بوروندي تجري انتخابات محفوفة بمخاطر كورونا والعنف
رغم وجود 7 مرشحين للرئاسة في بوروندي تنحصر المنافسة بين أجاثون رواسا والجنرال إيفاريست ندايشيمي.
أعطت السلطات في بوروندي ظهرها لأزمة فيروس كورونا والتوترات العرقية المستمرة، معلنة إجراء الانتخابات العامة في البلاد غداً الأربعاء.
ورغم وجود 7 مرشحين للرئاسة تنحصر المنافسة الرئيسية بين أجاثون رواسا من حزب المؤتمر الوطني للحرية، والجنرال إيفاريست ندايشيمي، من حزب "المجلس الوطني للدفاع عن الديمقراطية" الحاكم.
ورواسا البالغ من العمر 56 عاما، هو زعيم سابق للمتمردين ويشغل أيضا منصب نائب رئيس الجمعية الوطنية.
أما ندايشيمي، الذي يبلغ من العمر 52 عاما، فهو يشغل حاليا منصب الأمين العام لحزب المجلس الوطني للدفاع عن الديمقراطية ويشغل أيضا منصب وزير الداخلية والأمن، كما أنه قائد الجيش.
ويدعم الرئيس بيير نكورونزيزا ، الذي يشغل منصبه للفترة الثالثة حاليا، ندايشيمي دعما تاما.
وتحذر منظمات حقوق الإنسان منذ سنوات من أنه من غير المحتمل أن تكون الانتخابات في بوروندي، التي تقع في شرق أفريقيا، عادلة أو نزيهة.
وقال انسشير نيكوياجايز، رئيس رابطة حقوق الإنسان البوروندية في بيان: "النظام البوروندي ، المعزول على الساحة الدولية، قرر إجراء الانتخابات مهما كان الأمر".
وأضاف: "في ظل التوتر الذي شهدته حملة الانتخابات- والتي اتسمت بالعنف والتصريحات المثيرة للتوتر- تواجه بوروندي خطر الغرق في اشتباكات مميتة بمجرد إعلان النتائج".
بدورها، ذكرت المبادرة البوروندية لحقوق الإنسان في تقرير خاص أن رابطة الشباب بالحزب الحاكم واصلت ارتكاب انتهاكات حقوقية في فترة ما قبل الانتخابات.
واستطاع المعسكران المتنافسان في بوروندي اجتذاب الآلاف لحضور لقاءات حملاتهما الانتخابية، رغم توقعات انخفاض معدل الإقبال على المشاركة في التصويت، بحسب ليزيل لو – فاودران المحللة والباحثة بمعهد الدراسات الأمنية ومقره جنوب أفريقيا.
ولم تستطع ليزيل لو التأكيد ما إذا كان إجراء الانتخابات وسط تفشي جائحة كورونا أمرا استراتيجيا، ولكنها أوضحت أن الرئيس البوروندي قال إن الله يحمي البلاد من المرض.
واستمرت التجمعات في الكنائس، والاجتماعات السياسية ومباريات كرة القدم، في ظل قليل من احتياطيات السلامة.
ويوم الخميس الماضي تم طرد ممثل منظمة الصحة العالمية في البلاد وثلاثة آخرين من مسؤولي المنظمة من بوروندي، دون إبداء أي أسباب.
يذكر أنه بعد أن رفض الرئيس البوروندي في بادئ الأمر قبول أي مراقبين للانتخابات، سمح في نهاية المطاف بحضور 20 من مجموعة شرق أفريقيا.
ولكن تم إبلاغ المراقبين الـ20 بأنه سيتعين عليهم البقاء قيد الحجر الصحي لمدة 14 يوما، مما يجعل من المستحيل عليهم مراقبة إجراءات الانتخابات.
وقالت لو- فاودران ومحللون آخرون إن غياب المراقبين يثير القلق البالغ في ما يتعلق بضمان حرية ونزاهة الانتخابات.
وأضافت: "يريد البورونديون أن يكون هناك تغيير، ليشهدوا استقرارا سياسيا، وعلاقات أفضل مع الدول المجاورة، واستثمارات دولية، ونهاية للقمع السياسي، ونهاية للجرائم ذات الدافع السياسي والتي لا تتم معاقبة مرتكبيها".
ويقول محللون إن الخطر الكبير يتمثل في أن الخاسر في انتخابات الغد لن يقبل النتائج، مما قد يؤدي إلى أزمة سياسية طويلة الأمد، كما حدث في كثير من الدول الأفريقية.
ويصل عدد مراكز التصويت إلى 1500 ، ويحق لأكثر من خمسة ملايين بوروندي الإدلاء بأصواتهم.