عمال ملاعب مونديال قطر.. حلم يتحول إلى كابوس
كالتون قال إنه يعيش في المعسكر مع "4 آلاف لـ5 آلاف شخص آخر"، وأحيانا يكون هناك 8 أشخاص في الغرفة الواحدة، والطعام ليس جيدا.
لو سألت الآلاف من محبي كرة القدم؛ سيخبرونك بأنها لعبة ممتعة، لكن "اللعبة الجميلة" أيضا لها جانب مظلم، تكشف في قطر مع استعداداتها غير الإنسانية لمونديال عام 2022.
يتناول فيلم وثائقي جديد بعنوان "عمال الكأس"، من إخراج آدم سوبل، قصة مجموعة من العمال المشاركين في أعمال تشييد ملاعب كأس العالم 2022، وأتيحت لهم الفرصة للعب خلال بطولة كرة قدم خاصة بهم في عام 2013، شاركت فيها 24 شركة تابعة لمشروعات كأس العالم.
- أكاديمي أمريكي: أوضاع مؤسفة لعمال جامعة جورج تاون في قطر
- ميركل تطالب قطر بتحسين أوضاع عمال ملاعب المونديال
أحد الأشخاص الذين ظهروا خلال الفيلم، كيني يدعى كالتون (30 عاما) -طلب استخدام اسمه الأول فقط خوفا من عقاب مديريه- وهو مثله مثل غيره من العمال المهاجرين ترك بلاده عام 2014 وجاء للدوحة على أمل كسب دخل أفضل.
كالتون (30 عاما) من أصل كيني، يعمل حارسا أمنيا بموقع بناء الملاعب في الدوحة، وقبل انتقاله إلى هناك، كان انطباعه عنها أنها إحدى أغنى دول العالم، لكن تكشفت له حقيقة الأمر عندما وصل إلى هناك.
جمع كالتون كل الأموال التي جناها من عمله في بيع أجزاء السيارات في كينيا، على أمل في أن يكون الحلم القطري من نصيبه، ودفع لأحد الوكلاء نحو 600 دولار، نصفهم من مدخراته والباقي اقترضه ممن حوله، وبعد فترة وجيزة وصل إلى قطر ليجدها ليست كما توقع، لكنها كانت حياة معسكرات العمال.
وقال كالتون: "المعسكر معزول للغاية، نحن عمال لسنا أغنياء؛ لذا لا يمكننا الاختلاط بالقطريين. هناك قواعد. لا يمكنك الحصول على هوية.. لا يمكنك تغيير وظيفتك إذا وجدت فرصة أفضل. يأخذون جواز سفرك، لذا لا يمكنك فعل شيء".
وفي الوقت نفسه، قال كالتون إنه يعيش في المعسكر مع "4 آلاف لـ5 آلاف شخص آخر"، وأحيانا يكون هناك 8 أشخاص في الغرفة الواحدة، والطعام ليس جيدا وحرارة الصيف لا تحتمل، فضلا عن أنه يجني 250 دولارا في الشهر.
لكن الأهم من ذلك، يفتقد كالتون لزوجته وابنه ذي الأعوام الستة؛ حيث يقول: "أفتقد عائلتي. أفتقد التجول والغامرة. في أفريقيا يمكنك الذهاب إلى الغابات والحصول على جولة في الطبيعة".
وحتى لو كان كالتون حرا في التنقل، لم يمكنه الإقدام على فعل ذلك، فخلال الأشهر السبعة الماضية، كان يعمل لمدة 7 أيام في الأسبوع، وقال: "إذا طلبت إجازة، ربما يمكنك الحصول على يوم عطلة. لكن أحيانا يكون عليك العمل طوال الوقت"، مشيرا إلى أن العمال يتلقون نصف الأجر عن الإجازة المرضية.
الأشخاص الذين ظهروا خلال فيلم "عمال الكأس" جاءوا من نيبال وبنجلاديش والهند وغانا وكينيا، أحدهم يدعى كينيث، من غانا، تلقى وعدا بأنه ما يتم توظيفه في قطر سيكون قادرا على اللعب مع فريق كرة قدم، لكن تكشف لاحقا أن هذا غير صحيح.
رأى كينيث (21 عاما) في كأس العمال فرصة لإظهار مهاراته الكروية، لكن تبددت أحلامه لاحقا بعد خسارة فريقه وخروجه من المنافسة.
وأوضح كالتون أنه لن يشارك في أي منافسة تعقد في المستقبل، قائلا: "ماذا إن أصبت؟ من سيعتني بي؟"، أيضا الإصابة تعني بالنسبة له إجازة من العمل وأموالا أقل يرسلها إلى أسرته في كينيا.
وعبّر كالتون عن ندمه من الذهاب إلى قطر، قائلا إنه لو يعلم أن الحياة هناك هكذا، لم يكن ليذهب.
aXA6IDMuMTQ0LjQxLjIwMCA= جزيرة ام اند امز