الإخوان بالسعودية.. عقود من نكران الجميل
قطاع التعليم بالسعودية تبدل وتغير حاله عقب بث الإخوان أفكارهم المتطرفه فيه بعد عام 1979.
"بالطبع سنقضي على التشدد، فلا توجد دولة في العالم تقبل أن تعرض نظامها التعليمي لغزو من أي جماعة متطرفة".. بهذه العبارة تعهد الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، بالقضاء على التشدد في النظام التعليمي داخل مدارس المملكة العربية السعودية.
وأوضح ولي العهد السعودي، خلال مقابلته مع برنامج " 60 دقيقة" الذي أذيع على شبكة سي بي أس نيوز الأمريكية، الإثنين، أن المدارس السعودية تعرضت لغزو من عناصر جماعة الإخوان، مؤكدًا أن بعض عناصر الجماعة مازالت موجودة، وفي القريب العاجل سيتم القضاء عليهم نهائيًا.
وفي المقابل رد تنظيم الإخوان الإرهابي على حديث الأمير محمد بن سلمان بكذبة جديدة، إذ زعم نائب مرشد الجماعة الإرهابية إبراهيم منير، أن"تعهد ولي العهد بالقضاء على ما تبقى من فكر الإخوان داخل بلاده نكران للجميل".
الإخوان ناكرون للجميل
ادعاءات وافتراءات التنظيم الإرهابي لم تتوقف عند هذا الحد بل زاد عليها القيادي الإخواني، مستكملاً كذبه بأن " فكر الإخوان هو الذي وقف أمام المد الخطير الذي استهدف المملكة".
واعتبر ماهر فرغلي، الباحث المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية، أن تصريحات الجماعة الإرهابية، بعيدة كل البعد عن الحقيقة، مؤكدًا أن الإخوان ناكون الجميل للمملكة العربية السعودية، خاصة أنهم تغلغلوا داخل المجتمع السعودي خلال فترتي الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي.
وأضاف في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، استفاد الإخوان من الوجود بالسعودية عبر الحصول على رواتب وأموال وتأسيس شركات والتوغل داخل المؤسسة التعليمية".
واتفق خالد الزعفراني، الخبير في شؤون الحركات الإسلامية، مع التحليل السابق، قائلًا: "تمدد وجود الإخونجية في السعودية خلال العقود الماضية، ناشرين فكرهم المتطرف في بعض الهيئات والمؤسسات"، موضحًا أن المدارس السعودية تعرضت لغزو إخواني عبر المناهج والأفكار المتطرفة".
الفكر القطبي
وبث تنظيم الإخوان الإرهابي تطرفه داخل السعودية عقب نشوب خلاف بينهم وبين الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر، ومع مرور الوقت تبدل شكل المجتمع السعودي وتغير الحال داخل قطاع التعليم وبخاصة بعد عام 1979.
وأوضح الأمير محمد بن سلمان أن السعودية تبذل مساعي حثيثة لمواجهة التطرف، الذي انتشر في نواحي المجتمع، مؤكدًا أن الجيل الحالي كان أكثر الضحايا لبعض الممارسات المتطرفة.
وقال الزعفراني إن الإخوان بثوا هذا التطرف عبر إنشاء المدارس والفنادق والمؤسسات الخاصة بهم، مستهدفين أماكن حيوية ومهمة داخل المؤسسة التعليمية بالمملكة.
واعتبر الخبيران المصريان أن سيطرة الفكر الإخواني على بعض المدارس، كان أخطر مراحل تمدد الإرهاب خاصة مع تبني الكثيرين من الفكر المتطرف لـ"سيد قطب".
نكبة الإخوان
الأمير محمد بن سلمان في حديثه للشبكة الأمريكية شدد على ضرورة المساواة بين الرجل والمرأة، بقوله: "جميعنا بشر ولا فرق بيننا، وستطلق مبادرات ستبدأ في المستقبل القريب لإعداد تشريعات تضمن المساواة في الرواتب بين المرأة والرجل داخل بلاده".
وفي الآونة الأخيرة، رفعت السعودية أي محظورات فرضت على المرأة خلال العقود الماضية؛ إذ تصبح للمرأة مطلق الحرية في حضور مباريات كرة القدم بالملاعب، إضافة إلى قيادة السيارات.
ورأي ماهر فرغلي، أن التيار القطبي حمل مخاطر كبيرة، خاصة أن الإرهابيين الذين انضموا إلى تنظيم القاعدة خرجوا من رحم الإخوان.
وأرجع الزعفراني سرعة انتشار الأفكار المتطرفة، إلى الثروات الضخمة التي استطاع أعضاء التنظيم الحصول عليها من العمل بالشركات الكبرى، ما أسهم في انضمام بعضهم إلى تنظيم القاعدة.
وحمل ولي العهد السعودي، تيار الصحوة مسؤولية انتشار الفكر المتطرف طوال الـ30 عاما الماضية، منوها إلى أن التيار هيمن على السعودية 30 عاما، وأن زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن أحدث شرخا كبيرا بين الشرق الأوسط والغرب.