خبراء لـ"العين الإخبارية": مليشيات طرابلس سبب أزمات ليبيا
عدد من الباحثين السياسيين الليبيين وجهوا انتقادات حادة للوضع الأمني المتردي في بلادهم بسبب انتشار المليشيات المسلحة داخل طرابلس.
وجه عدد من الباحثين والخبراء السياسيين الليبيين انتقادات حادة للوضع الأمني والاقتصادي المتردي في الدولة الليبية بسبب انتشار المليشيات المسلحة المنتشرة داخل العاصمة طرابلس وخارجها، وفشل المجلس الرئاسي الليبي في حل تلك الأزمات.
وقال الخبير في الشأن السياسي الليبي فوزي الحداد، لـ"العين الإخبارية"، إن سلاح المليشيات المنتشر في طرابلس وخارجها، إضافة إلى الكيان الإرهابي "الإخوان"، والتدخلات الأجنبية في الشؤون الليبية أهم أسباب الأزمة الاقتصادية والسياسية التي تعيشها الدولة الليبية حاليا.
وتفرض المليشيات المسلحة في العاصمة طرابلس قيودا على عمل المؤسسات الوطنية التابعة للدولة، وعلى رأسها المؤسسة الوطنية للنفط، وتمنع وصول الوقود إلى مناطق في ضواحي العاصمة باستعمال القوة، لمنع وصول شاحنات الوقود إلى مناطق حيوية.
وفي السياق نفسه، قال الباحث السياسي الليبي عيسى رشوان، لـ"العين الإخبارية"، إن المجلس الرئاسي عبارة عن أداة يستخدمها التنظيم الدولي للإخوان والمليشيات المسلحة للاستيلاء على أموال الدولة الليبية.
وتنتشر في العاصمة الليبية طرابلس عشرات المليشيات والمجموعات المسلحة التي تمارس أبشع الجرائم في حق أبناء الشعب الليبي، بدءا من البطش الذي تمارسه تلك المليشيات لبسط سيطرتها الكاملة على مفاصل الدولة الليبية.
وأكد رشوان أن أموال ليبيا تذهب إلى تركيا وتونس وشركات الإرهابي يوسف ندا.. كما يذهب جزء كبير منها إلى المليشيات المسلحة المسيطرة على العاصمة طرابلس لحماية السراج نفسه.
ووفرت الأزمات الراهنة التي تعاني منها ليبيا في خلق المناخ الملائم لهذه المليشيات للانتشار والتمدد في ضواحي العاصمة الليبية طرابلس، وتستخدم المليشيات المسلحة المصارف التي تتمركز في العاصمة الليبية للحصول على التمويل من الدول الداعمة للإرهاب في ليبيا وفي مقدمتها تركيا وقطر.
وأوضح الباحث في الشئون السياسية الليبية أن الموطن الليبي العادي لا يعني شيئا لفايز السراج في وجود "مرتزقة" أموال عامة ومليشيات مسلحة تحميه داخليا وتنظيم دولي إرهابي يرعاه خارجيا.
وتمكنت حكومة الوفاق التي يقودها فائز السراج في التواصل مع المليشيات المسلحة وصرف لها رواتب لتأمين الكتائب المسلحة من خزينة ليبيا، فضلا عن الرواتب التي تستقطعها تلك المليشيات من مصرف ليبيا المركزي، الذي تسيطر عليه جماعة الإخوان والجماعات المتحالفة معها.
وحول الوضع السياسي المتأزم في البلاد، قال رشوان إن أي حل ينهي الأزمة الليبية والانشقاق السياسي الليبي ينهي وجود المجلس الرئاسي ومن معه، ومن ثم فليس من مصلحة السراج أن ينهي الأزمة السياسة الجارية، قائلا: "فكيف تطلب من شخص بأن ينهي حياته بنفسه، لقد أصبح الأمر كأنك تطلب من فايز السراج الانتحار"، مؤكدا أنه لن يقبل أي حل وسوف يستمر في المحافظة على هذه الحالة إلى آخر دولار في الخزانة الليبية.
وأعربت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، فى وقت سابق، عن إدانتها الشديدة لأعمال العنف والتخويف وعرقلة عمل المؤسسات السيادية الليبية من قبل رجال المليشيات المسلحة، حيث يهاجم أفراد الكتائب العاملة تحت إشراف وزارة الداخلية في حكومة الوفاق الوطني برئاسة فائز السراج المؤسسات السيادية ويمنعونها من أداء عملها بشكل فعال، مؤكدة أن التدخل في عمل المؤسسات السيادية وفي الثروة الوطنية الليبية أمر خطير، ويجب أن يتوقف على الفور.
ودعت بعثة الأمم، في بيان صحفي، اطلعت عليه "العين الإخبارية"، حكومة الوفاق الوطني إلى اتخاذ الخطوات اللازمة لمقاضاة المسؤولين عن هذه الأعمال الإجرامية، مؤكدة أن الأمم المتحدة ستقدم تقريراً بهذا الشأن إلى المجتمع الدولي، وستعمل مع جميع السلطات المختصة للتحقيق في إمكانية فرض عقوبات ضد أولئك الذين يتدخلون أو يهددون العمليات التي تضطلع بها أية مؤسسة سيادية تعمل لصالح ليبيا والشعب الليبي.
واندلعت حالة من الغضب على مواقع التواصل الاجتماعى في ليبيا ضد المجلس الرئاسي بسبب الأداء الاقتصادي الضعيف والأزمات المالية التي تعيشها البلاد، كما انتقد نشطاء "فيسبوك" انتشار المليشيات المسلحة بالعاصمة الليبية وتهديدها المباشر المواطنين، وعدم تدخل السراج لإنهاء هذه الأزمة الأمنية التي تعاني منها البلاد.
الجدير بالذكر، أن دور الجماعات والمليشيات المسلحة بدأ ينشط في عام 2014 مع تشكيل الكتائب المسلحة لدعم أطراف سياسية ليبية ولا سيما جماعة الإخوان التي استخدمت هذه الكتائب في تصفية الخصوم السياسيين وتنفيذ أجندات أجنبية مشبوهة.