سياسة
مؤسس "حسم" يفضح نوايا تيار الإخوان الثالث.. دعوات للعنف "بلا صدى"
في محاولة لإحداث زخم بعد موت إكلينيكي وتآكل التنظيم وتفتته، يعكف ما يعرف بـ"التيار الثالث" في تنظيم الإخوان الإرهابي على اللعب على المظلومية والأزمات الاقتصادية كستار وواجهة للترويج للعنف، وتنفيذ أنشطة إرهابية، وإعادة تدوير نفسه مجددًا.
فالعنف هو أحد مرتكزات تنظيم الإخوان الفكرية والحركية، فلم يتخل عنه، ولن يتخلّى، حيث بات عنوانًا ومنهجًا يؤمن به أعضاء التنظيم مهما حاولوا التسويق لأنفسهم بأنهم "جماعة دعوية"، فمن رحم التنظيم خرجت كل جماعات العنف.
فبعد الإعلان عن وثيقة تتضمن إعادة فتح جبهة صراع مع السلطات المصرية وحمل السلاح، والدعوة لإشعال الاحتراب الداخلي في مصر، جاءت تغريدة لمؤسس حركة حسم الإرهابية، يحيى موسى، مضمونها أنهم "يسعون لإسقاط السلطة بأي وسيلة" لتؤكد علاقة التنظيم القوية والقديمة والمتأصلة بالعنف والأفكار الإرهابية.
يحيى السيد إبراهيم محمد موسى، وشهرته يحيى موسى، هو أحد مؤسسي حركة حسم الإرهابية، مع علاء السماحي، ومن بين أبرز العمليات الإرهابية التي أدارها "موسى" عملية اغتيال الشهيد المستشار هشام بركات، في يونيو/حزيران 2015، حيث اعترف منفذو الجريمة تلقيهم تكليفا من "موسى" لتنفيذ مخططهم، وأدرجته وزارة الخزانة الأمريكية ضمن قوائم الإرهاب.
رسالة تحمل مضمونيّن
وتعقيبا على تغريدة موسى، قال عضو الإخوان المنشق والباحث في الحركات الإسلامية إسلام الكتاتني، إن حديث مؤسس حركة حسم الإرهابية يحمل مضمونين اثنين، الأول هو عودة الخلايا النوعية لعمل مسلح ضد الدولة المصرية مع محاولات جذب موالين لإحداث حراك ثوري ومن ثم استغلاله لتنفيذ مخططاتهم.
وأضاف الكتاتني في حديثه لـ"العين الإخبارية" أن أنصار التيار الثالث يخططون لحدوث شرارة اشتباكات وذلك بعد ترتيب الأوراق وتنظيم الصفوف وتدريب إرهابيين في عدد من الدول الأفريقية على سيناريوهات مشابهة.
أما المضمون الثاني فهو محاولة للضغط وإرباك وإجهاد الدولة التي تترقب فعالية عالمية وهي قمة المناخ والتي ستشهد حضورا دوليا واسعا، أعضاء التيار الثالث يحاولون استغلال القمة والحضور في محاولة تشويه صورة البلاد عبر الدعوة لتظاهرات.
وأشار إلى أن تنظيم الإخوان يعمل على دغدغة عواطف المصريين واستغلال الأزمة الاقتصادية في محاولة لدفع الناس للشوارع رغم أنها أزمة عالمية "يحاولون دفع الناس للميادين بكل الوسائل وإدارة الأزمة عن بعد وفي حال النجاح يقزون على السلطة بالدماء والمليشيات المسلحة".
شو ومحاولة للظهور
الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية عمرو عبدالمنعم، اعتبر، في حديث لـ"العين الإخبارية"، أن حديث القيادي الإخواني والموضوع تحت الإقامة الجبرية في إسطنبول "شو ليس فأكثر".
حديث عبدالمنعم وافقه مؤسس حركة "تمرد الجماعة الإسلامية"، وليد البرش، مؤكدا أن الخلايا النائمة والنوعية للإخوان في مصر تم القضاء عليها من الأمن.
ضغط من أجل مكاسب
وبحسب البرش في حديثه لــ" العين الإخبارية"، فإن ما يحدث الآن هو محاولة من الجماعة للاستثمار في حالة الأوضاع الاقتصادية التي يشهدها العالم كله وليس مصر وحدها في محاولة لتأجيج المصريين دون فائدة.
وأشار إلى أنهم يحاولون إرسال رسالة إلى السلطات المصرية بأننا "موجودون ولدينا بعض الأوراق للعب بها" في محاولة لفتح أي ثغرات للتفاوض خاصة بعد تصريح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أنه "لا تصالح مع أولياء الدم وأهل الشر (الإخوان)".
وبينما اعتبر أن أعضاء الجبهات الثلاث من جماعة الإخوان يتمنون أن تتعطف عليهم الدولة المصرية بالمصالحة، إلا أنهم "رغم ذلك قاموا بتدريب أفراد على السلاح في مالي والصومال لاستخدامهم وقت الحاجة".
حركة حسم
نشاط "حسم" بدأ في 2014 بمصر، تحت مسمى "حركة العقاب والحسم الثوري"، وكانت حينها واحدة من خلايا مسلحة صغيرة شكلها الإخوان من أتباعهم والنافرين من تنظيمات أخرى، وذلك ما فسر الطابع "الهاوي" والعشوائي لعمليات الفصيل حتى العام 2015.
لاحقا، رأى التنظيم الأم أن الفصيل بحاجة إلى تطوير تنظيمي يمنحه أدوات قادرة على إحداث صدى إعلامي أكبر، وهو عادة ما تؤمنه العمليات الدموية ذات المحصلة المدوية.
وبالفعل، اختفى المسمى الأول عن الساحة، ليظهر "حسم" بعد إعادة هيكلة وتجميع عناصر منتقاة وفق مواصفات عالية، في رهان بدا حاسما بالنسبة لجماعة الإخوان على تطوير عملها المسلح.
وعلى خطى منبعها، حاولت الحركة تغليف ممارساتها بشعارات دينية لتبرير عملها الإرهابي، لكنها فشلت في ذلك بشكل ذريع، حيث سرعان ما تأكد أنها تنظيم سياسي بذراع عسكري ولد من رحم الإخوان، ويتحرك من منطلقات سياسية ثأرية، بعيدا عن التنظيمات الأيديولوجية التقليدية.
حاول الفصيل الاستفادة من التقلبات العالمية، كما ناور في أساليبه محاولا تفادي أخطاء الجماعة الأم، فلجأ إلى التركيز على نقاط جذب مختلفة لاستقطاب التعاطف والتأييد، مستخدما شعار "المظالم السياسية والاجتماعية" الزائف.
لكن حتى هذه الورقة سرعان ما احترقت بلهيب تنامي الوعي السياسي والمجتمعي بمخاطر الإخوان، فانفضحت استراتيجية التنظيم المبنية على توظيف الأدبيات السياسية والعنف الثأري بتأليب الشارع والركوب على الفوضى، خدمة لأجندات سياسية بحتة هدفها الخراب.
aXA6IDMuMTQxLjIuMTkxIA==
جزيرة ام اند امز