إخوان تونس بين الحنين للسلطة والاصطفاف خلف زمال.. وهم يتجدد
مع تحطم المشروع الإخواني على صخرة خارطة طريق يوليو/تموز 2021، حاول التنظيم وأذرعه السياسية العودة مجددًا، تارة بمغازلة الشارع وأخرى بتصدير الأزمات، في مساعٍ باءت بالفشل.
إلا أن آمال الإخوان لم تندثر، فتجددت مع اقتراب الانتخابات الرئاسية التونسية، التي ستعقد الشهر المقبل، فرغم استبعاد الإخواني عبداللطيف مكي من السباق نحو قصر قرطاج، غازلت أذرع التنظيم السياسية المرشح الرئاسي العياشي زمال، بعد أن «وجدت في برنامجه إشارات قد تعيدها وقياداتها التي باتت خلف القضبان مجددًا إلى الشارع السياسي»، بحسب مراقبين.
مغازلة حسمها الإخوان، ببيان صدر عن حزب ائتلاف الكرامة الذراع العنيفة للتنظيم، دعا فيه أنصاره لانتخاب العياشي زمال قائلا إن «برنامج زمال لا يتعارض مع رؤى ائتلاف الكرامة وأهدافه، وهو خطوة مهمة في مواجهة استعادة الديمقراطية».
في السياق نفسه، دعت قيادات بحركة النهضة إلى انتخاب زمال أيضا، بينهم صهر زعيم الإخوان راشد الغنوشي، رفيق عبد السلام الذي طالب بضرورة التصويت لصالح المرشح الرئاسي، قائلا: إن «التفاف جمهور انتخابي غاضب، وكتل سياسية معارضة، حول زمال جعل منه مرشحاً جدياً ومنافساً وازناً لسعيد».
ماذا يعني التفاف الإخوان خلف زمال؟
وقال المحلل السياسي التونسي محمد الميداني في حديث لـ«العين الإخبارية»، إن زمال غازل تنظيم الإخوان بتعهده بالإفراج عن السجناء السياسيين والعودة لدستور 2014 وإلغاء الدستور الجديد وتنظيم انتخابات برلمانية جديدة فور فوزه.
وتعهد العياشي زمال في برنامجه الانتخابي بإطلاق سراح السجناء السياسيين إضافة إلى تعليق دستور 2022، وإعادة المجلس الأعلى للقضاء والهيئة المؤقتة لمراقبة دستورية القوانين، وتشكيل هيئة انتخابات مستقلة وتنظيم انتخابات تشريعية، وانتخاب برلمان «يعبر عن إرادة التونسيين ويساهم في بناء حياة سياسية لائقة».
كما تعهّد بإعادة النظر في كامل المنظومة السجنية وأيضا بناء منظومة تقوم على المؤسسات من محكمة دستورية ومجلس أعلى للقضاء.
وحول تأثير دعوات الإخوان، قال المحلل السياسي التونسي، إن «دعوات أنصار الإخوان لانتخاب زمال ليس لها أي تأثير، خاصة وأن الشعب لفظهم وأطاح بهم بعد مظاهرات عارمة في 25 يوليو/تموز 2021، إضافة إلى أن تاريخ زمال الذي انطلق في 2019 يشير إلى أن أغلب التونسيين لا يعرفونه.
هل يعود الإخوان مجددا؟
يقول سرحان الناصري رئيس حزب التحالف من أجل تونس لـ«العين الإخبارية» إن «الإسلام السياسي لم ينته في تونس»، مشيرًا إلى أن «خلاياهم النائمة ما زالت تتحرك وهي تقف وراء دعم مرشح للانتخابات الرئاسية بعينه على أمل العودة للمشهد السياسي في المرحلة القادمة».
وأوضح أن تونس «تعيش مرحلة مهمة جدا في تاريخها، لذلك سيشارك حزبه في الانتخابات الرئاسية المقررة في السادس من أكتوبر/تشرين الأول المقبل، رافعا راية دعم الرئيس قيس سعيد للعبور إلى المرحلة القادمة باعتباره يقود منهجا إصلاحيا».
من هو العياشي زمال؟
- زمال (47 عاما) هو مهندس في الكيمياء
- انخرط في الحياة السياسية بعد أحداث 2011
- يرأس "حركة عازمون" التي تأسست عام 2022
- نائب سابق في البرلمان عن حزب "تحيا تونس"، الذي أسسه رئيس الحكومة الأسبق يوسف الشاهد.
- الأسبوع الماضي، حكم عليه بالسجن لمدة 6 أشهر بتهمة تزوير التزكيات الشعبية.
- يواجه جرائم عدة بينها: تزوير وثائق، والتلاعب بمعطيات إلكترونية طبقا للفصل 878 من قانون حماية المعطيات الشخصية.