عبداللطيف المكي.. قنطرة إخوان تونس تتهاوى تحت مطارق القضاء
أغلق القضاء طريق الإخوان في تونس، بعد أن قضت محكمة برد طعن القيادي عبداللطيف المكّي على رفض أوراق ترشحه للرئاسة.
وتجري تونس انتخابات رئاسية في أكتوبر/تشرين الأول المقبل، وأعلنت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات أسماء 3 مرشحين في الاستحقاق الأبرز في البلاد.
ومن بين المرشحين الرئيس الحالي قيس سعيد الذي دخل مواجهة فاصلة بضغط الشارع لملاحقة جماعة الإخوان في قضايا فساد وإرهاب.
وسيطر الإخوان على مقاليد السلطة في تونس على مدى عقد ونيف، لكن سعيد قاد مسار تخليص البلاد من هيمنة جماعة يقول مراقبون أنها وضعت مصلحة تونس في ذيل اهتمامها.
ماذا حدث؟
وقال المتحدث باسم المحكمة الإدارية فيصل بوقرة إن الدوائر الاستئنافية المتعهدة بالطعون في إطار نزاعات الترشح للانتخابات الرئاسية قضت برفض الطعن أصلا في ملف الأمين العام لحزب العمل والإنجاز عبد اللطيف المكّي.
وكان المكي طعن على رفض أوراقه من قبل الهيئة العليا للانتخابات، بعد أن كشفت "تزويره للتزكيات الشعبية".
وكانت إدارة الحملة الانتخابية لعبد اللطيف المكي قد أعلنت الأسبوع الماضي أنها قررت التوجه للقضاء للطعن في قرار الهيئة العليا المستقلة للانتخابات على خلفية رفضها ملف ترشح المكّي للانتخابات الرئاسية.
وفي 5 أغسطس/آب الجاري، قضت محكمة تونسية، بسجن 5 مرشحين محتملين للانتخابات الرئاسية لمدة 8 أشهر، مع منعهم من الترشح مدى الحياة بتهمة "تزوير تزكيات" وتقديم عطايا بقصد التأثير على الناخب، بينهم المكي.
ووفق القانون الانتخابي التونسي، يحتاج كل مرشح إلى جمع ما لا يقل عن 10 آلاف تزكية من الناخبين من 10 دوائر انتخابية على الأقل، أو 10 تزكيات من نواب البرلمان أو مثلها من مجلس الأقاليم والجهات (الغرفة الثانية في البرلمان)، أو مثلها من المجالس المحلية أو الجهوية أو البلدية.
من هو عبداللطيف المكي؟
ويرى مراقبون للمشهد السياسي التونسي أن الإخوان كانوا يعولون على ترشيح عبداللطيف المكي للرئاسية معتبرين أنه فرصة أخيرة للعودة للساحة السياسية.
ويرى محمد الميداني المحلل السياسي التونسي أن عبداللطيف المكي هو " عصفور النهضة" الذي من خلاله تريد الحركة العودة للمشهد السياسي لكن السلطات التونسية تفطنت لمساعي الإخوان لاختراق الانتخابات الرئاسية، وبالتثبت في ملف الترشح تم التأكد بأن المكي قد قام بتزوير التزكيات الشعبية، بعد أن فقدت الجماعة ثقة الشارع.
وأكد لـ"العين الإخبارية" أن إخوان تونس حين أدركوا أن مؤامرات الفوضى وتوتير الأوضاع في البلاد لم تجدِ نفعا، قرروا التوجه نحو الانتخابات على أمل إعادة بناء للنفوذ السياسي.
وأكد أن المكي من الجناح المتشدد داخل الجماعة أو ما يعرف بجناح "الصقور" في حركة النهضة.
وأشار إلى أن المكي لم يتخلص من جلباب النهضة بالرغم من استقالته من الحزب بعد إجراءات 25 يوليو/تموز 2021، التي أطاحت بحكم الإخوان فهو لم يقدم رؤية نقدية لما تورطت فيه الحركة من أعمال عنف واغتيالات سياسية حيث سبق أن قال المكي إن "الإسلام السياسي قد يتغير من حزب إلى آخر لكنه لن ينتهي".
وأوضح أن "المكي من خلال تزوير تزكيات التونسيين أراد تكرار أساليب النهضة الرخيصة السابقة لكن لم يكن يتوقع أن عيون الدولة مفتوحة وبالمرصاد ضد أي فساد اخواني".
وفي يوليو/تموز الماضي، قرر القضاء التونسي منع السفر وتحديد إقامة أمين عام حزب "العمل والإنجاز" عبداللطيف المكي كما تم منع ظهوره الإعلامي وفي وسائل التواصل الاجتماعي.
والأسبوع الماضي، أعلنت هيئة الانتخابات في تونس أنّها قبلت ملفات 3 مرشحين لخوض الانتخابات الرئاسية من أصل 17 مرشحا، وهم قيس سعيّد، ورئيس حزب حركة الشعب زهير المغزاوي، ومؤسس حركة "عازمون" عياشي الزمال.
aXA6IDE4LjExNi44OS44IA== جزيرة ام اند امز