«الإخوان» تغازل تركيا بزمن فات.. ما علاقة «طوفان» حماس بفتح القسطنطينية؟
بكلمات لسياسيين أتراك بارزين، وباستحضار لشخصيات مؤثرة، حاول تنظيم الإخوان مغازلة أنقرة، في مناورة؛ آملا أن تقوده إلى تخفيف تضييق الخناق المفروض عليه.
فبرفض منح التأشيرات، وسحب الجنسية من بعض عناصر الإخوان، إضافة إلى منع بث قنوات كانت تهاجم مصر، وسائل عدة شددت بها تركيا من قبضتها على عناصر تنظيم الإخوان القابعين على أراضيها، في إطار سعيها للتقارب مع القاهرة.
وفي مواجهة تلك الإجراءات، لا يكل تنظيم الإخوان عن استغلال أي فرصة لخطب ود تركيا ومغازلتها برسائل؛ آملا أن تفلح محاولاته، في ممارسة أنشطته «الخبيثة» مرة أخرى.
فما آخر مساعي الإخوان؟
في احتفال نظمه تنظيم الإخوان بمناسبة ذكرى فتح القسطنطينية، في العاصمة التركية أنقرة، حاول عضو الهيئة الإدارية العليا والمتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين، صهيب عبدالمقصود، استدعاء الخلافة التي يأملون بعودتها، وربطها بأحداث الأقصى.
فشبه عبدالمقصود في كلمته التي بثها موقع الإخوان الرسمي، منفذي طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بالسلطان محمد الفاتح، مشيرًا إلى أن الأخير «كان في العشرينيات من عمره عندما فتح القسطنطينية».
ولا يكل «الإخوان» عن الاستعانة بالماضي وترديد مفهوم الخلافة، ومحاولة استعادتها من بعثها، في مسعى لمحو معنى الأوطان التي لا يعترف بها التنظيم الإرهابي حدودًا.
ولم يكتف متحدث الإخوان بالنبش في الماضي ومحاولة استدعاء الخلافة لمغازلة أنقرة، بل استعان -كذلك- بكلمات لسياسيين أتراك بارزين، في معرض حديثه عن الشباب، الذي حثه على «الجهاد»؛ أبرزهم السياسي التركي ورئيس الوزراء الأسبق نجم الدين أربكان، الذي توفي في 27 فبراير/شباط 2011.
وطالب الإخواني عبدالمقصود بـ«الجهاد بالمال، والمناصرة الإعلامية، والضغط الشعبي، واستخدام الأدوات السياسية، والإسهام التخصصي» لـ«نصرة الأقصى»، دون أن يوضح ما الدور الذي قام به التنظيم الذي ينتمي إليه في نصرة القضية الفلسطينية.
هل يحاول الإخوان مغازلة تركيا؟
يقول مراقبون، إن «الإخوان» يحاول استدرار عطف تركيا، لإثنائها عن المضي قدمًا في التضييق على الإخوان، مشيرين إلى أن التنظيم المصنف إرهابيًا في بلدان عدة يسعى للفرار من المقصلة المتوقعة لعناصره.
وأكد المراقبون، أن التنظيم لم ينس في مسعاه لمغازلة تركيا، العزف على وتر الخلافة، ذلك «الحلم القديم الجديد»، الذي يمني نفسه وعناصره بتحقيقه يومًا، مستخدمًا الأسلوب نفسه، مما كشف عن إفلاس لدى التنظيم في الأفكار والطروحات.
وبحسب المراقبين، فإن الإخوان لا زال يحاول الدفع بقضية الأقصى في كل مناسبة لاستدرار العطف، ودغدغة مشاعر مؤيديه، دون أن يؤدي هو نفسه أي دور في نصرة القضية؛ فلم يدفع مثلا بالعناصر المسلحة التي شكلها في أعقاب ثورة 30 يونيو/حزيران 2013، للوقوف ضد الدولة المصرية، ولم يحرك المليشيات التابعة له والقابعة في بلدان يتمركز فيها إلى غزة، لمساندة حركة حماس، مكتفيا بالعبارات الرنانة التي اعتاد استخدامها.
فهل تلقت تركيا الإشارة؟
يقول الكاتب والباحث في حركات الإسلام السياسي عمرو عبد المنعم، في حديث سابق لـ«العين الإخبارية»، إن «الدولة التركية تعمل على الحد من نشاط جماعة الإخوان الإرهابية داخل تركيا منذ ما يقرب من عام، بعد عودة العلاقات تدريجيا مع مصر».
وحول مصير الإخوان في تركيا، قال الدكتور هشام النجار، الكاتب الصحفي والخبير السياسي المصري، في حديث سابق لـ«العين الإخبارية»، إن «أنقرة ستغض الطرف عن وجود الإخوان داخل تركيا وفقا لشروطها، وإذا ما تعامل التنظيم بعقلانية وداروا مع الاستدارة التركية».