منير وصفقة مزعومة مع السيسي.. خبراء يفندون لـ"العين الإخبارية" أوهام الإخوان
"العين الإخبارية" ترصد أكاذيب القائم بأعمال المرشد العام لجماعة الإخوان الإرهابية، والتي عكست ازدواجية وافتراءات الإخوان
لم يكن الحوار الأول للقائم بأعمال المرشد العام إبراهيم منير بعد توليه المنصب مفاجئا بقدر ما كان متوقعا، ومعبرا عن الآلة الإخوانية التي دأبت منذ قرابة ٨ عقود على التلون، ونشر الأكاذيب والافتراءات على الدولة المصرية.
وادعى إبراهيم منير، في حوار له على إحدى القنوات الموالية للجماعة الإرهابية، أن النظام المصري عرض على جماعته -عبر أحد المقربين الذي لم يسمه- وساطة مفادها الاعتراف بشرعية الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي كرئيس للبلاد، مقابل الإفراج عن السجناء من الإخوان وتقنين أوضاعهم وعودة الهاربين، زاعما أن العرض قوبل بالرفض من قبل التنظيم الدولي.
وتصريح منير لم يقدم معه دليلا واحدا على حدوثه، سواء على صعيد الكشف عن أسماء الوسطاء أو حتى الاستعانة بشهود على الواقعة المختلقة، فضلا عن عدم تحديد توقيت هذا العرض بدقة، مكتفيا بأنه منذ ٣ أو ٤ سنوات.
ومحاولا ادعاء القوة، على الرغم من أن التنظيم الإرهابي مات إكلينيكا، قال منير إن "الإخوان عرضوا شروطا على الوسيط قبل مناقشة طلبه، ومنها الإفراج عن السجناء، لكن جميع الشروط رُفضت، وبالتالي كان من المستحيل التواصل معه".
مرشد الضرورة
أحمد بان، الباحث المتخصص في الحركات الإسلامية والإرهاب، وصف إبراهيم منير بـ"مرشد الضرورة، خاصة أن مجموعة الإخوان من "تنظيم ٦٥" لم يتبق من أعضائها خارج السجون عدد كبير، ما جعل منصب المرشد أو المناصب المهمة داخل الجماعة حكرا على من تبقى من هذه المجموعة".
وفي تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية"، قال بان إن تصريحات منير وادعاءاته تؤكد أن جماعة الإخوان من أصحاب الفرص الضائعة، حيث يديرها قيادة منفصلة عن الواقع مستسلمة للأوهام، يعانون دائما من فروق في التوقيت والإدراك للواقع السياسي والدولي.
وحول شخصية إبراهيم منير، أوضح بان أنه "لا يملك أي مهارات تجعله تدير شركة وليس جماعة، سواء على مستوى القدرات الذهنية والعقلية والثقافية أو على مستوى القدرة على الفعل السياسي أو الحوار".
وتابع: "لا يتوفر لديه علم شرعي يؤهله أن يكون خطيبا، كما اعتادت أدبيات الإخوان أن يكون المرشد فقيها أو لديه قدرات معرفية لها علاقة بعلوم الشريعة وغيرها، وبالتالي حضوره يعكس إصرار المجموعة القطبية على أن تحتفظ بمقاليد الأمور".
وكشف الخبير في شؤون الحركات الإسلامية أن "منير لا يحظى برضاء كامل من قيادات الإخوان من الصقو،ر لذلك كان مرشد الإخوان السابق المسجون حاليا حريصا على أن يدعم قيادة منير بشخصيات مثل حلمي الجزار، محاولا ترميم هذا التنظيم".
وأضاف بان "لكن عمليا الإخوان لم يعد التنظيم هو نفسه الذي عرفناه في السنوات السابقة، فنحن أمام ثلاثة أقسام، الأول يعبر عن ٨٠٪ من قواعد الإخوان وهؤلاء أداروا المشهد بالكلية ولم يعودوا مهتمين بهذا الصراع، وتيقنوا أن جماعة الإخوان انتهت وليس بالإمكان إحياؤها".
