الإخوان والقتل العشوائي.. مفكر مصري يروي مآسي "25 يناير"
قدم مفكر مصري شهادته على أحداث ميدان التحرير بالقاهرة في 2011، متهما جماعة الإخوان الإرهابية بممارسة "القتل العشوائي" ضد المتظاهرين.
وقال السياسي والمفكر المصري الدكتور مصطفى الفقي إن عناصر من جماعة الإخوان الإرهابية مارست نوعًا من "القتل العشوائي" ضد المتظاهرين، وتحديدا خلال ما عرف إعلاميا بـ"موقعة الجمل" في 2 فبراير/شباط من العام ذاته.
وتحت عنوان "25 يناير 2011.. بعد عشر سنوات"، أكد الفقي في مقال له بصحيفة الأهرام المصرية، أن التنظيم الإخواني سعى وقتها إلى "رفع درجة الفوضى استعدادًا للانقضاض على السلطة وطمعًا في الحكم".
وأضاف: "أدلي هنا بشهادة حق للتاريخ أنه لولا الجيش المصري ودوره في تلك الأحداث لاهتزت الدولة، وكادت تكون معرضة للسقوط رغم أننا نراها عصية عليه عبر تاريخها الطويل".
وتابع: "شهدت الثمانية عشر يومًا الفاصلة بين بداية (25 يناير)، وتخلي الرئيس الراحل حسني مبارك عن السلطة، أسوأ إدارة لأزمة في تاريخ البلاد".
واعتبر أن "ردود الفعل كانت دائمًا متأخرة، حتى الخطاب الأفضل الذي تحدث فيه مبارك عن تاريخه العسكري ودفاعه عن تراب مصر، لم يقدم تنازلات واضحة ومؤثرة وعاجلة في وقت كانت فيه درجة الغليان في الميادين في صعود واضح".
وأردف: "ثم كانت واقعة الجمل في ميدان التحرير بغموضها وانعدام المصداقية في تفسيرها فضلًا عن القناصة من فوق الأسطح العالية حول الميدان".
وحول مدى تورط الإخوان في قتل المتظاهرين خلال أحداث ما عرف بـ"موقعة الجمل" بميدان التحرير، قال الفقي وهو المدير الحالي لمكتبة الإسكندرية: "نظن أن عناصر من جماعة الإخوان الإرهابية هم الذين مارسوا نوعًا من القتل العشوائي للإرهاب والتخويف، حتى جاءهم إنذار من الجيش، فتوقفت الطلقات العشوائية".
ومضى في سرده: "لقد كانت أيامًا صعبة اختلطت فيها دماء الشهداء الأبرياء مع جرائم العناصر المندسة، وتنفيذ المخططات الأجنبية، ومحاولة سرقة نضال الشعب المصري لصالح قوى خارجية، وفئات داخلية دون اعتبار لمصالح البلاد، ومستقبل شعبها".
وقال إنه "لم يكن لأحداث 25 يناير وما بعدها برنامج سياسي واضح؛ لذلك سمح بخديعة أحلام الجماهير ودغدغة مشاعرها، والقفز على قمة السلطة".
ونبه في هذا الصدد إلى أن "جماعة الإخوان كانت هي الأكثر استعدادًا بين قوى الشارع السياسي فاستغلت الفرصة، وراوغت بإظهار الزهد في الحكم، ثم انقضت عليه باثنين من المرشحين للرئاسة، أحدهما أصلي والآخر احتياطي"، في إشارة إلى خيرت الشاطر، ومحمد مرسي.
الدفع بمرشح للرئاسة – يضيف الفقي - لم يكن مطروحًا في الأجندة العلنية للإخوان، بل وعبروا في البداية عن أنهم لا يتطلعون إلى منصب الرئيس خصوصًا وأن خبرتهم في الحكم محدودة بل معدومة.
وأردف: "توالت الأحداث كما هو معروف وجرت وقائع متعددة، وكان واضحًا للجميع أن هناك أصابع تعبث بالشؤون الداخلية للبلاد، وأن هناك أيدٍ خفية من الداخل تدعمها وتساعد على تفاقم الوضع واختلاط الأوراق وانعدام الرؤية الصحيحة".
ولاحقا، يؤكد الفقي: "خرج قادة الإخوان من السجون، التي تآمروا على فتحها مع عناصر قدمت من الشرق عبر سيناء، ليكتمل سيناريو الخديعة، وسرقة جهاد الشعب المصري من أجل مستقبل أجياله القادمة".
واختتم مقاله بقوله: "ما جرى في 25 يناير/كانون الثاني 2011 وما بعده سيظل موضع جدل ومثار نقاش لسنوات طويلة قادمة، ذلك أن قدرًا كبيرًا من المعلومات المتصلة بتلك الفورة الشعبية لا يزال تائهًا إلى جانب تحليلات غامضة وأخبار متضاربة".