سيناريوهان.. ما مصير الإخوان في عهد بايدن؟
أصبح تصنيف الإخوان كمنظمة إرهابية بأمريكا أمرا ملحا بالنسبة لدول عربية تريد حماية نفسها والمنطقة من سموم الإرهاب، فهل تتخذ إدارة بايدن تلك الخطوة؟.
فمع تنصيب الرئيس الديمقراطي جو بايدن، بات السؤال الصعب عن أي السيناريوهين ستتعامل إدارة بايدن مع تنظيم الإخوان؟.. نموذج الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما الذي تولى الحكم من 2009 وحتى 2017 أم نموذج الرئيس السابق دونالد ترامب الذي انتهت ولايته بإدراج حركة حسم الإخوانية بمصر على قوائم الإرهاب.
ورغم أن بعض المراقبين يرون أن الإدارة الأمريكية تأخرت خلال عهد ترامب في تصنيف الإخوان كمنظمة إرهابية، لكنهم لا ينكرون أن الموقف الرئيس الأمريكي السابق تجاه الإخوان كان واضحا.
وفي نهاية أبريل/نيسان 2019، كشفت صحيفة "نيويورك تايمز "عن أن ترامب يدرس تصنيف جماعة الإخوان كمنظمة إرهابية أجنبية.
ومنذ ذلك الحين، لم تتخذ الإدارة الأمريكية القرار، الأمر الذي أرجعه مراقبون حينها إلى أسباب عدة أبرزها: تصدي الديمقراطيين لهذا القرار، ووجود اللوبيات الإخوانية التي نجحت في حماية ملف الإخوان بواشنطن.
ويرى قياديان بارزان في الحزب الديمقراطي، تحدثا لـ"العين الإخبارية" أن الرئيس الأمريكي الجديد سيركز على ما وصفاه بـ"الإرث الصعب"، لخلفه دونالد ترامب، والمتمثل في القضايا الداخلية، والتي تعد أولوية أشد إلحاحا دون من غيرها في الوقت الحالي..
وبينما لم يحسم القيادي الأول موقف الإدارة الأمريكية من ملف الإخوان أو ما ينتظرها، ذهب القيادي الثاني إلى أن "بايدن سيسير على خطى ترامب في اتخاذ موقف رافضة لجماعات الإسلام السياسي، وفي مقدمتها الإخوان.
إرث صعب
إياد عفالقة، عضو اللجنة التنفيذية للحزب الديمقراطي ورئيس المجلس الديمقراطي لولاية كاليفورنيا الأمريكية، قال لـ"العين الإخبارية"، إنه "لا يوجد جماعة تسمى الإخوان المسلمين في أمريكا، ولدينا أمور داخلية رئيسية أهم"، لافتا إلى أن الإرهاب الذي تتخوف منه الولايات المتحدة هو الإرهاب الداخلي نتيجة العنصرية.
وأضاف "عفالقة" أنه:" بايدن يركز خلال الفترة الحالية على الأمور الداخلية للبلاد، وهو ما يتوقع أن يستمر لفترة، وهي قضايا أكثر إلحاحا من غيرها".
5 محاور رئيسية داخلية، لخصها القيادي الديمقراطي، في: مواجهة الجماعات العنصرية البيضاء، والتصدي لجائحة كورونا، وحل الأزمة الاقتصادية، ورابعا التعامل مع القضايا المناخية، وأخيرا التعامل مع تحديات ملف التعليم.
وأوضح: حصوننا مهدمة من الداخل، من ناحية العمليات الإرهابية التي نفذتها المليشيات من المتطرفين البيض، ثانيا فقدنا أكثر من 400 ألف مواطن جراء جائحة كورونا، ثالثا سينصب تركيز الرئيس على الحالة الاقتصادية للبلاد والعمل على نمو الاقتصاد.
وتابع: المحور الرابع هو محور رئيسي يتمثل في الارتفاع الحراري للأرض والعودة لاتفاقية المناخ لأن هذا سيضغنا على الخارطة، والمحور الخامس هو ملف التعليم.
بايدن لن يدعم الإخوان
مهدي عفيفي، العضو البارز في الحزب الديمقراطي الأمريكي استبعد ما وصفه بالشائعات حول دعم إدارة بايدن المنتظر لتنظيم الإخوان.
