اشتباكات طرابلس.. سقوط ورقة التوت عن حكومة الوفاق الليبية
اشتباكات مليشيات طرابلس، حسب الخبراء، دليل واضح على أن حكومة الوفاق غير قادرة على إلجام هذه المليشيات والسيطرة على الوضع الداخلي.
قال خبراء وباحثون ليبيون إن الاشتباكات الدائرة في العاصمة الليبية طرابلس، منذ الأحد الماضي، بين عدد من المليشيات التابعة لحكومة الوفاق الليبية تكشف عن مدى الضعف الذي يعتري الحكومة التي يقودها فائز السراج.
- وسائل إعلام فرنسية: مليشيات طرابلس تشكل خطرا كبيرا على ليبيا
- وقف إطلاق النار بين المليشيات المسلحة في العاصمة الليبية طرابلس
وتدور منذ أول أمس اشتباكات، زادت حدتها أمس الإثنين، بين مليشيا "اللواء السابع الدعم المركزي ترهونة"، المنتمية لوزارة الدفاع بحكومة الوفاق، وبين عدة مليشيات تابعة لوزارة الداخلية بالحكومة نفسها، وهم "الفرقة الأمنية الأولى" و"كتيبة ثوار طرابلس" و"كتيبة النواصي" و"قوة الدعم المركزي أبوسليم".
طرابلس ثكنات لمليشيات خارج السيطرة
يقول فوزي الحداد، الكاتب والباحث الليبي، إن طرابلس أصبحت عبارة عن عدة معسكرات يسيطر على كل منها عدة مليشيات "تتبع آمريها ويصعب ضبطها".
وأضاف الحداد، في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية"، أن هذه المليشيات تتبع إداريا وزارتي الدفاع والداخلية في حكومة الوفاق، لكن من الناحية العملية لا تخضع لسيطرة الحكومة، لضعف "الوفاق" في السيطرة عليها.
في السياق ذاته، أكد إبراهيم بلقاسم، المحلل السياسي الليبي، أن اشتباكات مليشيات طرابلس دليل واضح على أن حكومة الوفاق غير قادرة على "إلجام هذه المليشيات التي حاولت إصلاحها ودمجها في الدولة، بموجب الترتيبات الأمنية التي نص عليها اتفاق الصخيرات.
يذكر أن دور الجماعات والمليشيات المسلحة في ليبيا بدأ ينشط عام 2014، مع تشكيل الكتائب المسلحة لدعم أطراف سياسية ليبية، لا سيما جماعة الإخوان الإرهابية، التي استخدمت هذه الكتائب في تصفية الخصوم السياسيين وتنفيذ أجندات أجنبية مشبوهة.
وتواصلت حكومة الوفاق بقيادة السراج مع المليشيات المسلحة، وعملت على صرف رواتبها، فضلا عن الرواتب التي تستقطعها تلك المليشيات من مصرف ليبيا المركزي الذي تسيطر عليه جماعة الإخوان والجماعات المتحالفة معها.
وتابع إبراهيم بلقاسم، في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية"، أن حكومة الوفاق أصبحت تحت سيطرة المليشيات، مضيفا أن موقف السراج أمام المجتمع الدولي أصبح محرجا للغاية لا سيما داخل ليبيا أيضاً.
صراع على المصالح
وأشار بلقاسم إلى أن اشتباكات المليشيات في طرابلس هو جزء من التناحر والتصارع بينها على مناطق النفوذ في العاصمة، سواء من ناحية الجغرافيا أو الامتيازات التي تحصل عليها من الحكومة.
من هذا المنطلق، قال عيسى رشوان، الباحث السياسي الليبي، إن المليشيات المنتشرة في طرابلس لديها مناطق نفوذها ومواردها المالية الخاصة.
وتوقع رشوان، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن تناحر تلك المليشيات يأتي بهدف زيادة الاعتمادات ودفع المخصصات المالية، معتبرا أن الصراعات بينها بهدف الاستيلاء على المناصب السيادية والمصالح.
في السياق نفسه، قال الكاتب الليبي فوزي الحداد "لا أحد يعلم حقيقة الأسباب الخافية وراء هذا الصراع، لكن من المؤكد أن هذه الجماعات تسعى إلى مصالح معينة، وهذه الاشتباكات ليست بالجديدة فقد شهدت العاصمة اشتباكات مماثلة سابقة بين المليشيات نفسها".
ولم يستبعد الحداد وبلقاسم أن يكون لتنظيم الإخوان الإرهابي دور في تلك الاشتباكات.
وقال بلقاسم إن الإخوان والجماعة الليبية المقاتلة "القاعدة" المتمركزين في مدينة ترهونة تسللوا بعد نحو عام من طردهم من طرابلس إليها للعمل على نشر الفوضى أكثر في طرابلس.
وعن توقيت هذه الاشتباكات، أشار الحداد إلى أن ليبيا من المفترض أنها باتجاه تعديلات دستورية ثم إجراء انتخابات، موضحا أن الجميع يستعد لتلك الانتخابات بما فيها المليشيات المسلحة، إما برفضها أو العمل على ضمان موطئ قدم في تلك الانتخابات".
أسباب خفية
من ناحية أخرى، قال عضو الغرفة الأمنية المشتركة الليبية في مدينة ترهونة والنواحي الأربع مصعب زقلوط إن مليشيا "اللواء السابع" دخل طرابلس لحماية أبناء قبيلة ترهونة، الذين يمثلون نصف عدد سكان العاصمة، موضحا أن المجموعات المسلحة في طرابلس خارجة عن القانون، وتمارس أساليب الترهيب والسرقة بحق أبناء الشعب الليبي.
وأكد عمران، في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية"، أن "اللواء السابع ترهونة" دخل طرابلس لحماية أبناء القبيلة المقيمين في العاصمة، موضحا أن اللواء يسعى لفرض الأمن والاستقرار في المنطقة الغربية.
وأوضح أن اللواء السابع وأبناء قبائل ترهونة والقوات المساندة من القبائل المجاورة تدعم عملية بسط الأمن والاستقرار في طرابلس، مؤكدا أن اللواء السابع يتبع حكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج، مشيرا إلى أنه يقوم بتأمين المنطقة من جنوب طرابلس وحتى مدينة بني وليد.
قتلى ونزوح عائلات
وأعلنت وزارة الصحة الليبية، أمس، أن الاشتباكات في العاصمة طرابلس أدت إلى مقتل 5 أشخاص وإصابة 33 اّخرين، بخلاف مقتل قائد سرية "باب تاجوراء" مروان كارة، وأحد قادة كتيبة "النواصي" حميد الهازل المُلقب بـ"الهاوزر".
فيما لم ينج المدنيين من تبعات تلك الاشتباكات، حيث أعلن الهلال الأحمر نزوح 21 عائلة في طرابلس.
aXA6IDE4LjIyMS4xNzUuNDgg جزيرة ام اند امز