الإخوان والقاعدة وداعش.. الإرهاب "يتحالف" ضد أبين اليمنية
مليشيات الإخوان تستقدم عشرات العناصر من محافظتي مأرب والبيضاء إلى أبين قبيل زجهم في الخطوط الأمامية لجبهة القتال
دفعت مليشيات حزب الإصلاح (الذراع السياسية لتنظيم الإخوان في اليمن) بعشرات العناصر الإرهابية في مسعى لتفجير الوضع بمحافظة أبين جنوبي البلاد، ونسف اتفاق الرياض الذي ترعاه السعودية بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي.
وقالت مصادر عسكرية يمنية، لـ"العين الإخبارية"، إن مليشيات الإخوان استقدمت عشرات العناصر من محافظتي مأرب والبيضاء إلى محافظة أبين قبيل زجهم في الخطوط الأمامية لجبهة القتال ضد القوات الجنوبية على تخوم بلدة "شقرة" الساحلية.
ووفقا للمصادر فإن استعانة الإخوان بالعناصر الإرهابية من تنظيمي القاعدة وداعش الإرهابيين تستهدف فرض أمر واقع في محافظة أبين وإلحاق خسائر بشرية بالقوات الجنوبية في رد انتقامي على خسائر ثقيلة منيت بها اليومين الماضيين بعد سلسلة هجمات وخروقات لقرار وقف إطلاق النار المدعوم من التحالف العربي.
- مليشيا الإخوان تعدم نجل قائد عسكري جنوب تعز اليمنية
- "المطلوبون أمنيا".. غطاء الإخوان للهيمنة على تعز اليمنية
وأوضحت المصادر، أن 3 من القيادات الميدانية لمليشيات الإخوان قتلت في الأيام الماضية أثناء مشاركتها في الهجوم على قطاعات عسكرية تابعة للقوات الجنوبية في حين نقلت عشرات القتلى والجرحى إلى مستشفيات "عتق" و"لودر" الخاضعة لسيطرة حزب الإصلاح.
وتحتدم المواجهات في 4 بلدات هي "الشيخ سالم" و"قرن الكلاسي" و"الطرية" و"وادي سلا" في المساحات الممتدة بين مدريتي شقرة وزنجبار شرقي أبين المطلة على بحر العرب.
وقوبلت مخططات الإخوان في الاستعانة بعناصر إرهابية باستنفار قبلي واسع، بينما أكدت القوات الجنوبية أنها لن تسمح بإغراق محافظتي أبين وشبوة بالعناصر المتطرفة للقاعدة وداعش.
واعتبر متحدث محور أبين بالقوات الجنوبية، النقيب محمد النقيب، أن مواصلة الإخوان تجميع عناصر القاعدة وداعش من البيضاء ومأرب بعد الجهود الكبيرة التي قدمها التحالف العربي منذ عام 2015 لمكافحة الإرهاب، تشكل خروقات بالغة الخطورة وتهدد بنسف اتفاق الرياض.
وقال النقيب، في تصريح لـ"العين الإخبارية"، إن القوات الجنوبية، وبدعم سخي من قوات التحالف العربي، حققت في السنوات الماضية نجاحات كبيرة في مكافحة الإرهاب وكان ذلك بفعل الالتفاف الشعبي والقبلي الذي قدم تضحيات جسيمة في سبيل كشف خلايا القاعدة وداعش وهم لن يسمحوا بعودتها مجددا.
وأضاف النقيب، "مليشيا الإخوان وخلفها قطر وتركيا تصر على إفشال اتفاق الرياض لكن وضعها المتقهقر لا يسمح لها سوى بتصعيد الخروقات وهو ما جعلها تستعين بعناصر إرهابية لنسف ما تبقى من هدنة هشة".
وأكد أن القوات الجنوبية تملك قدرة تطهير شقرة وما بعدها لكن التزامها بقرار وقف إطلاق النار الشامل من قبل التحالف العربي يجعلها أمام مسؤولية كبيرة ولذا نلتزم ضبط النفس ونرد بشكل قاسٍ على الخروقات أو الهجمات ونعمل بكل جهد من أجل تنفيذ آلية تسريع اتفاق الرياض.
تحالف قوى الإرهاب
ومنذ مطلع الأسبوع الجاري كسرت القوات الجنوبية عشرات الهجمات القتالية لمليشيات الحوثي في محافظتي الضالع ولحج، بالتوازي أحبطت مخططات الإخوان باستخدام عناصر القاعدة وداعش في استنزاف القوات الجنوبية.
وفي هذا الصدد، أكد متحدث محور أبين، أن تحالف قوى الإرهاب للإخوان والحوثي وداعش والقاعدة يخوض معارك بالوكالة لإيران وقطر وتركيا من أجل إفشال المشروع العربي بقيادة السعودية وهجماتها الأخيرة على المحافظات الجنوبية يكشف حكم المؤامرات التي تحاك من أجل إفشال اتفاق الرياض.
ولفت إلى أن مليشيا الحوثي هاجمت بشكل غير مسبوق جبهات الضالع المشتعلة منذ أشهر وشنت هجوما واسعا اليومين الماضيين أيضا على جبهات كرش والمسيمير وحيفان في لحج بعد نحو عام من هدوء نسبي في هذه البلدات بالتزامن مع هجمات شنها الإخوان في أبين.
وأشار المتحدث العسكري، إلى أن توقيت الهجمات على الضالع ولحج وأبين يكشف دلالة التحالف الخفي لقوى الإرهاب والتي تنسق أدوار معاركها من أجل الانقضاض على الجنوب.
وأكد النقيب أن القوات الجنوبية، اكتسبت على مدار السنوات الماضيةـ تكتيكات قتالية عالية منحتها قدرة التفوق في مجابهة المخططات الخبيثة لقوى الإرهاب وهجماتها المزدوجة.
خيارات متاحة
في السياق السياسي، أكد كبير مفاوضي المجلس الانتقالي الجنوبي، الدكتور ناصر الخبجي، ضرورة التسريع في إنجاز عملية الفصل بين القوات في أبين ونقلها إلى الجبهات، وتشكيل الحكومة من أجل رفع معاناة المواطنين وتوفير الخدمات وصرف الرواتب ومعالجة انهيار العملة المحلية، التي ضاعفت من معاناة المواطنين في المحافظات المحررة.
جاء ذلك، خلال لقائه في الرياض نائب السفير البريطاني لدى اليمن سايمون سمارت.
وأشار الخبجي إلى ممارسات العقاب الجماعي الممنهج من قبل قوى منتفعة محسوبة على الحكومة المعترف بها دوليا يهمها إطالة الحرب، وتحاول قدر الإمكان إعاقة أي تقدم في تنفيذ اتفاق الرياض، وإجهاضه وإغراق محافظات الجنوب بالصراع والنزاعات لتحقيق مكاسبها وأجنداتها الخاصة.
وأكد أن الانتقالي يدعو دائما للسلام وحريص على الحوار، باعتباره الطريق المثلى لحل النزاعات، ولديه خيارات لمواجهة أي تداعيات متى ما استدعت الضرورة ذلك، ومن هذا المنطلق يحرص على تنفيذ اتفاق الرياض لتوحيد الجبهة الداخلية، مثنيا على دور المملكة في توحيد جبهة القوى المناوئة للحوثي، وعلى دعمها لانتشال الوضع الاقتصادي المزري الذي تعيشه البلاد.