مسلسل "الاختيار 3" يكشف ستر الإخوان.. التجسس على الصديق والعدو
يستمر مسلسل "الاختيار 3" في كشف خبايا تنظيم الإخوان المسلمين في مصر، وإسقاط أوراق التوت عن عورات الجماعة الإرهابية.
وأوضحت مشاهد موثقة في ثنايا المسلسل الدرامي، ملامح عن "جهاز استخبارات الإخوان"، الذي استخدمه التنظيم للتجسس، ليس فقط على الخصوم السياسيين، بل أيضا أتباعهم والمتحالفين معهم.
ووثق مسلسل "الاختيار 3"، في مشاهد حية خلال حلقات سابقة، تجسس وتنصت الإخوان على خصومهم السياسيين.
رصد مكالمات الأعداء والخصوم
وكشفت إحدى حلقات المسلسل حديثا لمحمود عزت؛ القائم بأعمال مرشد الإخوان، خلال اجتماع لمكتب الإرشاد، موجهًا خطابه إلى محمد بديع المرشد العام للجماعة، أن "المستشار أحمد الزند ونادي القضاة حشدوا القضاة والمستشارين اعتراضا على قرار محمد مرسي، بإقالة النائب العام، وأنهم رصدوا مكالمات بينهم تبين تمسكه بمنصبه كنائب عام".
ولم يقف الأمر عند الخصوم، حيث أظهرت مشاهد أخرى تنصت الجماعة على عناصر الحركة السلفية في مصر، والتي كان يرتبط معها تنظيم الإخوان بتحالف قبل وأثناء حكم محمد مرسي لمصر.
وأظهرت إحدى حلقات المسلسل تسجيلا مرئيا للقيادي الإخواني خيرت الشاطر، الذي قام بتجسيد دوره الفنان خالد الصاوي، وهو يخاطب شخصا آخر قائلا: "أنا مش بتاع مخابرات لكن بزرع ناس وسطهم (السلفيين)، وأتابع كل تفاصيلهم وأي شيء فيه قلق أو خطر أحاول أن أعالجه، وعندما أجد معلومة موجودة بكلم (أبلغ) أمن الدولة".
كما أطلقت قيادات إخوانية خلال عام حكم الإخوان، مثل خيرت الشاطر وعصام العريان، تهديدات للقوى السياسية بامتلاك الجماعة تسجيلات صوتية ومقاطع فيديو، وهو ما يعتبر اعترافاً ضمنياً بتجسسهم على معارضيهم.
جهاز استخبارات إخواني
ويرى هشام النجار الخبير في شؤون حركات الإسلام السياسي، في حديث لـ"العين الإخبارية"، أن جهاز استخبارات الإخوان يضمن للجماعة وقادتها منع التحركات المناهضة داخلها، ومحاولات التسرب والانشقاقات.
وأردف في هذا الصدد، أن الجهاز هو المسؤول عن إخراج مجموعة من أطلق عليهم الإصلاحيون والرافضون لسيطرة القطبيين على الجماعة؛ لمنع صعود الأصوات المناهضة للقيادة.
ولا تتوقف وظيفة جهاز استخبارات الإخوان عند هذا الحد -والحديث للنجار- بل يتجسس على عائلات عناصر الإخوان وأقاربهم، والهدف ضمان الولاء التام والحيلولة دون أي تحركات تمرد أو انشقاق أو عصيان.
وأكد النجار على تنامي نفوذ هذا الجهاز داخل الإخوان بعد سيطرة المجموعة القطبية بقيادة محمد بديع ومحمود عزت وخيرت الشاطر، على مقاليد الجماعة.
المؤسس البنا "إمام" التجسس
وتتحدث أدبيات الإخوان وكتب التنظيم عن أن هناك "جهاز مخابرات" ملحقا بالتنظيم الإخواني كان يستخدمه المؤسس الأول للتنظيم حسن البنا، في التنصت والتجسس ومتابعة خصوم للتنظيم والأحزاب السياسية، التي كان يرى التنظيم أنها تنافسه في الوصول للسلطة.
ولم يقتصر الجهاز الأمني التابع للإخوان والذي أسسه حسن البنا على دوره في متابعة ومراقبة خصوم الإخوان، وإنما كان هناك جزء من الدور الذي يقوم به جهاز المخابرات لمتابعة بعض أعضاء الإخوان المحتمل انضمامهم للتنظيم.
ويذكر عمرو فاروق الباحث في شؤون حركات الإسلام السياسي، في مقال سابق له أن "الإخواني محمود عساف، قال في مذكراته، إن (البنا طالبهم باختراق الأحزاب والهيئات الأخرى والمؤسسات الحكومية)، وأنه تولى الإشراف على جهاز (مخابرات الإخوان)".
كما نبه أن القيادي الإخواني أحمد عادل كمال ذكر في كتابه (النقط فوق الحروف): تحت عنوان (مخابرات الإخوان): "وكان يتبع النظام الخاص قسم يبدو أنه أنشئ مبكراً فأدخل بعض إخوان النظام في الأحزاب والهيئات الأخرى بمصر حتى نكون يقظين لما يجري على الصعيد السياسي".
ولفت فاروق إلى تزامن تأسيس جهاز استخبارات الإخوان كجناح متسق مع تشكيل الكيان المسلح المعروف بـ(النظام الخاص)، ونفذ عددا من عمليات الاغتيالات ضد رموز الحكومة المصرية، ابتداءً من المرحلة الملكية مرورا بعهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وعهد الرئيس السادات، انتهاءً بمرحلة ما بعد سقوط الجماعة في يونيو/حزيران 2013.
وانقسمت آلية عمل المنظومة المعلوماتية للإخوان، إلى قسم "المعلومات الخارجية"، ويستهدف متابعة مختلف المؤسسات العاملة في النطاق المصري، وقسم المعلومات الداخلية، وانحصر دوره في مراقبة اللجان التنظيمية والقائمين عليها وأفرادها، لمعرفة كل ما يدور داخلها، ما يعني أن الجماعة تجسّست على عناصرها وقياداتها
ويبرهن على حديث فاروق أنه في منتصف عام 2012، تقدّم عدد من الصحفيين المصريين بمحضر رسمي (رقمه 1130 لسنة 2012/إداري) اتّهموا فيه جماعة الإخوان باختراق بريدهم الشخصي، والتجسس عليهم بعد استقبالهم رابطاً من بريد إلكتروني معروف لموقع تابع للجماعة. وحمل البريد فيروسات للاختراق.
كما تقدم عبدالحليم زيتون، عضو حزب الكرامة والتيار الشعبي، ببلاغ (رقمه 4624/جنوب الجيزة) ضد قيادات الإخوان، بتهمة التجسس على اجتماعاتهم من خلال كاميرات مراقبة دقيقة وُضعت في مقارهم لرصد الأنشطة الخاصة بالقوى السياسية في تلك المرحلة.
aXA6IDE4LjE4OC4xMTMuMTg5IA== جزيرة ام اند امز