بعد مطالبة عالمية بمنع الدفن الجماعي في درنة.. ماذا يقول الطب النفسي؟ (خاص)
طالبت منظمة الصحة العالمية الجهات المعنية في ليبيا، بالتوقف عن دفن قتلى إعصار دانيال في مقابر جماعية.
وأظهر تقرير رسمي صادر عن الأمم المتحدة أن ما يزيد على 1000 شخص دفنوا في مقابر جماعية منذ العثور على جثثهم جراء إعصار دانيال المدمر.
وبحسب خبيرين في الطب النفسي فإن مشاهد الدفن الجماعي للجثث المتوفاة، له أبلغ الأثر على نفسية أهالى المتوفين من جهة كما له آثار وخيمة على السلطات والقائمين على الدفن فضلاً عن آثاره على المشاهد العادي عبر منصات مواقع التواصل الاجتماعي.
وحلل خبير الطب النفسي جمال فرويز مستشار أستاذ الأمراض النفسية والعصبية في الأكاديمية الطبية العسكرية، لـ"العين الإخبارية" المردود النفسي لمشاهد الدفن الجماعي بالنسبة لذوي المتوفين بأنه يشكل بطبيعة الحال آثاراً سلبية كبرى، ذلك لأن كل أسرة قد تعتقد أن ابنها في المتوفين في الوقت الذي تتمنى فيه عدم حدوث ذلك.
وتبقى تلك الآمال متواجدة في أذهان أهالى المتوفين ربما إلى نهاية العمر، باعتبار أن الموروث العام للبشر هو التأكد المباشر من حالات الوفاة أثناء مراسم الغسل والتشيع، وكثير من الناس إذا لم يروا ذلك بأعينهم سيتبقى لديهم الأمل لفترات طويلة جداً، بما سينعكس بكل تأكيد على حالتهم النفسية لفترات طويلة.
هذا الاعتقاد ربما يختلف من شخص لآخر بحسب ما يؤكده فرويز بحسب طريقة كل شخص في استقبال الكوارث غير أن الغالبية العظمى من البشر دائماً تؤمن بالشيء الذي تراه سيما في حالات الموت تحديداً.
ويتفق الدكتور أحمد الباسوسي أستاذ الطب النفسي المصري مع الرأي السابق، ويشير في حديثه لـ"العين الإخبارية"، إلى أن بعض الفئات قد تصل إلى حد إنكار حدوث الوفاة طالما لم تر جثة ذويها بنفسها.
وقد يتلاشى الأمر رويدا رويدا بعد مرور زمن ولكن ليس عند كل الأشخاص.
أما بالنسبة لفرق الإنقاذ فيرى الباسوسي أنه لن يكون الضرر عليهم أقل من ذوي المتوفين، لأنهم يتعاملون مباشرة مع الحدث، وهو شيء بطبيعته مفزع وقد يسبب آلاما نفسية كبيرة ولو لفترة محدودة تحديداً مع المتطوعين المساهمين في الإنقاذ أكثر من هؤلاء الفرق المتمرسة في عملها.
وبالنسبة للفئات التي تشاهد مثل تلك المشاهد عبر شاشات التلفاز أو منصات مواقع التواصل، فيعتقد خبير الطب النفسي المصري أنهم أقل الفئات تضرراً أو تأثراً باعتبار أن المتوفين ليسوا ذوي قرابة مباشرة معهم، ومع ذلك لا سيتأثر بعض العاطفيين من الناس بشكل كبير مع مشاهد الدفن الجماعية للبشر، وستؤثر سلباً عليهم ولو لمدة قليلة.