الإخوان وبيان جبهة إسطنبول.. شظايا الانقسام تفاقم صراع النفوذ
فصل جديد من الصراع يوسع الهوة بين جبهات الإخوان ويفاقم انقسامات باتت شظايا تدق المسمار الأخير بنعش توافق بعيد المنال على القيادة.
ففي ساعة متأخرة من مساء الثلاثاء، أصدرت "جبهة إسطنبول" بيانا يؤكد فشل مفاوضات مع جبهة لندن، قادتها قيادات في التنظيم لطرح أي من الشخصيات البارزة في الجبهتين لتقود التنظيم في المرحلة المقبلة.
البيان كشف عن زيادة حدة الانقسام باتهام أعضاء من جبهة منير بشن محاولات حثيثة لتمزيق جسد الإخوان، على حد قولهم.
ويرى خبراء بحركات الإسلام السياسي أن البيان يؤكد على زيادة حدة الانقسام وتفتت الجماعة إلى جماعات صغيرة.
وأضافوا في أحاديث متفرقة لــ"العين الإخبارية"، أن ما يحدث هو تناحر القيادات على السلطة داخل التنظيم وكل منها يرى شرعيته على جثة الآخر مما يسرع في تشظي الجماعة إلى مجموعات صغيرة تفرغ الجميع من حولها.
جماعات متفرقة
الكاتب والباحث في الإسلام السياسي عمرو عبدالمنعم، يرى أن البيان يشكل دعوة لمجموعة إبراهيم منير بالعودة في ظل تفتت الجماعة.
وأكد عبد المنعم في حديثه لــ"العين الإخبارية"، صعوبة توحيد الجبهتين سواء محمود حسين في إسطنبول أو أنصار إبراهيم منير في لندن، فكل منهما لها خلافات كثيرة مع الأخرى.
وشدد على أنه حدثت أكثر من 6 محاولات للصلح بين الجبهتين ولكن هذا البيان يقر أن الانقسام قائم وأن فشل احتواء المجموعة الأخرى مستمر.
ولفت إلى أن أن جبهة منير قاب قوسين أو أدنى من إعلان مسؤول جديد سواء صلاح عبد الصادق أو آخر ولكن من الوارد أن يكون القادم للتغطية فقط، ويقود من خلفه التنظيم السري كما كان في مصر.
وأشار إلى أن الجماعة ممزقة بشكل كامل خاصة بعد القبض على محمود عزت ومقتل محمد كمال، مما حول الجماعة إلى مجموعات متفرقة.
زيادة حدة الانقسام
يتفق مع عبد المنعم، عضو الإخوان المنشق والباحث في الحركات الإسلامية، إسلام الكتاتني، بقوله إن البيان يؤكد زيادة حدة الانقسام بين أطراف الجماعة بشكل كبير.
ويضيف الكتاتني في حديثه لــ"العين الإخبارية" أن زيادة الانقسامات في الجماعة بشكل حاد وفشل محاولات توحيد الجبهتين والقلق من جبهة الشباب "الكماليون" هي السبب في إصدار ذلك البيان الآن.
وتابع أن معاناة الجماعة من الانقسامات تتزايد وسط الضغوط الدولية والمصالحات بين مصر وتركيا وقطر مما شكل خطورة كبرى على التنظيم في إسطنبول.
وكشف عن محاولة القائد الروحي للإخوان ومؤسس ما يعرف بالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يوسف القرضاوي، قبل وفاته، الصلح بين جبهتي حسين ومنير ولكنه فشل نتيجة تمسك كل من الجبهتين بمطالبهم.
وأشار إلى أن كل من جبهة لندن وجبهة إسطنبول كل منهما لا يرى شرعية للآخر، وكذلك كل جبهة تُشكك في نوايا الأخرى وتنزع عنها شرعية الحديث باسم التنظيم والدين معًا.
وعن جملة "بل واﻷخطر من ذلك يبذلون محاولات حثيثة لتمزيق هذا الجسد"، أوضح أن الانقسام يزداد بين الجبهات فالقيادات التي تتناحر على السلطة داخل التنظيم، وكل منها يتهم الآخر باتهامات بعضها وصل للشرف وأنه يعمل لصالح أجهزة استخبارات أجنبية.
وبالنسبة للكتاتني، فإن جبهة محمود حسين قلقة الآن خاصة في ظل استقطاب الجبهة الثالثة كماليون، لافتا إلى أن الجبهات الثلاث تحاول ضرب الأخرى على أمل إعادة كسب الثقة في الشارع المصري بعد كشف حقيقتهم.
وأشار إلى أن الجماعة تعمل الآن رغم الانقسامات الداخلية والحروب على زعزعة الاستقرار المصري بمحاولة شحن المواطنين ضد الحكومة مستغلين أزمة الاقتصاد.
aXA6IDMuMTQ1LjEwMy4xNjkg جزيرة ام اند امز