خبراء ليبيون لـ"العين الإخبارية": السراج دمية لحماية المليشيات
انتقادات للموقف الغربي والأمريكي من الأزمة الليبية، والصمت تجاه فوضى وفساد جماعة الإخوان الإرهابية ومليشياتها المسلحة.
تشهد العاصمة الليبية طرابلس، لليوم الخامس على التوالي، تصعيداً عسكرياً بين مليشيات تسيطر على العاصمة وكتائب مسلحة يتقدمها اللواء السابع ترهونة الذي يقود حملة للقضاء على نفوذ المليشيات.
الصراع المسلح في طرابلس، لم يكن وليد اللحظة لكنه ناجم عن تراكمات لجرائم ارتكبها المسلحون، وسط اتهامات بنهب مليارات الدولارات من أموال الشعب الليبي.
وأكد المحلل السياسي الليبي، عز الدين عقيل، أن المشهد السياسي الليبي هو ما أدى لحدوث هذه الصراعات، فضلا عن عدم توافق الأمم المتحدة على رؤية محددة لحل الأزمة الليبية، مشيراً إلى أن الصراع بين الأطراف الأوروبية على مصالحها في ليبيا تسبب أيضاً في هذه المشكلة.
وانتقد المحلل السياسي، في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية"، موقف الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية من مطالبة الجيش الليبي بضرورة تسليم الموانىء النفطية لأطراف تمول المليشيات بالسلاح من واردات النفط، مندداً بموقف الدول الغربية وصمتها أمام الجرائم التي تقوم بها تلك المليشيات.
وأكد عز الدين عقيل أن مليشيات ترهونة هاجمت طرابلس؛ كي تزاحم مليشيات العاصمة في الفساد والسرقات التي تقوم بها الأخيرة والحصول على اعتمادات تقدر بالمليارات، منتقداً الصراع الإيطالي الفرنسي الذي أوصل ليبيا إلى هذا السيناريو.
وأوضح أن أفضل السيناريوهات لحل الأزمة الليبية هو نزع السلاح عن المليشيات، مؤكداً أن نزع السلاح يجب أن يقوم به مجلس الأمن الدولي للضغط على أمراء الحرب للوصول لاتفاق سلام يشمل نزع السلاح وتفكيك المليشيات المسلحة، ثم تقوم الأمم المتحدة بالإجراءات الفنية لنزع سلاح المليشيات قبل الانتقال إلى المسار الفني والدستوري وتشكيل الحكومة.
واستبعد المحلل السياسي الليبي إمكانية إجراء الانتخابات الليبية نهاية العام الجاري، مشيراً إلى أن الخلافات العميقة بين الأطراف كافة تصعب إجراء الانتخابات نهاية العام الجاري، مؤكداً أن البرلمان الليبي غير قادر على جمع الأطراف لاتخاذ قرار دستوري.
المحلل السياسي الليبي رأى أيضاً أنه إذا ظلت المليشيات؛ ستبقى الفوضى والجريمة المنظمة وسط تغلغل الإرهاب والفوضى والتقاتل المحلي بين المليشيات، مؤكداً أهمية كشف المشير خليفة حفتر لدول العالم، تمويل بعض الأطراف للجماعات المتطرفة بواردات النفط الليبية.
بدوره، قال المحلل السياسي الليبي، خالد الترجمان، إن المشهد السياسي في طرابلس عبثي؛ لأن ما وجد في العاصمة هو نتائج اتفاق الصخيرات الذي أطال مشهد الصراع والنهب الممنهج لأموال الشعب الليبي.
وأكد الترجمان، فى تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية"، أن المجلس الرئاسي الليبي جاء من أجل منهجة سرقة ثروات الليبيين، مشيراً إلى أن واردات الغاز المتدفق من مليتة إلى إيطاليا منذ 17 فبراير/شباط 2011 لم يدخل منه دولار واحد خزينة الشعب الليبي؛ لأن مليشيات مسلحة تقوم بحراسة حقول الغاز الليبية وتصرف رواتبها من إيطاليا.
وأشار الترجمان إلى الجرائم التي تقوم بها المليشيات المسلحة في ليبيا من تهريب وتجارة في البشر وتهريب المشتقات النفطية والتنقيب عن الذهب في الجنوب الغربي، موضحاً أن ما يحدث في ليبيا سيناريو فرضته الدول الفاعلة في المشهد الليبي عبر تمرير اتفاق الصخيرات الموقع في 17ديسمبر/كانون الأول 2015.
وأكد المحللالليبي أن السراج لم يقدمه مجلس النواب الليبي أو المؤتمر الوطني العام ليترأس المجلس الرئاسي، متهماً الأخير بأنه "دمية" لحماية المليشيات المسلحة في طرابلس التي تتقاسم أموال وثروات الليبيين.
ورأى أن الحل الأنجع للأزمة هو تحرك الجيش الليبي لتوحيد البلاد، ومحاربة كل من يرفع السلاح في وجه الجيش الليبي كي يتم الذهاب للانتخابات والانتقال للديمقراطية، واصفاً ما قام به اللواء السابع ترهونة بـ"الثورة" لحماية الحدود الجنوبية لطرابلس والتقدم لإنهاء حكم المليشيات في العاصمة.
وأشار الترجمان إلى تصريحات المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة بضرورة محاربة المليشيات والقضاء عليها ومحاربتها، داعيا إلى ضرورة إنهاء حكم المليشيات التي تسيطر على طرابلس منذ 8 سنوات ونهب أموال وثروات الشعب الليبي، متهماً جماعة الإخوان بدفع ليبيا إلى هذا السيناريو الخطير الذي تشهده البلاد.
وتدور اشتباكات مسلحة، منذ الأحد الماضي، بين عدة مليشيات في العاصمة الليبية طرابلس، تتبع إحداها وزارة الدفاع في حكومة الوفاق وهي مليشيا "اللواء السابع ترهونة"، وتتبع أخريات وزارة داخلية "الوفاق" مثل "ثوار طرابلس" و"كتيبة النواصي".
وأكد المـستشفى المـيداني في العاصمة طرابلس مقتل 26 شخصا بينهم 15 مدنيا، وإصابة 75 آخرين بينهم 51 مدنيا، بسبب الاشتباكات المسلحة التي اندلعت فى العاصمة يوم الأحد الماضي.
aXA6IDMuMTM4LjM3LjQzIA==
جزيرة ام اند امز