مليشيات "إخوان ليبيا" تحرق طرابلس.. وحكومة "السراج" على المحك
مراقبون للشأن الليبي يتوقعون أن تشهد طرابلس تحولا كاملا في المشهد السياسي قد يؤدي لانهيار فايز السراج ومجلسه خلال الأسابيع المقبلة.
تشهد العاصمة الليبية طرابلس صراعا هو الأشرس خلال السنوات القليلة الماضية بين مليشيات مسلحة ينتمي بعضها إلى تنظيم الإخوان الإرهابي في ليبيا مع اللواء السابع ترهونة من جهة، واللواء 22 من جهة أخرى.
التطورات المتسارعة في العاصمة الليبية طرابلس ليست وليدة اللحظة، ولكنها نتيجة لتراكمات وصراعات خفية بين قادة الكتائب المسلحة الذين يحصلون على الاعتمادات المالية من مصرف ليبيا المركزي في طرابلس الذي تسيطر عليه عناصر تنظيم الإخوان الإرهابي في ليبيا.
الصراع الذي يجري الآن في العاصمة طرابلس هو صراع في جوهره بين مليشيات مسلحة لكنه في حقيقة الأمر هو صراع بين قوى دولية للسيطرة على العاصمة طرابلس، وهو ما يفسر اهتمام الدول الأوروبية تحديدا ومنها فرنسا وإيطاليا بتطورات الأوضاع في طرابلس.
وتسببت سياسة الإخوان في تدمير العاصمة طرابلس التي تعاني من أزمة سيولة نقدية وأزمة الوقود وتهريب السلع الأساسية، فضلا عن المعاناة التي يعيشها المواطن الليبي في سبيل الحصول على جزء بسيط من راتبه الذي يصرف له من عائدات النفط الليبي.
وقال مصدر من العاصمة الليبية طرابلس إن الصراع بين الكتائب المسلحة سيظل مشتعلا لعدة أسابيع مقبلة حتى تتحقق الأهداف التي تريدها بعض الدول الفاعلة في المشهد السياسي الليبي، موضحا أن الكتائب المسلحة في العاصمة طرابلس حشدت كل قواتها وعتادها لضمان بقائها في المشهد السياسي الليبي.
وأكد المصدر، في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية"، أن دولا أوروبية تقدم دعما بالمال والسلاح للكتائب المسلحة في العاصمة الليبية طرابلس، لضمان بقاء مصالحها التي ترتبط بمصالح الكتائب والمليشيات المسلحة.
وأوضح أن عددا من الدول الإقليمية تترقب ما سيسفر عنه الصراع المسلح بين الكتائب المسلحة، مؤكدا أن بعض الدول الفاعلة في الأزمة الليبية تؤيد فكرة القضاء على المليشيات المسلحة وبحث فرض ترتيبات أمنية في العاصمة الليبية طرابلس بعد سيطرة الكتائب المسلحة على العاصمة لمدة 5 سنوات متتالية ونهبها لثروات الشعب الليبي.
وأكدت وزارة الصحة في حكومة الوفاق الوطني الليبية ارتفاع عدد قتلى الاشتباكات المسلحة في طرابلس إلى 39 قتيلاً وإصابة 119 آخرين و6 أشخاص مفقودين.
وقال مصدر طبي في العاصمة الليبية طرابلس في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية" إن عدد القتلى والجرحى مرشح للزيادة في ظل الاشتباكات المسلحة العنيفة التي تجري بين الكتائب المسلحة، فضلا عن الدور الخفي الذي تلعبه بعض المليشيات التابعة لتنظيم الإخوان الإرهابي التي تسعى إلى حرق العاصمة طرابلس.
وأعلنت ليبيا، أمس الجمعة، تعليق الرحلات الجوية في مطار معيتيقة الدولي وإغلاق مطار طرابلس لأسباب أمنية، وذلك بعد سقوط عدد من القذائف العشوائية في محيط المطارين بسبب احتدام الاشتباكات المسلحة بين اللواء السابع والكتائب المسيطرة على طرابلس.
وتوقع مراقبون للشأن الليبي أن تشهد العاصمة طرابلس تحولا كاملا في المشهد السياسي قد يؤدي لانهيار فايز السراج ومجلسه الرئاسي خلال الأسابيع القليلة المقبلة، مؤكدين فشل سياسة السراج في حل الأزمات التي تعاني منها ليبيا واعتماده على الكتائب المسلحة لتأمين العاصمة وهو ما تسبب في تدهور الأوضاع الأمنية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد خلال العامين الماضيين.
وتدور اشتباكات مسلحة، منذ الأحد الماضي، بين عدة مليشيات في العاصمة الليبية طرابلس، تتبع إحداها وزارة الدفاع في حكومة الوفاق، وهي مليشيا "اللواء السابع ترهونة"، وتتبع أخريات وزارة داخلية "الوفاق" مثل "ثوار طرابلس" و"كتيبة النواصي".
يذكر أن دور الجماعات والمليشيات المسلحة في ليبيا بدأ ينشط عام 2014، مع تشكيل الكتائب المسلحة لدعم أطراف سياسية ليبية، لا سيما جماعة الإخوان الإرهابية، التي استخدمت هذه الكتائب في تصفية الخصوم السياسيين وتنفيذ أجندات أجنبية مشبوهة.
وتواصلت حكومة الوفاق بقيادة السراج مع المليشيات المسلحة، وعملت على صرف رواتبها، فضلا عن الرواتب التي تستقطعها تلك المليشيات من مصرف ليبيا المركزي الذي تسيطر عليه جماعة الإخوان والجماعات المتحالفة معها.