خبيران: تصدي بايدن لتركيا في ليبيا يتناغم مع رؤية القاهرة
أشاد دبلوماسيان مصريان سابقان بموقف واشنطن من الأزمة الليبية، بعد مطالبتها في الأمم المتحدة بإخراج المرتزقة من البلد الغارق في الفوضى.
وأكد الخبيران في الشؤون الدولية أن موقف واشنطن يعكس إرادة حقيقية لإنهاء التدخلات التركية، بخلاف إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
وكانت أنقرة قد دفعت بآلاف المرتزقة السوريين إلى الساحة الليبية منذ أوائل العام الماضي لدعم المليشيات الإرهابية التي تسيطر على العاصمة طرابلس.
وأشار الدبلوماسيان السابقان اللذان تحدثا لـ"العين الإخبارية" إلى وجود توافق مصري- أمريكي لحل الأزمة الليبية، عكستها تحركات واشنطن الأخيرة؛ سعيا لإبعاد المشهد الليبي عن الأجندات الخارجية، وطرد مرتزقة النظام التركي من البلاد.
وقال القائم بأعمال المندوب الأمريكي لدى الأمم المتحدة ريتشارد ميلز في اجتماع لمجلس الأمن الدولي، الخميس: "نطلب من الأطراف الخارجية كلّها، احترام السيادة الليبية وإنهاء جميع التدخلات العسكرية في ليبيا فوراً".
وأضاف أن اتفاق وقف إطلاق النار في ليبيا أساس جيد لإحداث تقدم في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية.
كما أكدت المبعوثة الأممية ستيفاني وليامز، خلال كلمة لها أمام مجلس الأمن، الخميس، أن اتفاق وقف إطلاق النار في ليبيا الذي وقع في جنيف أكتوبر /تشرين الأول الماضي "لا يزال صامدا".
وأضافت أن اللجنة العسكرية المشتركة تعمل على استكمال الاتفاق، مشيرة إلى أنها مستمرة في دورها لإخراج جميع المرتزقة من ليبيا.
رغبة أمريكية لإنهاء تدخلات تركيا
السفير محمد حجازي مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق للشؤون الأفريقية، أكد في حديث لـ"العين الإخبارية" أن الموقف الأمريكي يعكس رغبة صادقة وجدية لدى إدارة الرئيس جو بايدن في وضع نهاية للتدخلات الخارجية، وفي مقدمتها تركيا، إدراكا لدورها في تنامي التوتر بين أبناء الشعب الليبي.
وشدد حجازي على أن تصريحات المندوب الأمريكي لدى الأمم المتحدة، تعكس تقارب الموقف المصري والأمريكي بشأن الأزمة الليبية.
ولفت إلى أن مصر أول دولة دعت لخروج المرتزقة من ليبيا، وأول من سلطت الضوء على مخاطر الأدوار الإقليمية والجماعات الإرهابية المتطرفة والمليشيات المسلحة التي يتم جلبها بمعرفة تركيا، بما أضر بالعملية السياسية في البلاد.
دفعة للعملية السياسية بليبيا
ونوه حجازي إلى أن تحقيق المطلب الأمريكي يعطي دفعة قوية للعملية السياسية في ليبيا، ويساعد دول الإقليم على احتواء الأزمة المتواصلة منذ عقد من الزمان، في البلد الذي بات نهبا للجماعات الإرهابية والتدخلات الأجنبية خاصة التركية.
ونبه مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق إلى أن إحدى قواعد نجاح العمل السياسي هي ترك المشهد الليبي لأبناء الشعب لاتخاذ قرارهم بعيدا عن الاستقواء بالخارج، واستجلاب المرتزقة، حتى لا تفرض الأجندات الإقليمية والدولية إرادتها على الشعب الليبي.
وأكد أن الإدارة الأمريكية الجديدة ستعمل على تحقيق الاستقرار في ليبيا؛ لأنها وضعت يدها على مفاتيح الأمن والاستقرار، وهو إبعاد المشهد الليبي عن الأجندات الخارجية، والخلاص من المرتزقة عن أراضيها ممن يعيثون في الأرض فسادا.
نظرة سلبية لتصرفات أنقرة
وبدوره، أشاد السفير محمد العرابي وزير الخارجية الأسبق والبرلماني السابق بالتصريحات الأمريكية الرافضة لتواجد قوات تركية في ليبيا.
وقال العرابي إن الإدارة الأمريكية الجديدة بدأت تتدخل في مشكلات الشرق الأوسط بمقترحات محددة، ومواقف أكثر جدية من إدارة ترامب التي أعطت ضوءا أصفر للتدخل التركي فى ليبيا.
وتابع: "الإدارة الأمريكية الجديدة تنظر بشكل سلبي لتصرفات أنقرة في منطقة الشرق الأوسط وشرق المتوسط".
وأعتبر العرابي أن التصرفات الأمريكية الأخيرة تعكس اهتماما كبيرا بقضايا المنطقة، بعكس ما يتردد عن أنها ستنسحب من المنطقة.
وأبرز الدبلوماسي المصري السابق أن الموقف الأمريكي في ليبيا، يعكس تقاربا مع المحددات الصريحة والجريئة التي وضعتها الدولة المصرية لحل الأزمة الليبية.
وما زالت أصداء الخط الأحمر المصري الذي حددته القاهرة في ليبيا تمثل حائط صد أمام الأطماع الاستعمارية التركية في المنطقة.
ورسم الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في 20 يونيو/حزيران الماضي خلال تفقده الوحدات المقاتلة للقوات الجوية بالمنطقة الغربية العسكرية؛ الخطوط الحمراء للأطماع التركية في ليبيا، وأعلن حدود معادلة الأمن القومي العربي، دون استبعاد تدخل عسكري مباشر.
كما أكد الرئيس المصري، أن "أمن مصر القومي يرتبط ارتباط وثيقا بأمن محيطها الإقليمي، فهو لا ينتهي عند حدود مصر السياسية بل يمتد إلى كل نقطة ممكن أن توثر سلبا على حقوق مصر التاريخية"، وشدد على أن "مستقبل الأوطان لا تصنعه الأماني البراقة والشعارات الرنانة".
وتسعى مصر لدعم جهود التسوية للأزمة الليبية، حيث رعت العديد من الاجتماعات بين الفرقاء الليبيين من القوات المسلحة وشيوخ القبائل ومجلس النواب، في محاولة لتوحيد المؤسسات الليبية ومساعدتها في الاضطلاع بدورها في المرحلة القادمة.
aXA6IDMuMTQ1LjE2MS4xOTQg جزيرة ام اند امز