إبراهيم منير.. واجهة الإخوان الإرهابية لغسل سمعتها دوليا
كان خبراء سياسيون مصريون وصفوا تعيين إبراهيم منير في منصب القائم بأعمال المرشد العام للإخوان بـ"الزلزال".
أعلن القائم بأعمال المرشد العام لتنظيم الإخوان إبراهيم منير، تشكيل لجنة لإدارة التنظيم، وإنهاء دور الأمانة العامة له، ومنصب الأمين العام الذي كان يشغله القيادي بالتنظيم محمود حسين، وهو اعتبره مراقبون محاولة لغسل سمعة الجماعة دوليا.
وقال أحمد كامل البحيري، الخبير المصري في شؤون الحركات الإسلامية بمركز الأهرام للدراسات لـ"العين الإخبارية"، إن قرارات منير "مجرد محاولة فاشلة لتجميل صورة الإخوان أمام الخارج، عبر اختيار أسماء في اللجنة الجديدة بعيدة عن الحرس القديم والقطبيين".
ويرى أن "تشكيل اللجنة الجديدة مجرد واجهة فقط، ولن تكون مؤثرة في بنية التنظيم"، مرجحا أن يكون قرار التنظيم في يد أنقرة والدوحة، دون أن يستبعد في الوقت ذاته حدوث انقسام وانشقاق جديد في صفوف الجماعة حال تعارضت أجندة مكتب لندن الذي يديره منير مع أجندة أنقرة.
وأشار بيان منير إلى تشكيل لجنة لإدارة الجماعة برئاسته، وعضوية عدد من قيادات الجماعة بينهم: محمود حسين بصفته عضوا منتخبا بمكتب الإرشاد، كما تضم هذه اللجنة: حلمي الجزار، ومدحت الحداد، ومحيي الزايط، وأحمد شوشة.
وزعم منير في بيانه أن أولويات المرحلة الحالية تتمثل في تمتين صف الجماعة ولم شملها وتطوير الأداء والاستفادة من الكفاءات وخاصة قطاع الشباب، ودعا منير أعضاء جماعته ألا يلتفتوا إلي الشائعات والأخبار المكذوبة.
رسائل منير
وقال البحيري إن "إبراهيم منير اختار أسماء اللجنة بعيدة عن الجناح القطبي والتنظيمي، وأقرب لجيل الوسط (السبعينيات)؛ من أجل أن يبعث بأكثر من رسالة للداخل والخارج".
وأوضح: "رسالة الداخل موجهة للصف الإخواني؛ لتهدئة وطمأنة جيل الشباب والوسط الذي يرفض شكل وطريقة إدارة الحرس القديم للتنظيم".
أما رسالة الخارج فتتمثل في "إعادة أيضا تجميل لصورة الإخوان في المجتمع الدولي ومحاولة إظهارها بصورة بعيدة عن العنف والإرهاب، علاوة على محاولة فتح قنوات جديدة للتواصل مع الخارج عبر هذه الوجوه".
ولفت البحيري إلى أن "منير يسعى أيضا إلى فك الاشتباك والارتباط بمحمود حسين، وإظهار أنه ليس معه، خاصة بعد أن تم تداول تسريب صوتي في وقت سابق للقيادي في التنظيم بسام أمير حول شبهات فساد مالي طالت الاثنين".
يشار إلى أن عضو مجلس شورى الإخوان الهارب بسام أمير، فضح في مقطع صوتي جرى تداوله في وقت سابق على مواقع التواصل الاجتماعي، فساد قيادات الإخوان الإرهابية في تركيا مؤخرا.
وفضح بسام أيضاً حصول الأمين العام للجماعة محمود حسين، وإبراهيم منير، من دون وجه حق، على مبانٍ وسيارات واختلاس أموال باهظة.
ويتهم شباب الجماعة إبراهيم منير ومحمود حسين ومحمود الإبياري بصناعة الأزمات داخل التنظيم، منذ سقوط حكم الإخوان بمصر من أجل تحقيق مصالح وأغراض شخصية.
الأسماء مجرد واجهة
ويؤكد الباحث في الأهرام أن أسماء اللجنة الجديدة مجرد "واجهة فقط، ولن تكون مؤثرة داخل بنية تنظيم الإخوان".
وفي هذا الصدد، وبشأن المسار القادم في تنظيم الإخوان، قال البحيري: "القرار منذ القبض على محمود عزت سيكون في يد تركيا وقطر.. ويمكن أن يكون للدولتين رؤي أخرى في التوظيف السياسي للإخوان، قد تحدث مزيد من الخلافات والانشقاقات داخل بنية الجماعة لاسيما بين جيلي الشباب والوسط".
ونوه بأن الانشقاق لن يظهر للسطح أو يتم بلورته إلا إذا حدث تناقض في الأجندة بين أنقرة ومكتب لندن (إبراهيم منير) وهو أمر وارد حدوثه قريبا.
وجدد الباحث في الأهرام التأكيد على دور القيادي في الإخوان محمد البحيري في التنظيم، قائلا: "البحيري هو من يدير التنظيم على الأرجح كمرشد خفي، وغير معلن".
ونوه بأن "البحيري من أكبر أعضاء الإخوان سنا ومحسوب على الجناح القطبي والتنظيمي للإخوان".
ووفق مراقبين، فإن جماعة الإخوان الإرهابية تجاوزت بتعيين منير الأعراف والتقاليد المتبعة، حيث إنه للمرة الأولى يجرى اختيار المرشد من خارج مصر، كما لم تأتِ عملية الاختيار عبر انتخاب مجلس شورى الجماعة له.
ووصف خبراء سياسيون مصريون في تصريحات سابقة لـ"العين الإخبارية" تعيين إبراهيم منير في منصب القائم بأعمال المرشد العام للإخوان بـ"زلزال" سيدفع إلى تمرد سيكون الأكبر في تاريخ التنظيم الإرهابي بين جيلي الوسط والشباب.
وتوقعوا حدوث تمرد عبر خروج قطاعات كاملة سواء لمكاتب أو أسر كاملة من الجماعة؛ ممن سيرفضون التبعية لمنير الذي أثارت تصريحات ومواقف سابقة له غضبا كبيرا داخل صفوف الجماعة.
وفي 28 أغسطس/آب الماضي، أعلنت وزارة الداخلية المصرية توقيف محمود عزت القائم بأعمال المرشد في مصر، شرقي القاهرة، بعد 7 سنوات من القبض على محمد بديع المرشد السابق للجماعة في أغسطس/آب 2013.