أما الـ٢٠ ٪ المتبقية، بحسب "بان"، فنحو ٥٪ منها يسيطر عليها إبراهيم منير، والـ١٥٪ المتبقية يسيطر عليها ما تبقى من جناح محمد كمال.
افتراءات وازدواجية
محمد عبدالعزيز، أحد مؤسسي حركة تمرد التي عزلت الرئيس الإخواني الراحل محمد مرسي وجماعته، اعتبر تصريحات منير "ضربا من الجنون، فلا هي واقعية أو منطقية"، موضحا أنه "في علم السياسة والتفاوض تمثل القوة التفاوضية للطرف الأول ما ستقدمه مفيدا للطرف الآخر".
وفي تصريحات خاصة، تساءل عبدالعزيز: "لماذا سيلجأ النظام المصري للإخوان، ويبحث عن اعترافهم به، وهو المعترف به دوليا، وترأس الاتحاد الأفريقي ودخل العضوية غير الدائمة لمجلس الأمن.
ووصف عبدالعزيز، عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، حوار إبراهيم منير بأنه "يعكس الغباء السياسي للإخوان"، حيث إن "الخطاب الإخواني على مدار السبعة أعوام الأخيرة يحاول أن يعيش في دور المظلومية التاريخية من أجل كسب التعاطف، والآن يقول إنهم رفضوا الاعتراف مقابل خروج شباب الإخوان".
بدوره، قال سامح عيد، الخبير في شؤون الإسلام السياسي والجماعات الإرهابية، لـ"العين الإخبارية" إن حديث إبراهيم منير حول عرض الوساطة من قبل الدولة المصرية غير صحيح ولا يعكس الحقائق.
ولفت إلى أن" الوساطة وقعت يوم اجتماع القوات المسلحة المصرية 3 يوليو/تموز 2013، عندما دعا إليه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وزير الدفاع آنذاك، للإخواني المسجون سعد الكتاتني بصفته حينها رئيس مجلس النواب، لبحث الشكل المستقبلي في ظل المطالبات بانتخابات رئاسية مبكرة، إلا أنه لم يحضر.
وفعليا فوت محمد مرسي وهو في المنصب وجماعته مهلة الجيش المصري التي منحها إياها قبل ٣ يوليو، للاستجابة لمطالب الشعب.
وأطلق عدد من الشخصيات العامة عدة مبادرات للوساطة، لم تؤيدها الجماعة الإرهابية، إذ إن أطماعها كانت أكبر من التراجع والاعتراف بأخطاء الماضي، بحسب سامح عيد.
وفي أكثر من مناسبة، شدد الرئيس المصري عبدالتفاح السيسي على أن جماعة الإخوان الإرهابية لن يكون لها دور في المشهد المصري خلال فترة وجوده في السلطة، مؤكدا أن شعب مصر لن يقبل بعودتهم "لأن فكر الإخوان غير قابل للحياة ويتصادم معها".
وأطلق عدد من المصريين عبر حساباتهم الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرا هاشتاقات مساندة وداعمة للدولة المصرية، وكافة مؤسساتها وفي مقدمتها الجيش والشرطة.
ومن بينها، تصدر هاشتاق "#بالسيسي_نتحدى_الدنيا" غالبية صفحات المصريين عبر موقعي التواصل الاجتماعي "فيسبوك" و"تويتر".
وتفاعل عدد كبير من مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي مع مجموعة هاشتاقات حملت المعنى نفسه وهو "مصر_الكبيرة_بالسيسي_أميرة" وهاشتاق "كمل+ياريس" و" الشعب_يريد_السيسي"، فضلا عن هاشتاقات فضحت الوجه القبيح للإخوان الإرهابية، أبرزها "افتكر_جرايم_الإخوان".