بعد صدمة مصافحة المونديال.. من الخاسر الأكبر جراء تحسن علاقات مصر وتركيا؟
بعد صدمة "مصافحة المونديال"، أصيب تنظيم الإخوان "بخيبة أمل"، خوفًا من مصير مظلم ينتظره، مع تحسن العلاقات بين أنقرة والقاهرة.
ولأول مرة، صافح الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، نظيره التركي رجب طيب أردوغان، على هامش افتتاح مونديال قطر، قبل أيام، في لقاء أتبعه البلدان بتصريحات تؤكد استمرار العمل على خطوات نحو "تطبيع العلاقات".
إلا أنه ومنذ انتشار صورة مصافحة الرئيسين المصري والتركي وتعقيب الدولتين عليها، وامتلأت صفحات قيادات تنظيم الإخوان "الإرهابي"، بالكثير من التأويلات لتلك اللقطة.
فبينما "غالى" فريق في الانتقاد، حاول الآخر تبرير المصافحة مدعين أنها لن تؤثر كثيرًا على موقف تنظيم الإخوان على الأراضي التركية، مشيرين إلى أن أنقرة "قادرة" على إدارة الأزمات والتناقضات والمصالح مع العالم الخارجي.
انقسام "الإخوان" في رؤيتهم لمصافحة الرئيسين المصري والتركي، ما هو إلا انعكاس للانقسام الذي يضرب جبهاته، بحسب مراقبين أكدوا أن التنظيم سيكون أول الخاسرين من هذه المصافحة.
الخاسر الأكبر
وعن ذلك، يقول عضو مجلس الشيوخ المصري عماد الدين حسين، إنه بينما سيكون الشعوب المصرية والتركية والليبية ومنطقة شرق المتوسط والمنطقة العربية عموما، المستفيد الأول من تحسن العلاقات بين أنقرة والقاهرة، يقف تنظيم الإخوان في أول صفوف الخاسرين.
وأوضح السياسي المصري، في مقال نشره بصحيفة "الشروق" المحلية، أن تنظيم الإخوان وأنصاره والمتعاطفين معه والدائرين في فلكه، "أكثر من أصيبوا بالصدمة من المصافحة بين الرئيسين عبدالفتاح السيسي ورجب طيب أردوغان"، على هامش حفل افتتاح كأس العالم في الدوحة.
وأشار إلى أن تنظيم الإخوان مهدد بفقدان الحاضنة السياسية والمعنوية والإعلامية والمكانية والمالية التي حصل عليها في تركيا، مؤكدًا فشل التنظيم فشلا ذريعا، ولكونه بات عبئا على أنقرة، التي قررت التخلي عنهم.
عضو مجلس الشيوخ المصري، قال إن تنظيم الإخوان لم يفكر أن الأنظمة التي استعملته لتحقيق مصالحها، يمكنها أن "تستغني عنه" من أجل مصالحها أيضا، مشيرًا إلى أن بعض منصات التنظيم، لا تريد أن تصدق أن أردوغان يحاول منذ عام ونصف العام تقريبا مصالحة الدولة المصرية، رغم كل الدلائل والمؤشرات الواضحة ومنها إغلاق معظم منصاتهم الإعلامية، وطرد بعض إعلامييهم، بل وطرد بعض قادتهم أو القبض عليهم لمخالفتهم تعليمات عدم مهاجمة الدولة المصرية ونظامها.
لا أوراق للمساومة
وأكد عماد الدين حسين، أن تنظيم الإخوان لم يعد يملك من أوراق الآن إلا الاصطياد في ماء الأزمة الاقتصادية بمصر، والتحريض على القاهرة والنظام عبر مواقع التواصل الاجتماعي، محذرًا من أنه قد يلجأ للعنف والإرهاب، كما هدد أحد أجنحته بذلك أخيرا.
بدروه، قال البرلماني المصري السابق مصطفى بكري، إن تصافح الرئيسين كان بمثابة "صفعة" على وجه تنظيم الإخوان، مشيرًا إلى أن "الشعب المصري كان ذكيا عندما لفظ الإخوان، ولم يستجب لدعواتهم الرامية إلى إسقاط الدولة".
وفي برنامجه المذاع على إحدى القنوات المحلية، قال البرلماني السابق، إن "الشعب المصري يرفض إعادة سيناريو مشهد الخراب والدمار والقتل"، مشيرًا إلى أنه "يدرك جيدا قيمة الحفاظ على وطنه".
تطبيع العلاقات
وكان فؤاد أوقطاي نائب الرئيس التركي، أكد في تصريحات بثتها وكالة "الأناضول"، يوم الجمعة، استمرار تطبيع العلاقات مع مصر في "إطار الإرادة المشتركة للجانبين والمصالح والاحترام المتبادل".
وفي كلمة أمام لجنة الموازنة بالبرلمان التركي، قال أوقطاي، إن التحولات الجيوسياسية الأخيرة في الشرق الأوسط انعكست على مقاربات دول المنطقة أيضا، مشيرًا إلى أن الموقف التركي المتمثل بإعطاء الأولوية للتعاون الإقليمي أثمر عن فتح حقبة جديدة في العلاقات مع بلدان المنطقة.
وتابع: "تستمر اتصالاتنا مع مصر لتطبيع العلاقات في إطار الإرادة المشتركة للجانبين والمصالح المشتركة والاحترام المتبادل"، مضيفًا: "قمنا وسنواصل القيام بكل ما تتطلبه مصالح بلدنا وشعبنا".
aXA6IDMuMTMzLjEwNy4xMSA= جزيرة ام اند امز