بوركينا فاسو.. محنة الإرهاب تفاقم فراق الأحبة
البلد الذي كان وجهة سياحية مهمة قبل 6 سنوات، بات تحت وطأة هجمات الجماعات المسلحة
مع بدء العد التنازلي لقمة قادة دول الساحل المقررة في موريتانيا، نهاية الشهر الجاري، تتوجه الأنظار إلى بوركينا فاسو، البلد الذي يعاني تحت وطأة هجمات تشنها جماعات مسلحة.
فالبلد الذي خرج لتوه من مرحلة انتقالية أعقبت انتفاضة شعبية، كان وجهة سياحية مهمة قبل ست سنوات، لكنه بات هدفا لهجمات جماعات مسلحة، تهدد الانتخابات الرئاسية المرتقبة في نوفمبر/تشرين الثاني القادم.
اعتداءات أسفرت عن مقتل أكثر من 1600 شخص، بحسب مرصد الديمقراطية وحقوق الإنسان، في وقت يتحدث البعض عن 5 آلاف قتيل.
قصص مأساوية
أرقامٌ تخفي وراءها قصصا مأساوية، فهذا علي سيديبي (42 عام)، كان مربي ماشية ونزح إلى كايا (وسط الشمال) يقول إن "الحياة أكثر من صعبة بالنسبة لنا. قُتلت زوجتي خلال هجوم في أربيندا وتركت لي رضيعا".
لم يفقد سيديبي زوجته فقط، بل قطيعه بالكامل، إذ كان يملك أكثر من 50 ثور، والآن لم يعد عنده حتى خروف.
الباحث في شؤون الحركات الإسلامية محمودو سافادوغو، يُرجع "الكارثة" لعدة أسباب.
الأول: تشخيص سيئ في البداية.
يقول الباحث "بدأنا باتهام النظام القديم لبليز كومباوري، الذي أطيح به عام 2014 ويشتبه في أنه أبرم نوعا من اتفاق عدم الاعتداء مع الجماعات المسلحة الذي حافظ على البلاد لمدة طويلة، ثم اتهمنا الغربيين".
الثاني : تجهيز الجيش
وهنا يشير سافادوغو إلى أنه "لم يتم تجهيز الجيش بتاتا، ولم تكن هناك خطة ملائمة".
وفي هذا الصدد، تؤكد مصادر أمنية أن السلطات الانتقالية في فترة ما بعد كومباوري وكذلك سلطة الرئيس روش مارك كريستيان كابوري، كانت تخشى من حدوث انقلاب، وبالتالي "لم تمنح الجيش الوسائل للرد".
فكانت النتيجة أن الجيش انتقل من هزيمة إلى هزيمة، على الرغم من الإعلان عن انتصارات ساحقة.
لا يعرفون الحقيقة
لكن رئيس هيئة الأركان العامة موسى مينينغو، له رأي آخر، وهو أن "أولئك الذين يتحدثون لا يعرفون حقيقة الوضع. قد يساورهم الاعتقاد بأن الأمور لا تتغير ولكن تم اتخاذ إجراءات".
ويؤكد مينينغو أنه تم "إحداث عدد جيد من الفرز" في المناطق التي تتعرض للهجمات.
وفي وقت سابق، قال الرجل إن "المعركة صعبة ولكن سنحصد النتائج خلال وقت قصير. من واجبنا تحرير المحاور وتأمين السكان وسنحقق ذلك".
والأسبوع الماضي، أحدث رئيس الرئيس روش مارك كريستيان كابوري، المرشح لخلافة نفسه، دويا عندما ذهب إلى مدينة جيبو، وهي إحدى رموز التقدم للجماعات المسلحة، وتبعد 200 كيلومتر عن شمال العاصمة واغادوغو.
وفي تغريدة له أعلن الرجل تعهده بأن تكون "جيبو بوركية وستبقى كذلك للأبد".
زيارة اعتبرها المحلل السياسي دريسا تراوريه، بمثابة حملة انتخابية.
وتعاني منطقة الساحل الأفريقي، وخصوصا كل من مالي والنيجر وبوركينا فاسو، من هجمات إرهابية متفاقمة، تستهدف القوات الأمنية والجنود الأمميين، وذلك رغم تشكيل دول حوض بحيرة تشاد، في مايو/ أيار 2015، قوة مشتركة لمكافحة الإرهاب بالمنطقة.
aXA6IDE4LjIxOC43My4yMzMg
جزيرة ام اند امز