أعلام روسيا تغزو بوركينا فاسو.. "رسالة غزل" تختصر 8 آلاف كيلومتر
8 آلاف كيلومتر تفصل موسكو عن واغادوغو، لكن بُعد المسافة لم يحل دون "الغزل السياسي" بين مؤيدي الانقلاب في بوركينا فاسو والسلطات الروسية.
ظهور العلم الروسي لم يكن حدثا فرديا أو مشهدا مرتبطا بمكان معين، إذ رفعه متظاهرون في شوارع ومتاجر وأمام ثكنات عسكرية، ما يعكس توجها سياسيا في البلد الأفريقي.
يأتي ذلك بعد أيام من ثاني انقلاب تشهده بوركينا فاسو في 9 أشهر، حيث استولى مجموعة من الضباط الشبان على السلطة بمبررات ترتبط بتراجع الوضع الأمني.
وفي مظاهرة في العاصمة البوركينية، رفع أحد المتظاهرين علما روسيا أثناء مظاهرة ضد فرنسا والمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس)، الثلاثاء الماضي.
بل إن المتظاهر لم يكن وحيدا، إذ التحق بحشد ضم عدة عشرات من المتظاهرين الملوحين بالأعلام الروسية في واغادوغو، وسط هتافات مؤيدة لروسيا.
وأمام ثكنة عسكرية في العاصمة البوركينية رفرف العلم الروسي عاليا، إذ صعد شاب من المؤيدين لزعيم الانقلاب الجديد، إبراهيم تراوري، على متن مدرعة تابعة للجيش، ولوح بعلم روسيا.
وبعد رفع العلم، دوى صدى هتافات مؤيدة لروسيا في المكان.
ومن الثكنة إلى متجر بوسط واغادوغو رفع مالك المكان، وهو من مؤيدي الانقلاب الجديد، أعلام روسيا حول بضاعته، وفق "فرانس برس".
وبخلاف هذه المشاهد المختلفة، فإن علم روسيا يظهر بوضوح في المظاهرات المؤيدة للانقلاب الجديد في بوركينا فاسو، جنبا إلى جنب مع علم البلاد.
ويبدو أن المشهد أقرب لرسالة غزل من أنصار الانقلاب الجديد موجهة لروسيا، ومحاولة للعب على التوازنات العالمية الحالية، في ضوء التوتر بين الغرب وموسكو، لكسب حليف جديد.
وتتقاطع هذه الرسائل الشعبية، مع تصريحات قائد الانقلاب الذي تولى لاحقا الرئاسة إبراهيم تراوريه، قال فيها "أعلم أن فرنسا لا تستطيع التدخل بشكل مباشر في شؤوننا.. الأمريكيون هم شركاؤنا الآن، وروسيا أيضا يمكن أن تكون شريكا".
وخلال الفترة الماضية، حقق النفوذ الروسي في بوركينا فاسو قفزة كبيرة مررته من مستويات الإعلام إلى السياسة، وبالتالي حصلت موسكو على موطئ قدم جديد في أفريقيا.