برلماني ليبي لـ"العين الإخبارية": السراج لا يصلح للحكم

إبراهيم الدرسي كشف عن تحركات داخل مجلسي "النواب" و"الدولة" لعزل رئيس حكومة الوفاق فائز السراج وتعيين مجلس رئاسي جديد يحكم ليبيا.

كشف عضو مجلس النواب الليبي إبراهيم الدرسي أن هناك تحركات داخل مجلسي "النواب" و"الدولة" لعزل رئيس حكومة الوفاق فائز السراج، وتعيين مجلس رئاسي جديد يحكم ليبيا، بعد اشتباكات عنيفة شهدتها العاصمة طرابلس، بين عدة مليشيات تابعة لحكومته.

• اشتباكات طرابلس.. سقوط ورقة التوت عن حكومة الوفاق الليبية
• مسؤول عسكري ليبي لـ"العين الإخبارية": تجدد الاشتباكات في مناطق بطرابلس
  

وتابع الدرسي، في حوار لـ"العين الإخبارية"، أنه تم الاتفاق بين عدد كبير من نواب البرلمان الليبي لتفعيل هذه الإجراءات، لإقامة المجلس الجديد خلال الأسابيع القليلة المقبلة، وقال إن السبب الرئيسي في اشتعال الأزمة الأمنية الجارية في العاصمة طرابلس بين المليشيات الإرهابية يرجع لصراعات على الموارد والسلطة.

وتدور اشتباكات مسلحة، منذ الأحد الماضي، بين عدة مليشيات في العاصمة الليبية طرابلس: تتبع إحداها لوزارة الدفاع في حكومة الوفاق وهي مليشيا "اللواء السابع ترهونة"، وتتبع أخريات وزارة داخلية "الوفاق" مثل "ثوار طرابلس" و"كتيبة النواصي".

وأكد الدرسي أن عدم وجود جيش وطني ليبي موحد غربي البلاد تنطوي تحت مظلته جميع تلك الكتائب المتصارعة أحد أهم أسباب الأزمة الأمنية الجارية أيضا.

وأوضح النائب الليبي عن دائرة بنغازي أن شرق ليبيا يختلف تماما عن مناطق الغرب، حيث إن الشرق الليبي ينعم بالاستقرار لوجود جيش وطني موحد يحمي الشعب ومقدراته، بينما في الغرب توجد مليشيات وكتائب على حسب المدن مثل: كتائب "الزاوية" و"مصراتة"، وكتائب جنوب العاصمة مثل "ترهونة" وقبائلها. 

وتابع: "توجد كتائب (مناطقية وقبلية)، وكتيبة "هيثم التاجوري" و"كاره" و"غنيوة" و"بوسليم" وغيرها، وهناك أيضاً مليشيات إيديولوجية، وهي الأخطر، والتي تتبع تنظيم الإخوان الإرهابي والجماعة الليبية المقاتلة (فرع القاعدة في ليبيا)، والتي تتصارع على المال والسلطة، مما تسبب في الأزمات التي تعيشها ليبيا حاليا".

وأشار البرلماني الليبي إلى أن طرابلس العاصمة بها الحكومة المعترف بها دوليا وبها المصرف المركزي ومقر الوزارات السيادية والمكتب المركزي للمحاسبة وجميع الإدارات المالية والإدارية والخدمية، ولا يوجد بها جيش موحد يحمي تلك المؤسسات، ومن ثم فإن المليشيات تسيطر على الأوضاع هناك، وكل مليشيا مسئولة عن وزارة بعينها وتديرها وفق أهوائها ومصالحها، فالجميع يتصارع على المال والسلطة.

ولفت الدرسي إلى أن بعثة الأمم المتحدة برئاسة غسان سلامة أعلنت الأسبوع الماضي، في بيان رسمي، أن المليشيات تمنع الوزارات والحكومة من أداء عملها بشكل جيد، وهذا يؤكد حقيقة التصارع والنزاعات بين المليشيات على السلطة، في ظل عدم وجود جيش وطني موحد يحمي المواطنين الضعفاء في غرب البلاد.

وفي رده على إمكانية دمج المليشيات المسلحة تحت مظلة واحدة لإنهاء هذا الصراع والوضع الأمني غير المستقر، قال الدرسي إن مجلس النواب الليبي خاض مفاوضات مكثفة وطويلة عامي 2015 و2016، وتوصل لاتفاق سياسي به ترتيبات أمنية في محاولة لحل الأزمة الممتدة منذ عام 2011 ولكنها لم تطبق حتى الآن.

وأضاف أن هذه المليشيات ليس لديها أي نية للدمج تحت مظلة واحدة بسبب الاختلافات المناطقية والإيديولوجية، مؤكدا استحالة إقامة جيش وطني واحد في غرب ليبيا إلا إذا اتفقوا مع الجيش الوطني في شرق البلاد تحت راية المشير خليفة حفتر.

وأكد الدرسي أنه منذ عام 2011 "تسبح العاصمة طرابلس في بحر من الفوضى والخراب وأزمات اقتصادية متتالية"، مشيرا إلى أزمة الكهرباء التي تقطع يوميا لمدة 12 ساعة، وأزمة المياه وأزمة الوقود وتهريبه، في المقابل لا توجد مثل هذه الأزمات لوجود جيش موحد يحفظ الأمن في المناطق الشرقية وبدعم من الشقيقة مصر.

وشدد على أن حل الأزمة مستحيل إلا إذا طبق الاتفاق السياسي والترتيبات الأمنية التي توصل لها البرلمان عام 2016، وخروج تلك المليشيات من العاصمة التي تسيطر على الوزارات والمؤسسات المالية والإدارية.

ولفت إلى أن المسار العسكري يحتاج إلى مسار سياسي، والمسار السياسي في طرابلس يسيطر عليه قوة مدعومة من قوة إقليمية ليس من مصلحتها إقامة جيش ليبي موحد يحافظ على أمن البلاد تحت قيادة واحدة، وهي جماعة الإخوان الإرهابية، وأسضا عدم التوصل لاتفاق سياسي حتى يستمروا في السلطة من خلال تلك المليشيات المسلحة.

وأكد الدرسي أن الإخوان يسيطرون على غرب ليبيا ويعطلون دائما كافة الاتفاقيات الدولية والمبادرات سواء اتفاق باريس أو غيرها.

وأشار النائب الليبي إلى أن نحو 80 عضوا بالبرلمان، وهو معهم، وقعوا، أمس الثلاثاء، على وثيقة لعزل رئيس حكومة الوفاق فائز السراج، لافتا إلى أن النواب المؤيدين للمجلس الرئاسي الحالي يرفضون أيضا ما حدث مؤخرا من أزمات أمنية بالعاصمة، وباتوا يرون أن السراج لن يحل تلك الأزمات وأنه لا يصلح لحكم البلاد.