صحف بريطانية: تركيا تستخدم أسلحة محرمة دوليا في سوريا
بعد 8 أيام من التدخل التركي تشرد حوالي 300 ألف من منازلهم، وقتل 71 شخصا على الأقل، بحسب الأمم المتحدة ومراقب حقوقي.
ذكرت وسائل إعلام بريطانية وأمريكية أن التدخل التركي في شمالي سوريا فاقم الأزمة الإنسانية التي يعيشها المدنيون، خاصة مع استخدام القوات التركية أسلحة محرمة دولياً من بينها الفسفور الأبيض، واستهداف المستشفيات والمراكز الطبية.
- "سوريا الديمقراطية": تركيا تستخدم أسلحة غير تقليدية برأس العين
- "النواب الأمريكي" يؤيد مشروع قرار يندد بانسحاب ترامب من سوريا
وقالت صحيفة "الجارديان" البريطانية إن تغيير الجبهات والتحالفات في سوريا يصعب الاستجابة للأزمة الإنسانية المتزايدة التي سببتها العملية التركية في شمال سوريا.
وبعد 8 أيام من التدخل التركي، تشرد حوالي 300 ألف من منازلهم وقتل 71 شخصاً على الأقل، طبقاً للأمم المتحدة ومراقب حقوقي، والخميس الماضي، حدد مسؤولون محليون عدد القتلى بـ231، وعلى الحدود في تركيا، قتل 20 مدنياً في هجمات مضادة.
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن المدينتين السوريتين رأس العين وتل أبيض، الهدفين الرئيسيين للقوات التركية، تم إخلاؤهما من الناس بعد أسبوع من القصف والهجمات الصاروخية والاشتباكات.
وقال مصدر إن هناك تقارير أفادت بتعرض المنشأة الطبية الوحيدة في رأس العين، مستشفى روج لهجمات، ولقي أحد العاملين بالمنشأة الطبية مصرعه، الخميس، بعد إصابته خلال القصف قبل عدة أيام.
وذكرت لجنة الإنقاذ الدولية أن سيارات إسعاف تابعة لها أصيبت بأضرار رغم وجود علامات واضحة عليها بتبعيتها لها، وأنه يتم استهدافها في كل مرة تصل فيها رأس العين، مما يعيقها من الوصول للمدينة.
وقالت سونيا خوش، المسؤول بمنظمة "أنقذوا الأطفال" في سوريا، إنه سيكون هناك أثر هائل على الأماكن القادرين على الوصول إليها في شمال شرقي سوريا، مضيفة: "علينا المغادرة مع تغيير خطوط المعركة".
واستقبل أحد المستشفيات الكردية السورية في تل تمر طفلاً من شدة صراخه، نتيجة الحروق المصاب بها جسده، حيث أصيب الطاقم الطبي بصمت تام.
صور مروعة
وأوضحت صحيفة "التايمز" البريطانية أن الجروح العميقة التي اخترقت لحم محمد حامد (13 عاماً) ترجح أن سببها شيء أسوأ من مجرد تفجير، تضيف إلى الأدلة المتنامية ما يرجح استخدام تركيا الفسفور الأبيض ضد المدنيين الأكراد.
ورجح خبير الأسلحة الكيميائية هاميش دي بريتون جوردون أن سبب تلك الإصابات هو الفوسفور الأبيض، بعد مشاهدته صور حروق الطفل، قائلاً: "شاهدت صور خلال الـ24 ساعة أكثر من التي أشاهدها في أي مرحلة أخيرة من الحرب السورية".
ونقلت الصحيفة خبير تأكيده أن الفوسفور الأبيض سلاح مروع يمكن توصيله باستخدام المروحيات أو المدافع، ويتفاعل مع الجلد بطريقة تزيد من حدة حرقه، ولا يمكن للماء إخمادها.
عندما وصل الطفل إلى المستشفى، كان يمكن سماع صراخه، مردداً: "أبي أوقف الحرق، أتوسل إليك"، وذلك قبل أن يتمكن الأطباء من إعطائه جرعة مسكن، ويعتقد أنه ظل يتألم 12 ساعة قبل حصوله على العلاج.
وظهرت صور مروعة وفيديوهات توضح مدى فداحة الحروق التي تعرض لها الأطفال في سوريا، ونشرت وسائل إعلام كردية صوراً لأطفال في مستشفى آخر في الحسكة، القريبة أيضًا من رأس العين، ووجوههم مصابة بحروق بالغة واضحة.
التقطت كل تلك الصور قبل وقف إطلاق النار، الذي بموجبه ستوقف تركيا هجومها على شمال سوريا لمدة 5 أيام، فيما ستنسحب القوات الكردية من "المنطقة الآمنة" التي يريد أردوغان تشكيلها على طول الحدود.
ماراثون محادثات
وقبيل الاتفاق على وقف إطلاق النار، دخل نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس مع الرئيس التركي في ماراثون محادثات، للتوصل لاتفاق، وفقاً لشبكة "سي إن إن" الأمريكية.
وذكرت الشبكة عندما تصافح بنس ومايك بومبيو، وزير الخارجية، بمدرج الإقلاع في قاعدة إندروز الجوية، الأربعاء، كان الاثنان متوجهين إلى تركيا على متن طائرتين منفصلتين، للتوسط من أجل هذا الاتفاق.
وقال عدة مسؤولين بالإدارة سراً إن حينها لم يكن لديهم توقعات كبيرة حيال نتيجة الاجتماع، لذا عندما ظهر بنس بعد تسع ساعات من الاجتماعات والمفاوضات لإعلان وقف إطلاق النار، الخميس، كانت هناك بعض الشكوك.
وأعلن نائب الرئيس أنه سيكون هناك وقف في العمليات العسكرية لمدة 5 أيام، فيما سهلت الولايات المتحدة انسحاب وحدات حماية الشعب التي يقودها الأكراد من المناطق المتأثرة في "المنطقة الآمنة" التي تسيطر عليها القوات التركية.
وكان من المفترض أن يدوم الاجتماع بين بنس والرئيس التركي رجب طيب أردوغان لمدة 10 دقائق فقط، وكان نائب الرئيس الأمريكي "مدركاً لخطورة اللحظة"، بحسب ما وصفه أحد المساعدين.
انضم لكل جانب مترجم واحد لكن بدلاً من إحضار أي من الكثير من المترجمين الذين سافروا الـ7 آلاف ميل إلى تركيا، كان موجوداً مع بنس داخل الحجرة المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، جيم جيفري، وعلل مسؤول سبب اختيار بنس له بدلاً من وجود مترجم بأنه كان بسبب إحضار أردوغان مستشاره للأمن القومي الذي يتحدث الإنجليزية بطلاقة.
كان اللقاء مقرراً أن يدوم لفترة 10 دقائق لكنه استمر 80 دقيقة، إذ حاول بنس أن يدفع الأتراك للموافقة على وقف إطلاق النار.
وطبقاً لمسؤول بارز بالإدارة، رأى نائب الرئيس الأمريكي لحظة حاسمة في المحادثات – في مرحلة ما خلال الحديث - عندما سأل أردوغان عن المدة التي سيستغرقها نقل وحدات حماية الشعب. وبالنسبة لبنس، كان ذلك بمثابة إشارة للانفتاح على وقف إطلاق النار.
aXA6IDE4LjExOS4xMjIuNjkg جزيرة ام اند امز