الشابي وإخوان تونس.. رجل الرهانات الفاشلة يخوض مغامرته الأخيرة
بعد أن كان من أعداء الإخوان، دار الزمن "والمصالح" دورتهما، وتحول خصم الأمس، لحليف وطيد ومدافع عن سجل جرائم الجماعة في تونس.
أحمد نجيب الشابي رئيس جبهة الخلاص الإخوانية، قال مؤخرا إن زعيم الإخوان راشد الغنوشي "كتب الله له حياة استثنائية أحب من أحب وكره من كره".
ويتابع مدافعا عن رأس الإخوان: "عشرات السنين من النضال في السجون والمنافي ثمّ يصل للحكم ويبقى فيه لمدة 10 سنوات ثمّ يعود إلى السجن.. هذا لا نراه سوى في قصص التاريخ"، مضيفا: "سُجن الغنوشي لأجل كلمة قالها".
الشابي الشخصية اليسارية، أصبح يتخبط بين أفكاره السياسية وإدراكه لحقائق تنظيم الإخوان الإرهابي وزعيمه الذي أغرق تونس في الدم، وفق ما يراه مراقبون.
فالغنوشي الذي يغازله الشابي، يقبع في السجن منذ أبريل/نيسان 2023 ويواجه العديد من القضايا من بينها قضايا إرهاب وتآمر على أمن الدولة، فيما أصدر القضاء التونسي بحقه 3 مذكرات إيداع بالسجن.
وتعليقا على ذلك، يقول عبدالرزاق الرايس المحلل السياسي التونسي إن "أحمد نجيب الشابي أدرك أنه فشل في تحالفه مع الإخوان خاصة أنه لم يستطع استقطاب التونسيين"، لافتا إلى أنه "حتى الوقفات الاحتجاجية التي نظمتها جبهة الخلاص لم تستطع تجميع التونسيين، لذلك فهو يتخبط بين طموحاته وبين الواقع".
وتابع، في حديث لـ"العين الإخبارية"، أن "أحمد نجيب الشابي كان ينوي من خلال هذا التحالف أن يطرح نفسه بديلا، لأن هدفه الوحيد هو الكرسي، لكن رهانه لم يكن موفقا كالعادة".
وأضاف: "الشابي يحاول تعويض فشله في جميع الاستحقاقات الانتخابية السابقة بالاستثمار في الأزمات وفي المناخات المتعفنة، وعلى الرغم من ذلك فهو لم ينجح".
ومضى قائلا إن "الشابي يفشل دائما في اختيار الزمن السياسي المناسب وتشكيل التحالفات التي من شأنها أن تحقق أهدافه ومصالحه الخاصة".
من هو الشابي؟
وأحمد نجيب الشابي هو رئيس حزب الأمل ذي التوجه الاشتراكي القومي، ويحاول يائسا الوصول إلى السلطة، ويعتقد أن تحالفه مع الإخوان سيجعل منه رمزا سياسيا ينافس قيس سعيد في الانتخابات الرئاسية المقبلة لعام 2024، على ما يقول مراقبون.
لكنه أخفق كعادته في أن يتحول إلى رجل سياسة قادر على تجميع القوى التقدمية والحداثية وكل من يشاركونه الفكر والانتماء، فقرر التراجع خطوة للوراء والتحالف مع الأحزاب الإخوانية.
الشابي كان حليفا قويا للإخوان منذ عام 2005، من خلال "تحالف 18 أكتوبر"، إذ عمد إلى بعث حركة سياسية ساهمت بشكل كبير في تطبيع العلاقة بين الحركة الإخوانية والمجتمع التونسي، وخاض المعركة عوضا عنهم ضد نظام الرئيس التونسي الأسبق زين العابدين بن علي.
المفارقة أن حركة النهضة تنكرت بعد سقوط بن علي في 14 يناير/كانون الثاني 2011، لنجيب الشابي، حليفها التاريخي، وفضلت أن تدفع بالمنصف المرزوقي إلى رئاسة قصر قرطاج، بعد أن أطلقت على الأول "ذبابها الإلكتروني في حملات مستمرة لتقزيمه والاستهانة بتاريخه"، وفق المراقبين.
هذا الأمر جعل أحمد نجيب الشابي، يعارض حركة النهضة لفترة، قبل أن يعود بعد إجراءات 25 يوليو/تموز 2022 التي أطاحت بالجماعة من الحكم، لمغازلة الإخوان وطرح نفسه بديلا لتعويض خساراتها.