"رباعيات الإرهاب" باليمن.. فوهة النيران تنطلق من آلة الإعلام
تنظيمات الإخوان والحوثي والقاعدة وداعش تواصل تغذية التطرف عبر آلة إعلامية ضخمة وخطاب طائفي تحول إلى معامل تفريخ للمسلحين
يواصل رباعي الإرهاب "الإخوان والحوثي والقاعدة وداعش" تسميم المجتمع اليمني وتغذية التطرف عبر آلة إعلامية ضخمة وخطاب طائفي تحول منذ الانقلاب الحوثي 21 سبتمبر/أيلول 2014، إلى معامل تفريخ للمسلحين العقائديين.
وعلى هامش الدورة الـ45 لمجلس حقوق الإنسان للأمم المتحدة، فندت ندوة بعنوان "الإعلام والحرب والإرهاب في اليمن" نظمتها المجموعة الجنوبية المستقلة، ائتلاف حقوقي غير حكومي، وتابعتها "العين الإخبارية" عبر تقنية الفيديو كونفرنس، أساليب التنظيمات الإرهابية (القاعدة وداعش والإخوان والحوثي) وحملاتها الإعلامية في إيصال أفكارها المتطرفة.
وأوضحت الندوة التي استعرضت 5 أوارق بحثية، أن التنظيمات الإرهابية تنفق ملايين الدولارات على وسائلها الإعلامية التي تستخدمها في غزو عقول الفتية والشباب واستغلت غياب الدولة في تكريس العنف وتفريخ ألغام بشرية.
وأكدت أن عدم تصنيف مليشيا الحوثي كجماعة إرهابية ساهم في توسع تضليل آلتها الإعلامية التي تحجب الجرائم وتحاول تصوير الحرب أنها قائمة بين التحالف العربي واليمنيين وليس بين حكومة معترف بها دوليا وانقلاب، كما يتبع الإخوان ذات النهج في مناطق سيطرته.
إعلام داعش أكثر فاعلية من القاعدة
الباحث اليمني في شؤون الجماعات المتطرفة، مشير المشرعي، قال في ورقته البحثية إن إعلام تنظيم داعش الإرهابي أكثر فاعلية من نظيره لدى القاعدة، التنظيم الأم في اليمن.
وأشار إلى أن داعش يعتمد تقنيات متطورة في إنتاج المواد الإعلامية ومؤثرات متقدمة جدا في الصوت والفيديو.
وأوضح المشرعي، أن دراسات ومراكز أبحاث في أوروبا تنبهت مؤخرا لخطورة الإصدارات الإعلامية الصادرة عن داعش وبينت أنه استخدم أحدث التقنيات في استقطاب أكثر من 30 ألف عنصرا لصفوف مقاتليه.
وأضاف أن الإصدارات الإعلامية لداعش والقاعدة تتعرض للحظر الدائم من قبل شبكة الإنترنت ضمن قواعد الحرب على الإرهاب، عدا مليشيا الحوثي بسبب عدم تصنيفها كمنظمة إرهابية.
ولفت إلى أن التنظيمات الإرهابية لا تبدأ أي حملات إعلامية إلا ضمن مخطط لعمل مسلح، وهو يقوم على 3 أهداف، الأول رسائل التهديد والترهيب للمناهضين، والثاني توجيه رسائل سياسية، وأخيرا التخاطب مع الأتباع والاستقطاب من خلال التسجيلات التي تظهر قيادات هذه التنظيمات.
وعدد الباحث اليمني، مؤسسات العمل الإعلامي للجماعات المتطرفة والتي اتجهت لإنشاء منابر مستقلة وفق كل بلد، وترتبط في اليمن تأثيرها بمناطق تواجدها الجغرافي، الذي تراجع في السنوات الأخيرة بفعل العمليات العسكرية للقوات المدعومة من التحالف العربي والضربات الجوية للطيران الأمريكي والذي أطاح بعدد من قيادات التنظيم وهو أمر انعكس على إعلامه.
