نشتري أم نبيع الدولار؟.. سؤال محير وإليك الإجابة
يمر الدولار الأمريكي بأفضل فتراته خلال هذه الأيام مستفيدا من ضبابية الموقف بشأن حزمة التحفيز المالي
يعيش الدولار الأمريكي أفضل فتراته منذ أن ضربت جائحة فيروس كورونا المستجد الاقتصاد العالمي منذ الربع الأول من العام الجاري 2020.
وحقق مؤشر العملة الخضراء منذ 1 سبتمبر/أيلول الجاري حتى تعاملات الأربعاء، ارتفاعا من مستوى 91.8 إلى 94.3 بارتفاع 2.72%، وهو المؤشر الذي يقيس قوة الدولار مقابل سلة عملات بأوزان مختلفة تضم اليورو والين والجنيه الإسترليني والدولار الكندي والكرونا السويدي والفرنك السويسري.
هذا الأداء الجيد للدولار طرح تساؤلا رئيسيا بين المتعاملين.. هل نشتري أم نبيع الدولار الآن؟
للإجابة عن هذا السؤال المهم يجب أن ننظر إلى صورة أوسع للاقتصاد العالمي والأمريكي الذي يرتبط ارتباطا وثيقا بأداء الدولار.
دفعة للدولار
اكتسب الدولار قوة جراء مخاوف المستثمرين من تراجع الولايات المتحدة الأمريكية عن ضخ حزمة تحفيز مالي جديدة لتنشيط الاقتصاد في مواجهة وباء كورونا، وهو ما دفع العملة الخضراء للصعود مقابل المعادن وعلى رأسها الذهب، وأسواق الأسهم.
وحصل الدولار يوم الثلاثاء على دفعة من تصريحات رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في شيكاجو تشارلز إيفانز، الذي أشار إلى أن المركزي الأمريكي قد يرفع أسعار الفائدة قبل الوصول إلى متوسط معدل التضخم المستهدف عند 2%.
وقال إيفانز، خلال اجتماع افتراضي لمنتدى المؤسسات المالية والنقدية الرسمية في لندن، إن الاقتصاد الأمريكي قد عاد إلى 90٪ من مستويات ما قبل الوباء.
هذا التصريحات التي تعني ارتفاع العائد على الدولار دفعه لتسجيل أعلى مستوى على مدار شهرين، ويتجه لتسجيل أكبر ارتفاع أسبوعي له منذ مايو/أيار الماضي.
وفي المقابل، هوى المعدن الأصفر حتى تعاملات الأربعاء، إلى أدنى مستوى له منذ 3 أشهر حيث تداولات عقود الذهب الآجلة دون مستوى 1870 دولارا للأوقية.
وبحسب موقع "بيزنس إنسايدر الأمريكي" فإن جيفري هالي كبير محللي السوق في شركة OANDA، أوضح أنه من المرجح أن يكون الدولار القوي هو السبب الرئيسي لضعف أداء الذهب.
في حين أشار ستيفن إينس، كبير خبراء السوق في شركة أكسي كورب، إلى أن الأنظار الآن تتسلط على جيروم باول محافظ احتياطي الفيدرالي الأمريكي لمعرفة إلى أي مدى سيسعى لإقناع الكونجرس خلال الاجتماع المرتقب لتقديم مزيد من التحفيز.
وأضاف أن مزيدا من التحفيز في الولايات المتحدة قد يدفع الدولار للهبوط، وتقديم دعما للذهب.
توخي الحذر
في حين، قال أيمن أبوهند، الشريك المؤسس بشركة advisable wealth engines للاستثمارات، إن المؤشرات توضح أن الدولار يستحوذ على جانب أكبر من سيولة المستثمرين على الأجل القصير في ظل احتمالات رفع الفيدرالي الأمريكي أسعار الفائدة.
وأضاف أنه على الصعيد الأخر تراجعت أسواق الأسهم بعد أن حققت أداء قياسيا خلال الأشهر الأخيرة، بالتوازي مع انخفاض الذهب إلى دون مستوى 1900 دولار، الذي يمر بمرحلة جني أرباح إثر الارتفاعات القوية التي حققها منذ العام الماضي.
وأشار إلى أن العملة الخضراء هي المستفيد الأكبر من ضبابية الموقف بشأن ضخ الحكومة الأمريكي حزمة تحفيز جديدة من عدمه للاقتصاد، لأنه في حالة الامتناع عن توفير سيولة بالسوق سيرتفع الدولار، خاصة في ظل مخاوف الموجة الثانية لفيروس كورونا.
وبرأي أبوهند فإن الدولار قد يتأرجح ما بين صعود وهبوط لحين حسم الانتخابات الأمريكية في الأسبوع الأول نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
ونصح مدير الاستثمار المتعاملين بعدم التركيز على شراء الدولار، إنما تنويع محفظة الاستثمارات تحوطا ضد التذبذب في سعر العملة الأمريكية.
الذهب تحت الضغط
في المقابل، أكد الدكتور وصفي أمين واصف، رئيس شعبة المصوغات والمجوهرات بالاتحاد العام للغرف التجارية المصرية، أن الذهب يمر بمرحلة ضغط خلال هذه الآونة نظرا لعدم اتخاذ الولايات المتحدة قرارا بشأن برنامج التحفيز المالي.
وأوضح أن كل ارتفاع في قيمة الدولار يقابله انخفاض في سعر الذهب، ما يدعو إلى التريث بشأن الاستثمار في المعدن الأصفر خلال الأيام المقبلة.