وفي حديث لـ"العين الإخبارية"، أضاف عفيفي، قائلا، أولا: ليس هناك منظمة تسمى الإخوان المسلمين داخل الولايات المتحدة، والمسلمون الأمريكان أنفسهم يريدون النأي بأنفسهم عن الإخوان، لأنهم يدركون جيدا خطورة مثل هذه الجماعة.
أما الأمر الثاني من وجهة نظره فهو أن إدارة بايدن نفسها حريصة على ذلك عندما اختارت من يتحدث مع الأقليات المسلمة في الولايات المتحدة حيث لم يكن له أي علاقة مع الإخوان بل على العكس من طائفة أخرى من المسلمين وليس له أي تواصل مع أي مؤسسات إخوانية.
وأضاف "عفيفي"، أنه :" لا أعتقد أن الإدارة الامريكية الجديدة لديها دعم للإخوان، على العكس حتى مع تركيا وهي الداعمة الكبرى للإخوان كان هناك لهجة شديدة في التعامل مع ما تقوم به، ورأينا بالفعل كيف بدأ الأتراك يلهثون للتواصل مع إدارة بايدن وبدأت نبرة أردوغان في التغير حيث أطلق سراح بعض من المعتقلين".
ومع تأكيده على عدم دعم الإدارة الجديدة للإخوان، أوضح القيادي الديمقراطي أن "الإدارات الأمريكية تتعامل مع من هو على أرض الواقع، وهو ما حدث خلال إدارة أوباما" بحسب رؤيته، مستدلا على ذلك بقوله "أكبر دليل لو كان كان هناك دعم للإخوان لم تكن الولايات المتحدة دعمت رحيلهم".
ومنذ بداية عهد باراك أوباما عام 2009، ارتأت الإدارة الأمريكية وجود شراكة سياسية مع تيار الإخوان، بل ودعمه في الوصول لسدة الحكم في عدة دول عربية، وذلك بتأثير من اللوبي الإخواني ودوائر أكاديمية أثرت عليها الجماعة الإرهابية طوال سنوات.
لكن سرعان ما انكشف الوجه القبيح للجماعة الإرهابية، وفشلت تجربة حكمهم في مصر وتونس، وأصبحت منبوذة شعبيا ومحاصرة دوليا.
تبعية الإخوان لتركيا معضلة
وحول ما الذي يسعى له تنظيم الإخوان الإرهابي من محاولات التقرب للإدارة الأمريكية الجديدة، قال الدكتور أحمد كامل البحيري، إن الإخوان يسعون في خلق مساحة جديدة لهم في المجال العام، والتوقف عن اعتبارهم جماعة إرهابية، والدخول في قواعد اللعبة الديمقراطية.
ومن وجهة نظر البحيري، الباحث بشؤون الحركات الإسلامية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، فإنه لن يدعم جو بايدن تنظيم الإخوان، بعكس ما تحاول أبواق الإخوان الإعلامية، وصفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي الترويج له.
وأوضح: بايدن أقرب إلى الجمهوريين التقليديين في التوجه والموقف من الإسلامي السياسي، ودلل بأن بايدن كان على خلاف كبير مع باراك أوباما بشأن موقف الأخير من الثورة المصرية عام 2011، فكان مع بقاء الرئيس الراحل حسني مبارك، وعدم دعم الإخوان.
الباحث بمركز الأهرام أكد أن العلاقة بين الإخوان وإدارة بايدن يحكمها مسار أساسي هو أن التنظيم في الوقت الحالي ليس فصيلا مستقلا، مردفا: "يرتبط تنظيم الإخوان بعلاقة عضوية وتبعية للنظام التركي، ما يعني أن التنظيم سيتحرك دائما في فلك شكل العلاقة بين تركيا والإدارة الأمريكية الجديدة".
كما دعم تلك الرؤية، رئيس معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي، اللواء عاموس يادلين، الذى نفي أن تقدم إدارة الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن، أي شكل من أشكال الدعم لجماعة الإخوان الإرهابية.
وخلال مشاركته السابقة بندوة لمركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، قبيل تنصيب بايدن بيوم واحد، رأى "بادلين" أن الولايات المتحدة تعلمت الدرس مما حدث في مصر وليبيا، في إشارة للفوضى التي عمت البلدين عقب أحداث 2011 وسيطرة جماعة الإخوان الإرهابية على الحكم في البلدين حينها.
وأكد أن "الإخوان ليست كما كانت قبل عشر سنوات وكان ينظر إليهم كحل لإرساء الديمقراطية"، مستدركا: "إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب ليست بهذه السذاجة".