وعن علاقة التنظيمات الإرهابية على الأرض، قال المشرعي إن داعش في اليمن ضعيف وتواجده محصور في بعض مناطق محافظة البيضاء وهو منهك إثر معاركه مع تنظيم القاعدة ويتحالف بشكل سري للقتال الى جانب الحوثيين وهذا واضح في إعلامه الذي يتجنب الهجوم على الجماعة الانقلابية ويركز على القوات المدعومة من التحالف العربي.
آلة الحوثي ودعم إيران
الورقة البحثية للمشرعي قسمت الآلة الإعلامية للانقلاب الحوثي على جزأين، الأول موجه للداخل وهي مواد حماسية وطائفية تعتمد الإثارة والانتصارات لحشد مزيد من المقاتلين، والآخر موجه للخارج لكسب الفاعلين الدوليين وتأليب الرأي العام ضد التحالف العربي.
ففي الداخل، يعتمد الحوثيون على الإعلام الحربي وعبر خبراء من إيران دربوا مقاتلين يعملون كمصورين للمعارك ثم تقوم لجنة إعلامية مستقلة على إعداد هذه المواد وتدمجها بالأناشيد والزوامل (فولكلور يمني) مراعاة للإثارة والحماسية ثم تقوم بتوزيعها لشبكة قنواتها الواسعة أهمها "المسيرة" التي تبث من الضاحية اللبنانية.
الميزانية المالية للإعلام ضخمة وهو يعتمد في توجيه رسائله إلى العالم من خلال شبكات إعلامية ونشطاء حقوقيين ترعاهم إيران وحزب الله ومؤخرا قطر، وفق الباحث اليمني.
ويصور الإعلام الحوثي خارجيا، بحسب المشرعي، غارات التحالف العربي على الأهداف العسكرية أنها هجمات تستهدف المدنيين ويستغل سيطرته على أقصى شمال اليمن في التلاعب بالحقائق على الأرض ويتاجر في أكبر قدر من الضحايا بهدف كسب الرأي العام.
جرائم الإخوان المغيبة
الناشطة الحقوقية اليمنية، وداد الدوح، تساءلت كيف يتحدث الإخوان عن الشرعية والدولة والدستور والقانون وهم يرتكبون أفظع الجرائم في مناطق سيطرتهم ويعتمدون على آلة إعلامية مظللة لحجب تلك الانتهاكات عن العالم.
وتتبعت الدوح في ورقة بحثية مطولة تاريخ الإخوان وعقيدتهم الإقصائية وسيطرتهم على الشرعية ومؤسسات الدولة ومنها الإعلام، منذ 2012، فيما تبرز جرائمهم في شبوة الغنية بالنفط منذ أغسطس 2019 هي الأعلى في سجل الانتهاكات الإنسانية.
الدوح قالت إن قيادات الإخوان في شبوة منعت التظاهرات وقتلت واعتقلت المعارضين واخفتهم في سجون سرية واستقدمت متطرفين من مناطق مختلفة للمساهمة في اخضاع الرأي العام في تلك المدينة، مثّل أكبرها اعتقال 85 متظاهرا الشهر الماضي بعد مسيرة مؤيدة للمجلس الانتقالي الجنوبي وهو رقم قياسي يسجل في هذه المحافظة النفطية الواقعة بحر العرب.
وأكدت أنها وثقت اعتقال سلطات الإخوان المسلمين المنضوية تحت عباءة الحكومة الشرعية، أكثر من 600 شخص منذ أغسطس 2019، بينهم إعلاميون، كما ارتكبت جرائم حرب بالجملة بحق السكان تنوعت بين القصف والإعدام والملاحقة وغيره من الجرائم الغائبة عن وسائل الإعلام بسبب هيمنة الإخوان على الواقع هناك.
aXA6IDMuMTQwLjE4Ni4xODkg جزيرة ام اند امز