قائد انقلاب بوركينا فاسو.. ضابط شاب يرد على "أسئلة بلا إجابات"
انقشع ضباب الغموض الذي لف لأيام بوركينا فاسو، وظهر صاحب الاسم الذي تردد كثيرا أنه سيد الحكم الجديد، ونفذ الانقلاب الذي أطاح بالرئيس.
بقبعة حمراء، وزي عسكري منضبط، وهدوء تام، جلس إلى جانب أحد الضباط التابعين له، دون أن يتحدث إلى شعب بوركينا فاسو، لكنه أكد التكهنات التي انتشرت في الأيام الأخيرة، بأنه قائد الانقلاب الجديد، وصاحب السلطة في البلاد لأشهر قادمة، وربما أكثر.
إنه الضابط الشاب بول هنري سانداوغو داميبا، الذي وضع نهاية لحكم الرئيس البوركينابي روش مارك كريستيان كابوري، وعلّق ضمن زملائه الحكام الجدد الدستور وحلّ الحكومة والبرلمان، ضمن إجراءات أخرى شملت إغلاق الحدود البرية والبحرية حتى إشعار آخر.، واعتقال الرئيس ورئيس وزرائه.
العقيد داميبا ظهر على التلفزيون الرسمي بعد تداول اسمه لأيام، إلى جانب ضباط آخرين، قرأ أحدهم البيان رقم 1، وسمى "الحركة الوطنية للإنقاذ والإصلاح" التي تضم جميع مكونات قوات الدفاع والأمن في البلاد، كمجلس عسكري يتولى السلطة في البلاد، إلى حين العودة للنظام الدستوري.
فمن هو قائد الانقلاب الجديد في بوركينا فاسو؟
بول هنري سانداوغو داميبا، ضابط شاب عرف بقيادته للحرب على الإرهاب في الساحل، وهو من مواليد 2 يناير/ كانون الثاني عام 1981، وعلى غرار أقرانه في الدول الأفريقية، أكمل تعليمه في بلاده، ثم غادر إلى فرنسا، وتخرج من المدرسة العسكرية في باريس.
كما حصل على درجة الماجستير في علم الإجرام من أحد معاهد باريس، ونال شهادة خبير دفاعي في الإدارة والقيادة والإستراتيجية، قبل أن يعود إلى بوركينا فاسو كأحد الضباط الذين يشار إليهم بالبنان، في المؤسسة العسكرية.
بزغ نجمه حين انضم إلى الحرس الرئاسي، إلى جانب الرئيس الأسبق لبوركينا فاسو، بليز كومباوري، قبل أن يرتقي إلى قائد للمنطقة العسكرية الثالثة التي تغطي العاصمة البوركينابية واغادوغو، وتحارب الإرهاب في المنطقة الشرقية من البلاد.
كتاب "أسئلة بدون إجابات مؤكدة"
يتندر الصحفيون الأفارقة، بأن العقيد داميبا، وإن لم ينجح كليا في محاربة الإرهاب كضابط، إلا أنه تمكن من تأليف كتاب، نُشر في يونيو/ حزيران الماضي، بعنوان "جيوش غرب أفريقيا والإرهاب: إجابات غير مؤكدة"، سعى فيه إلى تحليل استراتيجيات مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل وحدودها.
لكن الضابط الشاب شارك ميدانيا في عدة عمليات لمكافحة الإرهاب بين عامي 2015 و 2019، أثناء توليه مسؤوليات عملياتية في منطقتي الساحل والشمال، ممثلا للقوة العسكرية التي تساهم بها بوركينا فاسو لمحاربة الإرهاب في المنطقة.