بوش الأب.. سياسي معتزل يعيده العمل الإنساني للأضواء
الرئيس الـ41 للولايات المتحدة الأمريكية، عرف عنه قدرته على إدارة المفاوضات، ونجاحه في إنهاء مهام سياسية عديدة.
الرئيس الـ41 للولايات المتحدة الأمريكية، عرف عنه قدرته على إدارة المفاوضات، ونجاحه في إنهاء مهام سياسية عديدة، فمنذ تقلده مناصب بالحزب الجمهوري الأمريكي منذ 1963، لينجح "جورج بوش الأب" طوال الـ75 عاماً في تولي مناصب إدارية وسياسية بالولايات المتحدة، ولتظهر مواقفه الإنسانية بعد عودته للظهور بـ"العمل المجتمعي والسياسي" مرة أخرى خلال الـ 10 سنوات الماضية.
ولد جورج بوش الأب في 12 يونيو/ حزيران 1924، بولاية ماساتشوستس، لعائلة ثرية وأب عمل في الحياة السياسة والاقتصادية، لينخرط بوش الأب في الحياة السياسية والعسكرية مبكراً وعمره 18 عاماً، نظراً لظروف الحرب العالمية وقتها، وطبيعة الطبقة الاجتماعية التي انتمى لها.
وفي عام 1942 اختير بوش الأب كطيار بالبحرية الأمريكية، ليصبح وقتها أصغر طيار التحق بالبحرية الأمريكية، لينضم بعدها لمجموعة قتالية كطيار قتال أثناء الحرب العالمية الثانية في الفترة من 1944- 1945، ونظراً لتأدية واجبه في هذه الحرب، وخدمة وطنه على أكمل وجه، وفقاً لما ذكرته وثائق تاريخية، تم منحه جائزة الطيران الفخري تقديراً لمشاركته في الحرب العالمية الثانية.
محطات سياسية
1963 هو تاريخ هام في حياة بوش الأب سياسياً وإدارياً، حيث انضم لعضوية الحزب الجمهوري، أكبر الأحزاب الأمريكية، ومن بعدها تولى عدة مناصب داخلية بالحزب، ومناصب أخرى إدارية وسياسية، ليتولى منصب رئيس مقاطعة الحزب الجمهوري هاريس في نفس العام، واستطاع بقدرته على الإدارة وتنظيم الحملات والمفاوضات داخل جلسات الحزب، أن يدير حملة لنفسه بهدف الحصول على مقعد بمجلس الشيوخ الأمريكي بولاية تكساس عام 1964، المعروفة بانتمائها لحزب الجمهوريين، ولكن هذه المحاولة لم تكلل بالنجاح، ليصف بعض الكتاب الأمريكيين والمصادر التاريخية الحملة بـ"الفاشلة".
ولم تتوقف محاولات بوش الأب للدخول للكونجرس الأمريكي، لينجح في عام 1966، للدخول إلى المجلس، واستمر لولايتين متتاليتين في عضوية مجلس النواب الأمريكي، كما ترأس اللجنة الوطنية للحزب في القضية الشهيرة التي عرفت بـ"فضيحة وترجيت".
ولقدرته على إدارة العلاقات الخارجية، رشح بقوة لمنصب سفير أمريكا بالأمم المتحدة، ليتولى المنصب في الفترة من 1971 – 1973، منصب سفير الولايات المتحدة لدى منظمة الأمم المتحدة، كما أرسل كمبعوث دبلوماسي لأمريكا بالصين في فترة السبعينيات، ليدير بعدها لمدة عام واحد وكالة الاستخبارات الأمريكية من عام 1976 – 1977.
ويبدو أن طموح جورج بوش الأب صاحب الـ 92 عاماً، لم يتوقف عن التمثيل الدبلوماسي لأمريكا بالخارج، أو عند المناصب المحلية داخل الحزب الجمهوري، ليخوض معركة الترشح لرئاسة أمريكا أمام رونالد ريجان، ليخسر هذه المنافسة عام 1980، وبالرغم من المنافسة بينهما، إلا أن ريجان عينه نائياً له خلال الفترة من 1981- 1988.
ليحالفه الحظ في العام التالي، وينجح بوش الأب في تولي رئاسة أمريكا 1989 – 1993، وطوال فترة الرئاسة، نجح بوش الأب في إدارة العديد من القضايا السياسية الخارجية، لينجح في طرد القوات العراقية من الكويت، فاستطاع أن يكوّن تحالفاً وطنياً عسكري لتحرير الكويت عام 1990، وفي العام التالي تغيرت توازنت القوي والخريطة السياسية بالعالم، ليسقط الاتحاد السوفيتي، ليبدأ الاتجاه الاشتراكي في التراجع، وتبرز ظهور أمريكا والرأسمالية في العالم.
وبالرغم من الدور السياسي الخارجي الذي مارسه بوش الأب، إلا أنه زاد من معاناة الأمريكيين الاقتصادية، لتتراجع شعبيته ويخسر في انتخابات الجولة الثانية من فترة رئاسته التي تمت عام 1992، وبعد هذه المرحلة قرر الرئيس الأسبق أن يختار العزلة والتوقف عن العمل السياسي، مكتفياً بعضويته داخل الحزب الجمهوري، ليظل في العزلة السياسية وعن أنظار الإعلام الأمريكي والعالمي لسنوات عديدة، حتى عاد بالظهور في احتفالية الذكرى الـ75 لهجوم اليابان على بيرل هاربر.
العمل الإنساني
وطوال الـ 10 سنوات الماضية، وجّه بوش الأب جهده إلى الأعمال الإنسانية والخيرية، وفي عام 2005، قام بدور إنساني كبير بتوجيه دعم مساعدات قدرت وقتها بأكثر من 100 مليون دولار، لمتضرري إعصار كاترينا، وخلال الفترة من 2010- 2013 تقدم هو وزوجته "بابرا بوش" بتبرعات عينية ومادية لعدة جمعيات خيرية بالولايات المتحدة.
وفي موقف إنساني، قام الرئيس الأمريكي عام 2013 بحلق شعر رأسه، تعاطفاً مع طفل صغير، نجل أحد حراسه الشخصيين، لمعاناته من مرض سرطان الدم، وتقديراً لمواقفه الإنسانية قام الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته باراك أوباما بمنحه وسام الحرية الرئاسي عام 2011.
أزمات صحية
وبالرغم من معاناته الصحية، التي ظهرت منذ عام 2012، عندما أصيب بمرض الالتهاب الرئوي، وكسر بفقرات العنق، ودخوله للمستشفى هوستين عدة مرات، في فترات متقاربة، احتفل بوش الأب بعيد ميلاده الـ 90 قفزاً بالمظلة، ليتفاجأ الجميع والحضور من الأصدقاء بقفزة بوش الأب من طائرته الخاصة بالمظلة.
ليعاني الرئيس الأسبق من أزمة صحية جديدة، كما اعلنت وسائل إعلام محلية، اليوم الأربعاء، خبر نقل بوش الأب إلى مستشفى بمدينة هيوستن، متوقعة أن يعود لمنزله في غضون أيام.
وكانت آخر تصريحاته الإعلامية، عندما أعلن تخليه عن دعم المرشح الجمهوري دونالد ترامب، للانتخابات الرئاسية، والتصويت لصالح المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، بحسب ما نشرته كاثلين كنيدي، الابنة الصغرى للسياسي الأمريكي روبرت كيندي عبر صفحتها الشخصية بموقع "فيس بوك".