باحثان مصريان لـ"العين الإخبارية": الانقسام يضرب جماعة الإخوان الإرهابية
جماعة الإخوان الإرهابية تشهد حاليا "حالة من التمزق والتفكك التنظيمي والفكري عقب سقوطها المدوي بمصر في يونيو 2013"
أكد باحثان مصريان في حديثين منفصلين لـ"العين الإخبارية" أن جماعة الإخوان الإرهابية تشهد حالة انقسام حادة في صفوفها بسبب الخلاف حول المصالح المالية وخلافات أخرى تنظيمية وفكرية.
واعتبر الباحث في شؤون جماعات الإسلام السياسي عمرو فاروق أن جماعة الإخوان الإرهابية تشهد حاليا "حالة من التمزق والتفكك التنظيمي والفكري، عقب سقوطها المدوي بمصر في يونيو 2013".
وأكد فاروق أن عملية الانفصال والانشقاق أو الطرد المتعمد لمختلف العناصر تعدها قيادة الإخوان نوعا من تحصين التنظيم أو ما تبقى منه في محاولة لاستكمال مشروع الجماعة التخريبي لاسيما داخل مصر، خاصة أن الجماعة الإرهابية الآن بصدد طرح مشروع للمحافظة على العناصر الموالية لها.
وحول هذا المشروع المزعوم، قال فاروق إن الجماعة الإرهابية تسعى لتجنيد واستقطاب جديد يستهدف الأجيال التي لم تتأثر بما يطلق عليه "الربيع العربي"، وكانت في مرحلة الطفولة ولم تعِ ما فعله الإخوان في مصر والمنطقة العربية.
وأشار فاروق إلى تداعيات الخلافات التنظيمية والفكرية داخل الجماعة الإرهابية، بين صغار السن الموالين للتنظيم وقياداته الإرهابية، وتكون على إثرها ما يعرف لدى التنظيم بـ"جبهة الشباب"، في مقابل جهة "الحرس القديم"، التي يتزعمها الإخواني الهارب محمود عزت، والمسيطر فعليا على تنظيم الإخوان محليا ودوليا.
من جانبه، أكد سامح عيد، الخبير في شؤون حركات الإسلام السياسي، ما ذهب إليه فاروق بأن جماعة الإخوان الإرهابية تشهد انقسامات داخلية وخارجية، مشيرا إلى أن أغلبية تلك الخلافات مكتومة وغير معلنة، وتمثل مؤشرا مهما على الضعف والانهيار الداخلي لدى الجماعة الإرهابية.
وأكد عيد في حديث لـ"العين الإخبارية" أن انقسامات الجماعة الإرهابية بالخارج تأتي بسبب المصالح المالية والامتيازات بسبب وجود قيادة ضعيفة غير قادرة على السيطرة على التمويلات الخارجية لدعم إرهاب التنظيم داخل مصر وخارجها.
نهاية بلا رجعة
يرى "عيد" أن القبض على بعض عناصر الجماعة الإرهابية الفارين إلى تركيا وماليزيا وتسليمهم إلى السلطات المصرية دون تدخل قيادات الجماعة الإرهابية بالخارج، أدى إلى زيادة الانشقاقات داخل صفوفها، مؤكداً أن التنظيم الدولي لجماعة الإخوان الإرهابية سينتهي قريباً بلا رجعة.
وبشكل أكثر تفصيلا، يرى الباحث في شؤون جماعات الإسلام السياسي عمرو فاروق أن الإخوان تقع الآن بين أمرين، الأول وهو الانفصال التنظيمي، ويعني خروج العناصر الموالية للتنظيم من عباءة المشروع الإخواني نهائيا، والاتجاه لتكوين كيان أو جبهة مستقلة ومنشقة عن قيادات الجماعة الإرهابية أو الحرس القديم.
أما الأمر الثاني، بحسب فاروق، فهو عملية تصفية أو "التخلص والإبعاد" التي يقوم بها التنظيم الإخواني ضد عناصره "المتمردة" خاصة من صغار السن، وهي العناصر المختلفة مع الحرس القديم فكريا وتنظيميا.
وبشأن ما طرحه مؤخرا الإرهابي محمود حسين، الأمين العام لجماعة الإخوان الإرهابية، من مراجعات داخلية تجري داخل الجماعة، قال فاروق إن هذه المراجعات المزعومة ليست فكرية.
ويرى الباحث في شؤون حركات الإسلام السياسي أن هذه المراجعات المزعومة تنظيمية وليست فكرية، تستهدف المحافظة على القيادات الإرهابية القديمة للجماعة والتخلص من العناصر التي لن تؤمن بمبادئ السمع والطاعة والانصياع في دائرة التنظيم التي يتربى عليها الصف الإخواني.
aXA6IDE4LjExOC4wLjQ4IA== جزيرة ام اند امز