إخوان الأردن.. تاريخ من الإرهاب والمؤمرات

رغم "الغطاء المعتدل"، كشفت الإخوان عن وجهها الحقيقي في الأردن، عدة مرات، والتصقت بالإرهاب العنيف، ودعمت رموزه، وسعت للسلاح.
الجماعة التي انحلّت عام 2020 بقرار قضائي من أعلى سلطة بالمملكة الأردنية، تصدرت الواجهة من جديد في الأيام الماضية، بعد ضلوعها في مخطط إرهابي، ثم صدور قرار حكومي بحظرها اليوم الأربعاء.
والأسبوع الماضي، أعلنت دائرة المخابرات العامة الأردنية، إحباط مخططات "تهدف للمساس بالأمن الوطني" شملت "تصنيع صواريخ وحيازة مواد متفجرة"، مؤكدة توقيف 16 شخصا متورطا فيها.
وشملت تلك المخططات ما يلي: تصنيع صواريخ بأدوات محلية وأخرى جرى استيرادها من الخارج لغايات غير مشروعة، وحيازة مواد متفجرة وأسلحة نارية وإخفاء صاروخ مُجهز للاستخدام، ومشروعا لتصنيع طائرات مسيرة، وتجنيد وتدريب عناصر داخل المملكة وإخضاعها للتدريب بالخارج.
التصاق بالإرهاب
وهذه ليست أول مرة تتورط فيها الجماعة في إرهاب مباشر، إذ سبق وأن أشاد 4 نواب من جبهة العمل الإسلامي قبل سنوات، بالإرهابي العراقي أبو مصعب الزرقاوي، وهو أحد قادة تنظيم «القاعدة» رغم أن 59 بالمائة من الأردنيين كانوا يعتبرونه إرهابيا.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2014، ألقت السلطات الأردنية القبض على 31 شخصاً متهمين بالانتماء إلى خلية إخوانية تقوم بنقل أسلحة وأموال إلى إرهابيين مشتبه بهم في الضفة الغربية، واتُّهم المشتبه بهم كذلك بإنشاء جناح مسلح سري لجماعة الإخوان في الأردن.
مخططات ضد الدولة، أفقدت الجماعة أي تعاطف شعبي معها في الأردن، خاصة وأن الشارع في المملكة يعتز باستقراره، ويعتبره خطا أحمر لا يجوز تجاوزه من أي طرف كان.
بل إن العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، اتهم علناً قادة الإخوان بأنهم “ذئاب في ثياب حملان”، وذلك في مقابلة مع مجلة "أتلانتيك" عام 2013.
تاريخ الإخوان
يعود أول ظهور لجماعة الإخوان في الأردن إلى أربعينيات القرن الماضي، ومنحتها الحكومة رخصة في العام التالي كجمعية خيرية تابعة لجماعة الإخوان المصرية.
وفي عام 1953، منحت الحكومة الجماعة ترخيصاً ثانياً للعمل كمنظمة دينية إسلامية.
ويشير السفير الأمريكي الأسبق في العاصمة الأردنية، إدوارد غنيم، في برقية كتبها قبل أكثر من عقدين، إلى أن "جماعة الإخوان المسلمين الأردنية تأسست عام 1945 كامتداد لجماعة الإخوان المصرية».
وحول ظروف التأسيس، كتب في برقيته المؤرخة في أغسطس/آب 2003، يقول إن "الملك سمح لجماعة الإخوان بتصنيف نفسها مؤسسة إسلامية خلال فترة حظر فيها الأردن الأحزاب السياسية».
وتابع: «وعلى هذا النحو، تمكنت جماعة الإخوان من تطوير هيكلها التنظيمي والتأثير، بينما اضطرت الحركات السياسية الأخرى للعمل تحت الأرض".
وخلال السنوات الـ 40 الماضية، روجت الجماعة لمعتقداتها السياسية من خلال سيطرتها على الجمعيات المهنية وعبر أنشطتها الاجتماعية وبرامج رعاية متواضعة نسبيا وجهود إعلامية.
وجاءت نقطة التحول الرئيسية في مسار الجماعة بالأردن، في بداية التسعينيات، حين أسست حزبها جبهة العمل الإسلامي، وصدرت وجوه تظهر اعتدالا، في محاولة لتحقيق المزيد من الانتشار بالمجتمع، وفق كتاب "الجماعة الحائرة" الصادر قبل سنوات.
لكن الأمر لم يدم طويلا، إذ ضربت الانقسامات الجماعة، ولعب صعود حركة "حماس" في فلسطين دورا في مفاقمة الانقسامات في ذلك الوقت، واستمر الأمر حتى نهاية التسعينيات.
الهيكل والأذرع
وفي الوقت الحالي، يشار إلى الحركة الإسلامية في الأردن على أنها جماعة الإخوان بالمملكة وحزبها السياسي جبهة العمل الإسلامي، ولكل طرف هيكلة قيادية منفصلة ولكن كلاهما يخضعان لمجلس الشورى.
يتألف مجلس الشورى من 50 عضوا، 33-35 منهم يتم انتخابهم من قبل الفروع المحلية للإخوان، و12 يتم انتخابهم من إخوان الأردن خارج المملكة، و5 آخرين يتم تعيينهم كمراقبين من قبل الأعضاء الـ 45، ويصوت جميع الأعضاء لتحديد قيادة الإخوان.
وطوال العقود الماضية، استغلت جماعة الإخوان القضايا الحساسة بالنسبة للأردنيين، مثل الهجمات الإسرائيلية في غزة، من أجل اكتساب تأييد الأردنيين
الأكثر من ذلك، تملك جماعة الإخوان في الأردن قنوات تمويل عدة، إذ كتب السفير الأمريكي في العاصمة الأردنية عمان قبل عقدين، ديفيد هيل، في برقية سرية، إن «مؤسسات الجمعية (الإخوان) تقدر بنحو 700 مليون دولار أمريكي"، مشيرا إلى أنها "توفر للإخوان وجبهة العمل الإسلامي مصدر رعاية وعمق مؤسسي".
وجماعة الإخوان في الأردن منحلة بأمر قضائي، صدر عن محكمة التمييز، أعلى سلطة قضائية في الأردن، في 2020، لكن نشاطها منذ ذلك الحين، يتصدره حزب جبهة العمل الإسلامي، وتتوارى هياكل الجماعة في الخلفية.
وبقرار الحكومة الأردنية الصادر اليوم، باتت الجماعة محظورة نهائيا، وتصادر الحكومة ممتلكانها، ما يطوي صفحتها في البلاد.