إخوان ونازيون ويمينيون.. مخاوف اختراق الجيش الألماني تتزايد
تزايد عدد المتطرفين من جماعة الإخوان الإرهابية وغيرها بصفوف الجيش الألماني خلال السنوات القليلة الماضية يثير قلقا كبيرا في البلاد
تزايد أعداد المتطرفين من جماعة الإخوان الإرهابية وغيرها من الحركات النازية واليمينية بصفوف الجيش الألماني خلال السنوات القليلة الماضية يثير قلقا كبيرا في البلاد.
ففي 2017، نجحت السلطات الألمانية في كشف خلية يمينية متطرفة تتكون من 4 أفراد على الأقل، يقودها ضابط يدعى "فرانكو ايه" كانت تخطط لإحداث فوضى في البلاد عبر سلسلة من الاغتيالات والتفجيرات، ما يسمح بانقضاض اليمين المتطرف على السلطة.
تلك الواقعة أكدت من جديد أن أي مجموعة مهما كانت صغيرة داخل الجيش، وتملك مدخلا للسلاح والذخيرة، يمكن أن تسبب خطرا كبيرا على النظام العام.
وفي 4 مارس/آذار الماضي، أعلنت المخابرات الحربية الألمانية "إم إيه دي" تقريرها عن التطرف في أروقة الجيش في 2019.
ووفق التقرير الذي نشرته وكالة الأنباء الألمانية، فإن "المخابرات الحربية طردت 14 متطرفا من الجيش بعد التأكد بشكل نهائي من ميولهم".
وبين الـ14 متطرفا، 8 يمينيين متطرفين، و2 من مواطني الرايخ، وهي حركة محسوبة على النازيين الجدد، و4 من المحسوبين على الإخوان.
وتعليقا على ذلك، قالت صحيفة "دي تسايت" الألمانية إن "نسبة المتطرفين مرتفعة ولا تتناسب مع نسبة المسلمين من الشعب الألماني، أو عدد المسلمين في الجيش".
لكن الأمر لا يتوقف عند ذلك، حيث كشفت مذكرة للحكومة الألمانية أرسلت للبرلمان في يوليو/تموز 2019، اطلعت "العين الإخبارية" على نسخة منها، أن "المخابرات الحربية فتحت خلال 2019، تحقيقات في انتماء 51 عنصرا من رتب مختلفة بالجيش، للتيارات المتطرفة".
وتابعت المذكرة: "بين هؤلاء الخاضعين للتحقيق، ضابط في أركان الجيش، وجندي، وضابط صف، وجندي مؤقت".
وفي 2018، طردت المخابرات الحربية 7 متطرفين، فيما خضع العشرات للتحقيق بتهمة "التطرف"، وفق التقرير الرسمي للمخابرات الحربية.
وفي الفترة بين 2010 و2017، طردت المخابرات الحربية الألمانية 24 متطرفا من المحسوبين على الإخوان وغيرها من الجيش، مقابل 89 متطرفا يمينيا في الفترة نفسها.
وفي هذا الإطار، ذكر مركز "مينا واتش" البحثي المعني بقضايا الشرق الأوسط والتيارات المتطرفة أن "نسبة المتطرفين في العدد الإجمالي للمتطرفين المحسوبين على الإخوان وتابعيها بالجيش، تتزايد بشكل مستمر"، مضيفا: "وجود هؤلاء المتطرفين في الجيش مصدر قلق وتهديد كبير".
ووفق المذكرة الحكومية المرسلة للبرلمان، يبلغ عدد العسكريين المسلمين في الجيش الألماني نحو 3 آلاف شخص.
وفيما يتعلق بأنشطة لعناصر موالية للاتحاد الإسلامي التركي "ديتيب" التابع للنظام التركي، قالت المذكرة الحكومية إن "المخابرات الحربية تعمل على رصد أي تحركات معادية للدستور، وإبلاغ الحكومة بها".
لكن المذكرة رفضت ذكر أي معلومات عن وجود خلايا متطرفة كاملة، وليس فقط وجود متطرفين منفردين، داخل الجيش.
وقالت في هذا الإطار: "لا نستطيع تقديم معلومات في هذا الإطار لأنها يمكن أن تلحق الضرر بعمل المخابرات الحربية، وأمن جمهورية ألمانيا الاتحادية".
وتابعت: "بعد موازنة حق البرلمان في المعلومات، والمصالح الأمنية لجمهورية ألمانيا الاتحادية، انتهينا إلى أن المصالح الأمنية لها اليد العليا في مثل هذه الموضوعات".
لكن مركز "مينا واتش" ذكر في تقرير نشره، الخميس، أنه نظرا للنشاط الكبير لحركات متطرفة مثل ديتيب وميللي جورش التركيتين، والإخوان، في ألمانيا بشكل عام، فإن وصول ممثلين لهذه الحركات، أو على الأقل مؤمنين بأفكارها إلى الجيش، أمر مؤكد".
وبالإضافة إلى وجود ممثلي التيارات المتطرفة في الجيش، تمارس هذه التيارات لعبة سياسية أخرى للتأثير على الجيش الألماني.
وتبرز في هذا الإطار، منظمة "الجندي الألماني"، وهي مجموعة مصالح تنشط في أوساط العسكريين وتقول إنها تعمل على تشجيع اندماج المهاجرين في المجتمع والجيش.
وتوجد في ألمانيا نقابات للعسكريين وجماعات مصالح وضغط تعمل على تحقيق مصالح الجنود والعسكريين.
وتعد منظمة "الجندي الألماني" جزءا من شبكة "المنظمات الألمانية الجديدة" (إن دي أو)، حيث شاركت في مؤتمر "إن دي أو" في 2018.
وضمت قائمة المشاركين في المؤتمر أيضا منظمة "الشباب المسلم في ألمانيا"، وهي عضو في المنظمة الجامعة "منتدى المنظمات الشبابية والطلابية المسلمة الأوروبية"، المرتبطة تنظيميا وأيديولوجيا بالإخوان، وفق تقرير هيئة حماية الدستور (الاستخبارات الداخلية) في ولاية بادن فورتمبيرج الألمانية.
ووفق مينا واتش، فإن الإخوان تملك تأثيرا على منظمة "الجندي الألماني"، وبالتالي فهي يمكن أن تؤثر نظريا على القرارات المتعلقة بجنود الجيش.