بوركينا فاسو.. شعب يبحث عن مصيره وسط أنقاض الإرهاب
تعد بوركينا فاسو الدولة الأكثر تضررا في غرب أفريقيا، إذ أسفر تصاعد العنف عن أمة ممزقة.
ومنذ فترة طويلة، كانت بوركينا فاسو مشهورة بمهرجانها السينمائي الدولي ومشهدها الفني، لكن البلاد أصبحت الأكثر تضررا مع انتشار الإرهابيين من تنظيمي داعش والقاعدة اللذين حولا غرب أفريقيا إلى بؤرة للإرهاب.
ووفقا للمحللين فقد قُتل أكثر من 8000 شخص العام الماضي في صراع بين الإرهابيين والجيش، وهو ضعف الرقم في 2022، كما فر ما يقرب من 3 ملايين شخص من منازلهم في البلد الذي يبلغ عدد سكانه 23 مليون نسمة، وسط توقعات بأن يواجه 1.4 مليون طفل الجوع هذا الصيف في ظل قطع الإرهابيين لطرق المساعدات.
وخلف تصاعد العنف في البلاد أمة ممزقة، وفقا لما ذكرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في تقرير لها.
وقالت الصحيفة الأمريكية إن العاصمة واغادوغو بالإضافة إلى عدد قليل من المناطق الأخرى لا تزال آمنة نسبيا، منذ أن تسلل الإرهابيون من مالي إلى شمال بوركينا فاسو وبدؤوا في شن هجمات في عام 2015، ما أدى إلى زعزعة الاستقرار.
ويقود بوركينا فاسو الآن أصغر زعيم عالمي هو النقيب إبراهيم تراوري (36 عاما) "الذي استولى على السلطة في انقلاب عام 2022، والذي جنّد مستشارين عسكريين من روسيا ونحو 50 ألف مدني للقتال مع جيشه"، بحسب صحيفة نيويورك تايمز، التي أشارت إلى أن الولايات المتحدة قدمت لتراوري أكثر من نصف المساعدات الإنسانية للبلاد هذا العام (150 مليون دولار).
وحتى الآن، ما زال الإرهابيون يسيطرون على مناطق في الريف، إذ يفرضون حصارًا على العشرات من البلدات والمدن.
وفي يونيو/حزيران الماضي، قُتل أكثر من 100 جندي في هجوم على قاعدة عسكرية في مانسيلا شرقي بوركينا فاسو، وهو الهجوم الذي تبناه إرهابيون.
ويحث تراوري شعبه على دعم الجيش وتسليم المتهمين بالتعاون مع الإرهابيين.
كانت حركة يقودها فنانون ومثقفون وناشطون قد طردت في 2014 رئيس بوركينا فاسو الأسبق بليز كومباوري، الذي ظل متمسكًا بالسلطة لنحو ثلاثة عقود.
وفي الوقت الذي انتشر فيه الإرهابيون في شمال مالي، نجت بوركينا فاسو من العنف، إذ أرسلت دول غربية مثل فرنسا والولايات المتحدة أسلحة وقوات خاصة ومستشارين إلى بوركينا فاسو للمساعدة في احتواء تحركات التنظيمات الإرهابية.
وفي 2015، تسلل المسلحون من مالي إلى شمال بوركينا فاسو وقاموا بشن هجمات، ما أدى إلى زعزعة الاستقرار.
ومنذ توليه السلطة في 2022، تعهد تراوري بالقضاء على الإرهاب، وبعدما وعد بأن يكون زعيما مؤقتا لبضعة أشهر فقط، أطلق زعماء دينيون وعسكريون وسياسيون عليه لقب "القائد الأعلى للقوات المسلحة" وفوضوه لقيادة البلاد لمدة 5 سنوات أخرى.
واتهم تراوري الولايات المتحدة والدول الأوروبية بتهديد سيادة بوركينا فاسو، وأمر العام الماضي القوات الخاصة الفرنسية المتمركزة في البلاد بالمغادرة.
وجنّد تراوري مستشارين من روسيا، وخلال رحلة إلى سان بطرسبرغ الصيف الماضي، قال إن الرئيس فلاديمير بوتين بالنسبة له "مثل العائلة".
والعديد من أبناء عرقية الفولاني عالقون بين الإرهابيين الذين يغزون قراهم ويجندونهم، والمليشيات العسكرية والمدنية، التي تتهمهم بالإرهاب.
aXA6IDMuMTM4LjEyNC4xMjMg
جزيرة ام اند امز