لعبة نرد إخوانية في غرفة مظلمة.. خبراء: مناورة "الوثيقة" فاشلة
بـ"يأس شديد" تعكسه الكلمات، ومكر "معتاد" تبطنه العبارات، حاولت جماعة الإخوان الإرهابية، هندسة ما تأمل أن يكون "عودة" للمشهد السياسي.
لكن اللعب بالكلمات، وهندسة العبارات لإخفاء الأطماع والأهداف الحقيقية، لم يعد يخدع الشعب المصري، والمتابعين للمشهد السياسي، أو المراقبين للتطورات داخل الإخوان نفسها.
وكانت الإخوان الإرهابية، أنهت مؤخرا ما يمكن وصفه "ببياتها الصيفي"، بإطلاق ما أسمته "الوثيقة الأولى.. الإصدار السياسي لتيار التغيير بالجماعة"، حاولت فيها الاعتراف بالوقوع وحلفائها في أخطاء.
هذه الخطوة اليائسة ربما كانت ضربة في جدران عدة، أولها الأمل في جذب مؤيدين للجماعة بعد أن لفظها المجتمع، أو محاولة لـ"توحيد" صفوفها التي تشرذمت بفعل الانقسام الذي ضرب رأس التنظيم.
وبحسب خبراء تحدثوا لـ"العين الإخبارية" حول مدى نجاح رمية النرد الإخوانية الأخيرة، فإن عودة الجماعة إلى المشهد مستبعدة، خاصة بعد انكشاف أمرها وظهور حقيقتها أمام الشعوب العربية.
وفي هذا الإطار، يقول الباحث المصري المختص بالإسلام السياسي، عمرو فاروق، إن عودة الإخوان إلى المشهد أو الساحة يخضع لعدة أمور، ولكنه مستبعد في الوقت نفسه.
ويضيف فاروق في حديثه لــ"العين الإخبارية" إن الطرح الأخير يعود للتيار البديل أو الثالث كما يطلق عليه داخل الإخوان، "وهم مجموعة تحاول الاستفادة من السيولة التنظيمية داخل الجماعة وسط صراع بين جبهتي محمود حسين الأمين العام السابق للجماعة وإبراهيم منير القائم بأعمال مرشد الإخوان، على القيادة".
ولفت إلى أن هذا التيار لديه أهداف سياسية من وراء طرح وثيقته المفخخة، مشيرا إلى أن الجماعة تعمل على خداع الرأي العام والقوى السياسية من خلال تأكيدها على أنها جماعة ضغط وليس لها مطامع سياسية في الحكم أو السلطة.
وأضاف أن الإخوان تقدم نفسها للمصريين في صورة المخلص، مستغلة الأزمات الداخلية الاقتصادية المحلية والدولية.
وحذر الباحث المصري، من الانخداع بوثائق الجماعة وعودتها مرة أخرى، مؤكدا أن الإخوان هي إحدى أدوات المخطط الدولي لتفتيت المنطقة العربية، وواحدة من الأوراق الرابحة للدول الراعية للإرهاب لتمرير أجنداتها.
وشدد على أن الإسلام السياسي سيظل ورقة المخابرات الغربية لتمرير مخططاتها وأجنداتها بالمنطقة، حتى وإن كان هذا الملف يمر بالصعود والهبوط خلال المرحلة المقبلة.
جبهة قطبية
ويتابع فاروق في حديثه أن مجموعة "الكمالين" أو التيار الثالث داخل الإخوان، تعتمد على مبادئ وأفكار سيد قطب، وهذا معناه أنها جبهة قطبية (نسبة لقطب)، التحمت مع الجبهة السلفية الجهادية؛ وهي تكفيرية مسلحة ويقودها خالد سعيد المتهم بالإشراف على معسكرات العناصر الإرهابية في العراق وسوريا وليبيا.
وأضاف فاروق أن هذه المجموعة تحرض بشكل مستمر على استهداف الدولة المصرية، متابعا أن هذه المجموعة تسير في طريق الشرعية الثورية ولم تعد تعترف بفكرة التغيير من أسفل "مدرسة حسن البنا" وصناعة جيل النصر المنشود كما ذكر البنا في مذكراته.
بدلا من ذلك، تعتمد هذه المجموعة المدرسة القطبية التي ترى التغيير من أعلى، وفق الباحث المصري المتخصص في الإسلام السياسي.
فاروق قال أيضا إنه "في حال تطبيق الوثيقة الإخوانية على أرض الواقع، فستصبح كلاما فقط على ورق لأن أجهزة الدولة المصرية قوية، كمان أن الشعب المصري يفهم جيدا مخطط جماعة الإخوان ومخططات التقسيم لأنه عاش التجربة في السابق".
وتابع أن الدولة المصرية تعمل تحسبا لاستغلال الإخوان، للأجيال الجديدة من خلال مشروع رفع الوعي وفضح الجماعة أمام هذه الأجيال عبر الإعلام والدراما وبرامج إعداد القادة والأكاديمية الوطنية للتدريب".
وأكد الباحث المصري على ضرورة تفنيد أفكار الجماعة للأجيال الجديدة خاصة في ظل انتشارها على مواقع السوشيال ميديا والمنصات الحديثة ومحاولتها مخاطبة العقل الجمعي.
واستبعد فاروق حدوث أي شيء مما طالب به التيار الثالث أو عودة الإخوان للمشهد السياسي في ظل انتشار الوعي الحكومي والشعبي والقيادي وكذلك الوعي بين النخبة السياسية، بما تخطط له الجماعة الإرهابية.
الخبير المصري المتخصص في شؤون الحركات الأصولية، أحمد بان، قال بدوره إن الإخوان تنظيم سقط سياسي وأخلاقي وتنظيمي وتنهشه الخلافات حول المصالح والأموال.
وأكد بان في حديثه لــ" العين الإخبارية" أن التنظيم بات مكشوفا أمام أعضائه وأمام العالم، ولن تفلح صيغة سياسية حافلة بالرطانة اللغوية فى صرف الناس عن حقيقة أفكار الجماعة الفاسدة، والتي تم اختبارها فى تجربتي حكم طويلة فى السودان وقصيرة فى مصر.
aXA6IDE4LjExNy45NC43NyA= جزيرة ام اند امز