوعة "بروكهاوس" الألمانية – النسخة المكافئة لـ "الموسوعة البريطانية"، وقد سُمح له بأخذ مجلد منها كتذكار.
كما زار أيضًا مبنى المستشارية، وأخذ قطعًا من مكتب هتلر الرخامي، بالإضافة إلى ملف عن حضوره لمعرض تجاري عام 1937.
كان هتلر قد انتقل إلى هذا المخبأ في يناير/كانون الثاني 1945، مع اقتراب نهاية الحرب العالمية الثانية، وظل فيه حتى انتحاره في 30 أبريل/نيسان من العام ذاته.
وقبل وفاته بيومين، أملى وصيته وتزوج من إيفا براون، واحتفل بزفافه في المخبأ بحضور المقربين.
وفي اليوم التالي، أمر حراسه بإتلاف وثائقه، وتم تسميم كلبه بلوندي وكلب براون.
في صباح يوم 30 أبريل/ نيسان، ومع سماع مدافع القوات الروسية القريبة، ودّع هتلر وبراون طاقمهما، ووزّع كبسولات سيانيد على موظفاتهما، ثم انسحبا إلى جناحهما، حيث نطقت براون كلماتها الأخيرة لسكرتيرتها: "خذي معطف الفرو كتذكار، لطالما أحببت النساء الأنيقات"، ثم انتحرا.
ويُعتقد أن هتلر ابتلع كبسولة سيانيد وأطلق النار على نفسه، فيما ابتلعت براون السيانيد فقط. وأظهرت جثته دماءً كثيفة، بينما فاحت من جسدها رائحة اللوز المر، الدالة على السيانيد.
بعد انتحارهما، تم سحب الجثتين إلى حديقة المستشارية، وسُكبت عليهما البنزين وأُحرقتا. ونظرا لأن النيران لم تلتهمهما بالكامل، عثرت القوات السوفياتية على الرفات وأجرت تشريحًا سريًا لهما، احتفظت به لسنوات.
رغم أن التحقيقات والوثائق السوفياتية اللاحقة أثبتت تطابق بقايا الأسنان والفك مع سجلات هتلر، استمرت الشائعات حول نجاته وهربه إلى الأرجنتين، حتى أن الزعيم السوفياتي جوزيف ستالين روّج لهذه المزاعم لغايات دعائية.
ورغم ذلك، أكدت دراسات متعددة، منها كتاب المؤرخ البريطاني لوك دالي-غروفز عام 2019، أن كل الأدلة تشير إلى انتحار هتلر وبراون فعلًا في أبريل/نيسان 1945.
كما دعمت النتائج شهادة العديد ممن تواجدوا في المخبأ حينها، من بينهم الحارس هيرمان كارناو، الذي أكد رؤيته للجثتين تحترقان قرب مخرج المخبأ.